القاهرة: قال الباحث في الشأن الفلسطيني عزام شعث، إن "إسرائيل تنكرت لكل الاتفاقات المبرمة مع الجانب الفلسطيني، بما فيها اتفاق أوسلو"، مشيرًا إلى أن الاحتلال غير معني بعملية السلام وتمكين الفلسطينيين من حقهم في العودة.
وأضاف، في برنامج "حوار الليلة"على شاشة "الكوفية"، مساء اليوم، الإثنين، أن إسرائيل قامت بإجراءات على الأرض تخالف ما نص عليه الاتفاق، وما توافق عليه المجتمع الدولي، لافتًا إلى أن المجتمع الدولي قال في مرحلة ما، إنه تخلص من عبئ القضية الفلسطينية، كون الفلسطينيين توصلوا إلى حلول مع إسرائيل.
ونوه شعث، إلى أن الاحتلال لم يحول اتفاق الحكم الذاتي الفلسطيني إلى اتفاق دائم، في حين أن المجتمع الدولي لم يكن قادرًا على إرغام إسرائيل على تنفيذ اتفاقات أوسلو.
وتابع، "الولايات المتحدة الأمريكية لم تقوم بدورها المطلوب في الضغط على إسرائيل"، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين أخفقوا عندما لم يتوحدوا داخليًا لمواجهة الاحتلال، وإجباره على تنفيذ بنود اتفاق أوسلو، والوصول إلى مراحل متقدمة متتالية من الاتفاق.
وأردف شعث، "اتفاق أوسلو أحدث شرخًا داخليًا فلسطينيًا، فتباينت الآراء بين المؤيد والمعارض"، مؤكدًا أن الخلافات الفلسطينية سابقة على أوسلو في النظام الفكري والأيديولوجي والعقائدي، وكان مقدمة لانهيارات عديدة، وللانقسام الحاد في بنية النظام الذى تشكل بعد أوسلو؛ ما أعاق الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال وصياغة مشروع وطني موحد.
ونوه شعث، إلى أن الفلسطينيين حققوا بعض المكاسب الجزئية، قائلًا، " إسرائيل لم تمكن الفلسطينيين من تحقيق المكاسب، والولايات المتحدة مساندة للاحتلال في تلبية مطالبه وتطلعاته ودعمه ماديًا وعسكريًا".
وأكد، أن نتيجة أي صراع لا بد من تسوية وحلول ومفاوضات، متسائلًا، "نحن كفلسطينيين ماذا حققنا من خلال أوسلو؟، وبعد 28عام على اتفاق أوسلو.. هل نحن قادرون على صياغة برنامج وطني؟".
وشدد شعث، على أن فلسطين تعاني من احتكار القرار السياسي سواء في الضفة الفلسطينية أو في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الفصائل تتفق على المقاومة الشعبية، ودولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران.
وأضاف، "هذا يعني أننا وصلنا إلى قواسم مشتركة لمفهوم حدود الدولة وأدوات المقاومة والفعل الكفاحي الفلسطيني، ولكن دون وجود رؤية أو استراتيجية".
وعن الأسباب التي دفعت إسرائيل للتهرب من استحقاقات أوسلو، أشار إلى أن ميزان القوى المختل لصالح إسرائيل أحد الأسباب حيث أن الولايات المتحدة منحازة لإسرائيل".
وأردف شعث، "الأمم المتحدة غير قادرة على إلزام إسرائيل بشروط التسوية، والمنطقة العربية لها مالها وعليها ما عليها، فغالبًا مشاكلها الداخلية ألهتها عن القضية الفلسطينية"، لافتًا إلى أن الوضع الداخلي الفلسطيني كان سببا في عدم القدرة على المطالبة في استئناف عملية التسوية السياسية.
وأوضح، "قادة إسرائيل تهربوا من الاستئناف، بذريعة أن الفلسطينيين ليس لديهم قيادة وأنهم إرهابيين"، مؤكدًا أن إسرائيل كانت دائمًا دولة فوق القانون ولا تلتزم باتفاقات ومبادرات دولية ولا تلتزم بالضغوط.
وشدد شعث على أن الأوضاع الفلسطينية الداخلية متردية وبائسة، والسلطة الفلسطينية في أقصى حالات ضعفها، وليست قادرة على مواجهة المجتمع الدولي والضغط على الاحتلال".
ولفت إلى أن منظمة التحرير؛ عصبها حركة فتح وهي من اتجهت الى مسار التسوية السياسية مع إسرائيل، منوهًا إلى وجود تبادل للاعتراف بين حكومة الاحتلال والمنظمة.
وقال، "انتكست فتح ولم تحقق إلا بعض النتائج الشكلية بإقامة مؤسسة فلسطينية في الضفة وغزة، ما أضعف الحركة وجعلها عاجزة عن مواجهة الآخرين"، مؤكدًا أن ذلك جاء على حساب فتح وجماهيريتها وامتدادها، وانتخابات 2006 أثبت ضعف فتح بفوز حركة حماس.
ولفت شعث إلى أن المأزق الذى تعيشه السلطة الفلسطينية انعكس على حركة فتح، مشيرًا إلى أنها لم تراجع نفسها خلال الفترة الماضية، ولا زالت متمسكة في المفاوضات والرهان على الإدارة الأمريكية.
