حينَ الصباحُ بكفِّ النسيمِ
يمسحُ وجهَ الشجرْ
في السماءِ سنونو
وعلى الأرضِ كلابْ
تنظر السنونو من عليائها
الى الكلابِ التي
بالحبل
تُجرجرُ أناسا من بيوتِهم
ان يشمّوا نسيمَ الحدائق
الشمسُ وقد وُلدتْ توا
من رَحِمِ الافق
رسمتْ بالضوءِ صورةً للنوافذ
في زوايا الغرف المُغادرةِ التي انغلقتْ
على دخانٍ قديمٍ
ومقانق جافةٍ
وثمالةٍ في الكؤوس
الناسُ الذين جرجرتهم كلابُهم
ينظفون اللحظة
بالهواء
رئاتِهم من تبغِ المساءِ الرديء
وبالهدوءِ
آذانَهم من صراخِ العشيقة
الكلابُ التي تقودُ الرجالَ والنساء المتذمرين
تنظر اللحظةَ شزرا إليهم
حينَ يبصقون من صدورهم
على العشب اليانع
دخانا تكلّس
السنونو التي صَوْصَوَتْ ترى من الأعالي
الكلابَ تتقاطعُ طرقاتُها
والامهاتِ اللواتي جلبن
الصغارَ الى المدارس
متذمراتٍ
من كسلِ الرِّجالِ الذين لا كلاب تجرجرهم
الى حيث الهواء الانيق
منطرحين على فُرُشٍ
جعدتها مضاجعةٌ بائتة
في السماءِ سنونو
وعلى الأرضِ كلاب
وفي السماء سنونو يزقزقُ،
يرسم بالصوتِ صورةَ الحشرةِ الطائرة
في شمسِ الصباحِ الطري
يُلاحقها على الصدى المرتدِّ
كالطائرات التي
في سمائِنا المليئةِ بالحروب
يحث الطريق اليها صاروخ (سام)
يرسم دوائر الدخان
على الأرضِ كلابٌ
وفي السماءِ سنونو
والكلابُ التي تملك بشرا
تطيعهُمُ حين يجب ان لا يمروا من هنا
من امام الرجل الذي
يجلس على مقعده المفضل
كل صباح
بشاربين كثين
وبيرية قديمة
في السماء سنونو
وعلى الأرض كلاب
تغادر الحشراتُ الى مخابئَها عند الضحى
تاركةً السماء خاليةً
تُحصي ضحاياها وتتفحص الناجين
والسنونو ما عاد يجول في السماء
والكلابُ التي بقيت تجرجرُ أصحابَها
عائدةً هذه المرةَ الى البيوت
ما نظرتْ مرةً الى السنونو
في السماء لم يعد ثمة سنونو
والأرضُ خلت من الكلاب
"إيلاف"