- الصحة اللبنانية: 4 شهداء و23 مصابا بغارة إسرائيلية عنيفة على منطقة البسطا في بيروت
دلياني: أمريكا وإسرائيل فشلتا في تحقيق التدفق الدبلوماسي
فهمي: ترامب رحل لكن تركته لا تزال قائمة بانتظار موقف عربي لتفكيكها
أبو دقة: صياغة موقف عربي موحد يتطلب إنهاء الانقسام الفلسطيني أولًا
الكوفية – خاص: دعا محللون وسياسيون، إلى ضرورة إنهاء الانقسام الداخلي الفلسطيني تمهيدًا لصياغة موقف عربي موحد، في مواجهة مخططات الاحتلال الإسرائيلي وممارساته التي تتصاعد وتيرتها يومًا بعد يوم.
وأضاف، أكاديميون وسياسيون، في تصريحاتٍ لـ«الكوفية»، في ذكرى مرور 4 سنوات على إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مدينة القدس عاصمةً لدولة الاحتلال، أن الموقف العربي الموحد يستطيع التأثير في السياسة الأمريكية ونقل القضية للتداول مجددًا في الكونغرس الأمريكي..
قال القيادي في تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح ديمتري دلياني، إن إعلان الرئيس السابق للولايات المتحدة دونالد ترامب، في مثل هذا اليوم قبل 4 سنوات، نقل سفارة بلاده إلى القدس، لم يحقق التدفق الدبلوماسي الذي كانت تتمناه الإدارة الأمريكية ودولة الاحتلال، بالإضافة إلى عدم تعامل الدول الوازنة مع الأمر، رغم توظيف إدارة ترامب مواردها وعلاقاتها لخلق التدفق الدبلوماسي، وهو ما يشير بوضوح إلى فشل دبلوماسي «أمريكي – إسرائيلي» كبير.
وأضاف دلياني، أن ردود الفعل على قرار ترامب، على المستوى الفصائلي، لم تتجاوز بيانات التنديد وعدة تظاهرات بسيطة تم تنظيم اثنتين منها في القدس، ولم يكن هناك تغيير في مواقفها، أما على المستوى الرسمي فعكست السلطة الفلسطينية قرارها بقطع العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية دون أن تعكس واشنطن قرارها وتعيد سفارتها إلى تل أبيب، وذلك بعد أن خسر الشعب الفلسطيني الملايين من المساعدات والمشاريع لتحسين ظروف الحياة، وتجنيد الولايات المتحدة ثقلها السياسي للنيل من القضية الفلسطينية مع الإبقاء على العلاقات الأمنية معها.
كوشنر مهندس الصفقة
وأوضح القيادي في تيار الإصلاح، أن مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين اتخذا قرارًا في العام 1996م بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ومنذ ذلك الحين وعد جميع المرشحين للرئاسة تقريبا بتنفيذ هذا القرار، ولكنهم كانوا يتنصلون من وعودهم بمجرد وصولهم إلى سدة الحكم، عبر قرارات نصف سنوية بتأجيل تنفيذ القرار كونهم لا يملكون الصلاحية لإلغائه، أما طبيعة ترامب وعدم اكتراثه للسياسة الدولية خارج الحدود التجارية والمخاطر الأمنية المباشرة، فتحا المجال لتسويق فكرة عدم تأجيل تنفيذ القرار، وخاصة أنه بفوز ترامب بترشح الحزب الجمهوري شكّل غلاة اليمين الأمريكي المحافظ النواة الأساسية لإدارته، فنظم غاريد كوشنر، صهره وذراعه اليمنى، حملة لتجنيد الدعم لإقناع ترامب بعدم تجديد تأجيل قرار نقل الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، وهكذا كان، ومع كل عملية تأجيل في مرحلة ما قبل ترامب كان الرؤساء يرتكزون إلى الآثار السلبية لتنفيذ القرار على العملية السياسية، وهذا ما خدم كوشنر في عملية إقناع ترامب بعدم التأجيل كون العملية السياسية متوقفة، وأن علاقة السلطة بدولة الاحتلال باتت علاقة أمنية لا سياسية، وبالتالي لن تتأثر بتنفيذ القرار.
القدس عاصمة لفلسطين
وأوضح دلياني، أن إعادة افتتاح القنصلية الأمريكية بالقدس رغم اعتراض حكومة الاحتلال، وفشل حملتها الدبلوماسية في واشنطن في دفع إدارة بايدن إلى إلغاء الفكرة، يشكل خطوة مهمة لإعادة بناء العلاقات الأمريكية الفلسطينية، لكنه لا يمكن مقارنته بكارثة اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، ولأن الإدارة الأمريكية لا تستطيع، دستوريًا، أن تعكس قرار الكونغرس ومجلس الشيوخ عام 1996 بنقل سفارتها في دولة الاحتلال إلى القدس، فإنه بمقدورها، وإن كانت لديها الإرادة السياسية باتخاذ إجراء مواز للتقليل من الضرر الكارثي الذي تسبب فيه ترامب، تستطيع أن تعترف بالقدس أيضاً عاصمة للدولة الفلسطينية، على أن يتفق الطرفان على الحدود بحسب القانون الدولي في إطار حل نهائي للنزاع.