ونوه إلى أن حركة فتح وأعضاء منظمة التحرير والعديد من القادة، يطالبون بالتحلل من اتفاق أوسلو، مضيفًا، " الحل يكمن في تقوية الجبهة الداخلية حتى نستطيع الضغط على إسرائيل لتلبية مطالبنا وانتزاع حقوقنا".
وختم شعث قائلًا، "يجب أن نعالج أخطاءنا الداخلية وأزماتنا، ونفتح صفحة لإعادة الاعتبار للمشروع الوطني، وأن نتوصل لإنهاء الانقسام وإقناع المجتمع الدولي بالوقوف معنا وتفعيل الأدوات القانونية".
من جانبه، أكد الكاتب والمحلل السياسي، د.أحمد رفيق عوض، أن اتفاق أوسلو، ما زال قائمًا عندما يتم الاحتياج له.
وأوضح عوض، أن اليمين الإسرائيلي الحالي، يريد استمرار اتفاق أوسلو، لأنه يعفيه من الحل النهائي، بمعني تقسيم الأرض الفلسطينية في الضفة الفلسطينية إلى أ، ب، ج.
وقال، إن "الاحتلال يريد هذا الاتفاق، لأنه يعطي صورة مشوشة ومضللة للعالم، فيما يخص الفلسطينيين".
وأضاف عوض، أن السلطة الفلسطينية تحتاج أوسلو، لأنها المستند القانوني الذي يجعل الوضع على ما هو عليه.
وشدد عوض، أن اتفاق أوسلو، لم يعد يكفي لطموحات الفلسطينيين في الدولة، وحقهم في تقرير المصير، بالإضافة إلى أنه لا يحقق الطموحات الاستعمارية الصهيونية في إجهاض فكرة الدولة الفلسطينية.
ونوه، إلى أن الطرفان يذهبان إلى تحريف هذا الاتفاق، لتحقيق مصالحهما، مؤكدًا أنهما لا يستطيعان اسقاط الاتفاق.
وحول العلاقة بين اتفاق أوسلو والانقسام الفلسطيني، أكد عوض، أن أوسلو قد يكون السبب المباشر للانقسام، ولكنه ليس السبب الوحيد.
وأوضح، أن هناك أسباب أخرى للانقسام بين الفصائل الفلسطينية، منها اختلاف الأجندات، والتعارض الفكري.
ونوه عوض، أنه بعد 28 من اتفاق أوسلو، دولة الاحتلال تريد أن تتعامل مع الفلسطينيين أنهم مشكلة أمنية فقط، دون إعطائهم دولة.
وأكد، أن الوعي الفلسطيني أصبح أكثر تفهمًا وخبرة، بأنهم حق في دولة لن يتم عن طريق المفاوضات.
واستدرك عوض، أن اتفاق أوسلو جعل الشعب الفلسطيني على الخارطة، في معادلة دولية، مؤكدًا أن العالم يتفاعل مع القضية الفلسطينية، واعترف بالشعب الفلسطيني.
وفيما يتعلق بالحركات الإسلامية واتفاق أوسلو، قال عوض، أن "حركة حماس على وجه الخصوص، تمتلك براغماتية خاصة للاندماج في النظام السياسي الفلسطيني".
وأوضح، أن حماس حركة سياسية تطالب بحصتها في السلطة، مشيرًا إلى أنها قبلت بالانتخابات وخاضت التجربة.
وشدد عوض، على ضرورة إجراء المصالحة بين الفصائل الفلسطيني، للخروج من المأزق.
بدوره، أكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية، أسامة الحاج أحمد، أنه بعد مرور 28 عامًا على اتفاق أوسلو، يجب على السلطة وكافة الفصائل الوطنية والإسلامية، مناقشة نتائج التجربة، وإعادة تقييم المسار.
وقال الحاج أحمد، إن "تجربة اتفاق أوسلو، تؤكد أنها فشل ذريع للقضية الفلسطيني"، موضحًا أن الاحتلال هو الذي جنى ربح ونتاج الاتفاق فقط.
وبين، أن الجبهة الشعبية ضد اتفاق تهدئة طويل الأمد مع الاحتلال، مؤكدًا حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه بكل أشكال المقاومة.
وأشار الحاج أحمد، إلى أن دولة الاحتلال والإدارة الأمريكية، ينظرون إلى حل القضية الفلسطينية، على أساس اقتصادي معيشي وليس سياسي.
وأضاف، أن كل اللقاءات الأخيرة التي جرت بين السلطة وقادة الاحتلال والإدارة الأمريكية، ناقشت تحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي في قطاع غزة والضفة الفلسطينية فقط.
وشدد، أن الشعب الفلسطيني يرفض حل قضيته على أساس اقتصادي، دون تحقيق حلم الدولة الفلسطينية.
ودعا الحاج أحمد، الفصائل الفلسطينية إلى المصالحة، والاتفاق على برنامج وطني، وتطبيق قرارات المجلس الوطني والمركزي، اللذان اتفقا على التحلل من اتفاقيات أوسلو.