غزة – عمرو طبش|| من بيت أثري فلسطيني دمره الاحتلال، تحوّل بيت الغصين في مدينة غزة القديمة، إلى مركز ثقافي يخدم المجتمع المحلي وينبض بالتراث الفلسطيني، وذلك للتأكيد على ضرورة الاهتمام بهذه الأماكن الأثرية التي تعبر عن الحضارة والتراث الفلسطيني.
استطاع فريق فلسطيني من قطاع غزة، إعادة الروح والحياة إلى البيت الأثري، بعد عملية ترميم استمرت سنة وثلاثة أشهر، حيث تم إنشاؤه عام ١٨٠٠ ميلادية تقريبا.
محمود الشاعر منسق ثقافي لبيت الغصين الأثري، أكد لـ"الكوفية" أن البيت تم إنشاؤه سنة 1800 ميلادي من قبل عائلة الغصين، وفي عام 2012 تعرض لانهيار جزئي، ولحقه انهيار كلي في 2014، نتيجة الحروب الاسرائيلية التي شُنت على قطاع غزة.
وأوضح أنه قامت العديد من المؤسسات المحلية المهتمة بالأماكن الأثرية، بطرح العديد من الأفكار لترميم البيت واعادة انشاؤه، واستثماره في الجوانب التراثية والثقافية والفنية، خاصةً في ظل غياب الحيز الثقافي وفقدانه خلال سنوات الحصار الاسرائيلي، مثل مسرح سعيد المسحال، قرية الفنون والحرف.
وبين الشاعر أن عملية ترميم البيت الأثري استغرقت سنة وثلاثة أشهر، حيث أنه تم تجهيزه بالكامل، وإخراجه بمظهر حضاري يليق بمكانته التراثية والتاريخية.
وأكد أنهم في معهد جوتة، استلموا البيت الأثري جاهزاً، كي يتم تشغيله بشكل ثقافي، مشيراً إلى أنه تم استثماره بوجود معرض تراثي بداخله، لتمكين هذا البيت، كي يكون مساحة للفنانين والمؤسسات للعمل بداخله، للتفاعل مع المجتمع المحلي من خلال الفعاليات والأنشطة التي ستنفذ فيه.
وأضاف الشاعر "أكثر ما يميز البيت أنك تشاهد الحضارة فيه، وتتأمل في جدرانه القديمة، وطريقة بنائه وشكل الهيكل البنائي له، كل هذا يدل على ثقافة معمارية هائلة كان يتمتع فيها الفلسطينيين قبل وجود الاحتلال البريطاني".
في السياق ذاته قالت سهاد صيدم، منسقة معرض تراثنا هويتنا إنهم خرجوا على النظام التقليدي في تنفيذ معرضهم التراثي في أماكن عادية، من خلال إقامة معرضهم داخل بيت الغصين الأثري، لإبراز هويته ومكانته التاريخية والحضارية، خاصةً في ظل إقبال الكثير من الزوار على المعرض.
وأوضحت أن المعرض جاء لتكريس التراث والهوية الفلسطينية، كي لا يتعرض لطمس وسرقة من قبل الاحتلال الاسرائيلي، بالاضافة الى التأكيد أن الفلسطينيين ما زالوا باقون ومستمرين ومتمسكين بالتراث الفلسطيني الذي ورثوه عن الآباء والأجداد.
وكشفت صيدم أن بيت الغصين الأثري يختلف عن باقي البيوت والأماكن الأخرى، نظراً لقيمته ومكانته التاريخية، ووجود الأثرية والمقتنيات الأثرية التي بداخله.
وبينت "البيت يعيدنا إلى ذكريات أباءنا وأجدادنا، وجذورنا وتراثنا الفلسطيني القديم الذي ورثناه قديماً"، مؤكدةً أنهم أن فلسطين ما زالت باقية ومتجذرة بأثارها وتراثها من جيل إلى جيل.