اليوم الخميس 18 إبريل 2024م
عاجل
  • أحزمة نارية وقصف مدفعي على مناطق جنوب شارع ٨ بحي الزيتون شرق مدينة غزة
  • استهداف منزل محيط محطة مياه قطرات الندى بشارع النفق بمدينة غزة
  • استهداف جنوب مدينة غزة
  • الاحتلال يستهدف منطقة الزرقا في حي التفاح شرق غزة
  • قصف مدفعي في منطقة المغراقة شمال مخيم النصيرات وسط القطاع
  • شهيدان إثر قصف الاحتلال مواطنين قرب مفترق السرايا وسط مدينة غزة
  • قصف مدفعي يستهدف شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة
أحزمة نارية وقصف مدفعي على مناطق جنوب شارع ٨ بحي الزيتون شرق مدينة غزةالكوفية استهداف منزل محيط محطة مياه قطرات الندى بشارع النفق بمدينة غزةالكوفية استهداف جنوب مدينة غزةالكوفية تجدد الغارات الإسرائيلية على عدة بلدات في جنوب لبنانالكوفية الاحتلال يستهدف منطقة الزرقا في حي التفاح شرق غزةالكوفية قصف مدفعي في منطقة المغراقة شمال مخيم النصيرات وسط القطاعالكوفية شهيدان إثر قصف الاحتلال مواطنين قرب مفترق السرايا وسط مدينة غزةالكوفية بث مباشر.. تطورات اليوم الـ 195 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية قصف مدفعي يستهدف شرق مخيم البريج وسط قطاع غزةالكوفية الاحتلال يجدد قصفه على عدة بلدات ومناطق في جنوب لبنانالكوفية قوات الاحتلال تقتحم مخيم عين السلطان شمال مدينة أريحاالكوفية كتائب شهداء الأقصى: قصف حشودات لآليات جيش الاحتلال بقذائف الهاون شرق مدينة خان يونسالكوفية القوات المسلحة الأردنية تنفذ 7 إنزالات جوية لمساعدات إنسانية على شمال قطاع غزةالكوفية قائد القوات الجوية الإيرانية: واجهنا إسرائيل بأسلحة قديمة وبأقل قدر من القوةالكوفية الهلال الأحمر: طواقمنا تتعامل مع ٣ إصابات اعتداء بالضرب في بلدة عقربا قرب نابلس وجاري نقلهم للمستشفىالكوفية شهيد و3 إصابات نتيجة قصف الاحتلال خلف تموين الشاطئ غربي مدينة غزةالكوفية الاحتلال يواصل إجراءاته الانتقامية والقمعية في سجن "ريمون"الكوفية الاحتلال يشن غارة جوية في محيط تموين الشاطئ غربي مدينة غزةالكوفية طيران الاحتلال يشن غارات على شمال وغرب مدينة بعلبك شرق لبنانالكوفية وزارة الثقافة: عدوان الاحتلال على قطاع غزة أدى إلى تدمير 32 مؤسسة ثقافيةالكوفية

رحلة المنشي البغدادي الى العراق

17:17 - 30 إبريل - 2021
الكوفية:

متابعات: يقول الإفرنج في السياحة تكملة التهذيب ، أي : أن المرء مهما درس وطالع وتعمق في العلوم وتغلغل، فتهذيبه يظل ناقصًا إذا كان لا يعرف من العلم إلا مسقط رأسه أو عاصمة بلاده.

المقولة ذاتها وجدتها في مفتتح كتاب ( رحلة المنشي البغدادي) للسيد محمد ابن السيد احمد الحسيني الملقب ب( محمد آغا الفارسي) وهو من عوائل الكاظمية المعروفة، رافق المقيم البريطاني ( المستر ريج ) في رحلته داخل العراق عام ١٨٢٠م.

وقام بتأليف كتابه بعد عامين من انتهاء رحلتهم حيث صاحبه فيها وكان يعمل تحت إمرته ، الرحلة انتهت بوفاة المقيم البريطاني وهو لا يزال شابًا في مقتبل عمره نتيجة وباء الكوليرا الذي انتشر وأصيب به عند وصوله ايران فدفن فيها.

رحيله المفاجئ اصاب (المنشي البغدادي) بالغم والحزن الى ان جائته رسالة من ارملة المقيم البريطاني تدعوه للعمل معها في الهند ، فقام بتحرير مذكرات رحلته في كتاب ، وهو جهد يضيف للقارئ مساحة معرفية عن احوال ومعالم مدن العراق تلك الفترة.