واختتم تصريحاته بالقول، لا أعتقد أن الإدارة الأمريكية لديها من الإرادة السياسية ما يكفل لها اتخاذ خطوة جريئة كهذه تدفع العملية السياسية قُدُمًا.
ترامب.. طبيعة مختلفة
وفي سياق متصل، أكد أستاذ العلوم السياسية د. طارق فهمي، إن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لم يأتِ إلى موقعه من داخل مؤسسات الدولة العميقة، بل كان وافدًا على البيت الأبيض من خارج نطاق الجهاز البيروقراطي، بالإضافة إلى وقوعه تحت ضغوط يهودية مثّلتها منظمة إيباك، لذلك لم يكن غريبًا أن يتخذ خطوة إعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال، وهو القرار المؤجل على مكتب الرئيس الأمريكي منذ منتصف التسعينيات.
«لوبي عربي» موحد
وأشار فهمي، إلى أن المجموعة العربية في الأمم المتحدة قادرة على إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح إذا أحسنت عرض القضية وطرحها مجددًا للمناقشة في الكونغرس الأمريكي.
وأضاف، أنه بتشكيل لوبي عربي قوي تتوافر لديه الإرادة السياسية، يمكننا نقل الكرة مجددًا إلى ملعب الولايات المتحدة، رغم قوة اللوبي اليهودي هناك، إلّا أننا نصبح قادرين إذا نجحنا في تشكيل مراكز تأثير في الرأي العام والسياسة الأمريكية.
مجرد وعود
وحول ما تروّج له إدارة بايدن من إعادة افتتاح قنصلية للفلسطينيين في القدس المحتلة، أكد فهمي أنّ ما يتم ترديده بهذا الصدد لم يتجاوز مجرد التصريحات دون أي خطوة فعلية على الأرض، رغم دخول الرئيس جو بايدن عامه الثاني في الحكم، وحتى إن تم افتتاح القنصلية فعليًا، فإنه إجراء لا يلغي إعلان ترامب الذي رحل عن البيت الأبيض لكن لا تزال تركته باقية.
وتابع فهمي، أن الاحتلال الإسرائيلي، ماضٍ في تطبيقه خطة «2050» التي تستهدف تهويد المناطق المحيطة بالمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، بالتوازي مع مخططات الاستيطان الشيطانية.
أسباب أمنية وليست دبلوماسية
ودعا فهمي، إلى عدم التعويل كثيرًا على إحجام كثير من الدول عن نقل سفاراتها إلى القدس، معتبرًا أن هذا الامتناع له أسباب أمنية وليست دبلوماسية أو سياسية او تغييرًا في المواقف تجاه القضية الفلسطينية.
وشدد على ضرورة العمل على التصدي لمخططات التهويد التي تستهدف 8 مناطق وأحياء مقدسية، داعيًا الدول العربية وفي مقدمتها الأردن، بصفته وصيًا على المقدسات، إلى بلورة موقف موحد لوقف غول التهويد.
الصفقة المشؤومة
من جهتها، قالت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية د. مريم أبو دقة، إن قرار ترامب الظالم والمجحف يأتي في إطار صفقة مشؤومة منافية للأخلاق والقيم والحقائق التاريخية التي تؤكد أن القدس فلسطينية وليس للاحتلال الحق في شبرٍ واحدٍ من أرضها.
وأضافت، أن قرار ترامب أثار حفيظة كل شعوب العالم وليس فقط الشعب الفلسطيني، وإن كانت بعض الدول أعلنت نيتها نقل سفاراتها إلى المدينة المقدسة، تحت ضغوط سياسية واقتصادية، إلّا أنها لم تلبث أن تراجعت، لإدراك الجميع أن القدس مدينة عربية فلسطينية خالصة لا يملك كائن كان أن يُهديها لآخر.
الداعم الأول للمحتل الفاشي
وأشارت أبو دقة، إلى أن اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، كشف الوجه القبيح للولايات المتحدة أمام العالم كله كداعم أساسي للكيان الإسرائيلي المجرم الفاشي، موضحةً أن ترامب استغل الانقسام الفلسطيني واستجابة بعض دول المنطقة للتقارب مع إسرائيل لتمرير إعلانه، لكن الفعاليات الشعبية والفصائلية والتي كان أبرزها معركة «سيف القدس» الأخيرة برهنت على تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه، تحت أي ظروف.
إنهاء الانقسام هو الحل
ودعت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، إلى ضرورة العمل على إعادة اللحمة الوطنية وإنهاء الانقسام، فإذا ما اتحد الموقف الرسمي الحكومي مع مواقف قوى المقاومة، سيتحد الصف العربي والإقليمي، ولن يستطيع أحد أن يواجه وحدتنا، ووقتها فقط نستطيع أن نحرر أرضنا.