باقٍ أنا بالرَّغمِ مِنْ صَهيونِ
والشاهِدانِ بسالَتي ويَقيني
هذي جُذوري في الثَّرى مُمْتَدَّةٌ
وأُصولُ أجْدادي وإرْثُ سِنيني
لَنْ تَقْلَعوا جَذْري المُعَمِّرَ في الثَّرى
الأرْضُ أرْضي والتُّرابُ عَجيني
هذي البيادِرُ والكُرومُ وما تَرى
مِنْ حَقْلِ زَيْتونٍ غِراسُ يَميني
والرِّيُّ مِنْ دَمِيَ المُعَتَّقِ بالفِدا
والرِّفْدُ مِنْ رَحِمي ومِنْ حِطِّينِ
في القُدْسِ يا للقُدْسِ يَنْغَرُ جُرْحَها
صَهْيونُ ... بالتَّهْجيرِ والتَّوْطينِ
وشَبابُها مُتَمَسِّكونَ بأرْضِهِمْ
وقَفوا بِوَجْهِ الغاصِبِ المَلْعونِ
لَمْ يُثْنِهِمْ بَطْشُ العَدُوِّ وغِيُّهُ
ويُجابِهًونَ بصَرْخَةٍ ويَقينِ
والعالَمُ المَأزومُ يَشْجُبُ ما جَرى
ويُدينُهُ بعِبارَةِ المِسْكينِ
والقُدْسُ والأقْصى وكُلُّ شَبابِها
يَسْتَصْرِخونَ لَهُمْ صَلاحَ الدِّينِ
فاسْمَعْ عَدُوِّي ... لَنْ أهابَكَ إنَّني
سَأظَلُّ أحْضُنُ باليَدَيْنِ غُصُوني
وأظَلُّ في لَفْحِ الهَجيرِ غَمامَةً
ظِلّاً يُظَلِّلُ تُرْبَتي وعَريني
سَنَظَلُّ مَهْما الغاصِبونَ تَغَطْرَسوا
مُتَجَذِّرينَ بِذا الثَّرى المَحْزونِ
إنْ تَقْطَعوا غُصْني فجَذْري راسِخٌ
ووِلادَتي مِنْ بَعْدُ ... في تَكْويني
إنِّي كَشَمْسِ الصُّبْحِ إنْ غابَتْ تَعُدْ
إمّا طَغى لَيْلٌ بِجَوْفِ عُيوني
إنْ تَقتُلوني ... إنَّ قَبْري هاهُنا
في ظِلِّ زَيْتوني ... وَلَنْ تُقْصوني
وَسَيَرْجِعُ الوَطَنُ السليبُ مُكرَّماً
رَغْمَ العِدا ... بالْحَزْمِ لا بالّلينِ
أقْسَمْتُ أنَّ النَّصْرَ آتٍ والَّذي
قَسَمٌ لَهُ بالتِّينِ والزَّيْتونِ