الكوفية:القاهرة: يحتفل شاعر العامية السعيد المصري، خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب، المزمع انطلاقه نهاية الشهر الجاري، بصدور أعماله الشعرية الكاملة، والتي تأتي في جزئين منفصلين، يضم الجــزء الأول منها دواوين «عـيِّل وجمـيزة عجـوزة»، و«روح.. برة الزنزانة»، و«وردة فى قرطاس سلوفان»، و«زى فرع مقطوع من شجرة»، و«كإنه صــوت كَمَنجة»، «وردة بتنزف ريحة موت»، كما يضم الجزء الثانى من الأعمال الشعرية الكاملة دواوين: «جـايــز تـرتـــاح.. جـايـز»، و«نــاسـى حــاجة»، و«شــايف كل حـاجـة»، و«بانــتـو مايـم»، و«قــدام قـــبر أبويـا»، حيث يقدم الشاعر السعيد المصري تجربته المغايرة للمعهود من العامية المصرية، تجربة لا تراهن على الموسيقى الخارجية، ولا على المتعارف عليه من موضوعات تطرح قوانين الحياة، القائمة على الوعظ والحكمة، ولكنها تجربة تعتمد على تلق من نوع خاص، ومتلق من طراز مختلف، تجربة تقوم على تشكيل الصورة الشعرية وفق قوانينها الخاصة، وأول هذه القوانين الإيقاع الداخلي للقصيدة ثم التشكيل البصرى لها، اعتماداً على العلامات التي تؤسس لطاقات هذا التشكيل، كما يعتمد على السرد والدراما بالمشاهد والصور، بعيدا عن الغنائية بمجازاتها المستهلكة لتقفز للدلالة العميقة والطرح الرؤيوي دون تقعر أو مباشرة خطابية، وله أسلوبه الخاص فى بناء نص مشغول بالموروث الشعبي المصري، والنقد وقراءة الواقع الجديد للناس فى الوطن، معتمدًا على الأسلوب الساخر فى توصيل رسالته الشعرية، من خلال المشهدية الذكية والتفاصيل الحياتية والحوارية بين الصور والتركيبات الفنية.
كما صدر خلال النصف الأول من العام الجاري، كتاب «فتـنة الذاكرة والأسئلة.. في تجربة السعيد المصري الشعـرية»، ضم العديد من الدراسات والرؤى النقدية لمجموعة من الباحثين حول دواوينه الشعرية، معظمها قد نشر في جرائد، ومجلات، ودوريات ثقافية وبعض المواقع الثقافية المتخصصة، كما تضمن الكتاب مجموعة من الحوارات الثقافية التي أجريت مع الشاعر حول رؤيته وتجربته الإبداعية، والتي امتدت نحو ثلاثين عامًا، أثمرت عن 15 ديوانا شعريا.
والسعيد المصري، أحد الذين استطاعوا حفر أسمائهم بخنجر الإصرار والتحدّي على حجر الرفض الجامد الذي وضعه آخرون حائط صدٍ بينهم وبين ما ترنو إليه مخلوقاتهم الإبداعية، إذ اختار اقتحام عالم النثر بالعامية المصرية، وهو اللون الإبداعي الجديد الذي تسلل مع مطلع التسعينيات، إلى عالم الأدب معتمدا الجرأة في مجاوزة صعيد اللغة والصورة والفكرة والتكنيك.
واضطلع رهط من شعراء العامية في مصر بمهمة البحث "الممتع" عن الصعب والمستحيل والمعجز، فكان صدور ديوان "عيّل بيصطاد الحواديت"، لمجدي الجابري عام 1995 بمثابة القنبلة المدوية التي ضربت أرض الإبداع، ففجرت عشرات ينثرون العامية المصرية، وتحوّل آخرون –على أثرها- من الموزون إلى المنثور اعتناقًا لمذهب راقهم.
ولد السعيد فتحي حمدين المصري، بإحدى قرى مركز أجا في محافظة الدقهلية بشمال الدلتا، عام 1972م، ويعمل بالهيئة العامة لقصور الثقافة.