متابعات|| قال الكاتب المختص بشؤون الشرق الأوسط، روبرت فيسك، إن كل المشاكل والأزمات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط، بما فيها غزة والضفة الغربية وسوريا والعراق، تعد من النتائج الدموية للسياسات البريطانية خلال الحرب العالمية الأولى.
وفي مقالٍ له اليوم الجمعة، نشرته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، تحت عنوان "نحن نحيي ذكرى الحرب العالمية والفلسطينيون يعيشون تبعاتها"، إن الفلسطينيين الذين يستيقظون يوميا في مخيمات اللاجئين في نهر البارد أو عين الحلوة أو صابرا وشاتيلا في لبنان يعانون يوميا بسبب جرة القلم التي جعلت بالفور يضع توقيعه على تلك الوثيقة عام 1917، مضيفًا أن هذه المعاناة متصلة ومستمرة وصولا إلى الفلسطينيين الذين يعانون من القصف الإسرائيلي في غزة قبل أيام.
وأضاف، أن وعد بلفور الذي صدر عام 1917 لصالح دعم حق اليهود في إنشاء وطن قومي لهم في فلسطين، التي كانت ذات أغلبية فلسطينية ساحقة من السكان، في هذا الوقت، ثم ما تلاه من اتفاق سايكس بيكو، مزق العالم العربي وشكل خيانة للوعود التي أعطيت لهم بالاستقلال.
ويقول فيسك إن هناك دوما طريقة لطالما استخدمها الاوروبيون لإحياء ذكرى انتهاء الحرب العالمية الأولى قبل 100 سنة وهي طريقة مختلفة عما يألفه الجميع رغم أنهم يستخدمونها، وهي نسيان ضحايا الحرب ممن لم تكن لديهم العيون الزرقاء الأوروبية.
ويذكر فيسك عددا من الشعوب التي تأثرت بتبعات الحرب العالمية الأولى ومنهم ضحايا الحرب من الأتراك ونحو مليون ونصف مليون عربي في المجاعة وعمليات النهب التي وقعت في الشام مضيفا أن كل هؤلاء لا يذكرهم الغرب عندما يتذكر ضحايا الحرب العالمية الأولى.
ويعتبر فيسك أن كل هذه الأحداث تؤكد أن الحرب العالمية الأولى لم تنته حتى الآن، حتى هذا اليوم الذي نحتفل فيه بمرور 100 عام على انتهائها".