الكتاب يقع في ١٤٠ صفحة نقله عن الفارسية ( عباس العزاوي المحامي) و طُبع في شركة التجارة والطباعة المحدودة في شارع الملك فيصل الأول- كرخ- بغداد عام ١٩٤٨م.

قام المنشي البغدادي بتبويب كتابه في عشرة ابواب و ارفقه برسالة هدية لمجلس الجناب المستطاب جامع الكمالات ، صاحب السيف والقلم، ملاذ العرب والعجم، ناسخ آيات برمك، ماحي آثار الاتابك، ( هنرابل مونت استوره الفنسنتين كورنر بهادر) حاكم بومبي.

الباب الأول:

و فيه ما وقع بين والي بغداد ( داود باشا) والمقيم البريطاني ( المستر ريج) من خلاف سبّب في خروج الأخير من بغداد الى البصرة تاركًا العراق قاصدًا ايران ليلاقي حتفه هناك كما أسلفنا ، و الحكاية بدأت حين قرر ريج السياحة في كردستان العراق للترفيه عن نفسه لاعتلال صحته من جراء حر صيف بغداد اللاهب، فاصطحب زوجته وجميع موظفيه في رحلة كان المنشي البغدادي من ضمنهم ، توجس الوالي خيفة من هكذا رحلة وظنها تآمر ضده بين الإنكليز والأكراد ، و قرر ان يمنع رجوعهم لبغداد، وكان عازمًا على مصادرة أموال التجار المتمتعين بالحماية الإنكليزية بالاخص تجار من عائلة (زبوبدا) ، استشعر ريج ما يجول في رأس الوالي فكان اول ما فعله هو الإيعاز الى المقيم البريطاني في البصرة الكابتن(تيلر) بإيقاف السفن القادمة للبصرة والخارجة منها مما أغضب الوالي، فشكاه الوالي الى حكومته، وأتُهم ريج بإنه يدعو للاضطرابات والقلق فأرسل الوالي جنوده لمحاصرة المقيمية في بغداد ، دافع ريج ببسالة ثم حزم امره و رحل عنها.

الباب الثاني:

في ذكر احوال بغداد ، ويقول عنها بأن هوائها طيب، مائها عذب يشتد فيها الحر صيفًا فتبلغ درجته 108 فهرنهايت و ربما تزيد ، والمواسم في الربيع والخريف والشتاء لطيفة ، وفي الشتاء يجمد الماء أحيانًا وتقل الأمطار ولكن لا يسقط الوفر.

في الجانب الغربي (الكرخ) مرقد الإمام موسى الكاظم والإمام محمد التقي وأبي يوسف القاضي الحنفي، والكاظمية تبعد عن بغداد فرسخ واحد وكانت تسمى ( مقبرة قريش) فيها ثلاثة آلاف بيت من العرب والعجم كلهم شيعة.

أيضًا في الكرخ (الشيخ معروف الكرخي) و(حبيب العجمي) و(بشر الحافي) و(الحسين بن منصور الحلاج) والشيخ(جنيد) ، و دير براثا حيث يقال ان علي كرم الله وجهه قد أقام الصلاة فيه.

ومرقد الإمام ابي حنيفة النعمان يجاوره ما يزيد عن مئة بيت وقبر (احمد بن حنبل) كان دجلة قد جرفه . ومرقد الشيخ عبدالقادر الكيلاني في الجانب الشرقي و الشيخ شهاب الدين السهروردي والشيخ سراج الدين والشيخ ابو يعقوب محمد الكليني ، واشهر معلم برج الطلسم كان يستخدم مخزنًا للبارود ، وفي بغداد خانات كبيرة ، وفي وسطها (جامع الخلفاء) اعلى منارة له في سوق الغزل بناها(عطا ملك الجويني)..

الباب الثالث:

في وصف الطريق من بغداد الى كرمنشاه

تبعد بغداد عن بعقوبة ٨ فراسخ ويكتبها( بعقوبا) ويرى من الخطأ ان تكتب (بعقوبة) ، يصادفك خان بني سعد المسمى( أورته خان) او (خان النص) وفيها حوالي خمسين بيت من قبيلة بني سعد ، قرى بعقوبا جميع اهلها شيعة ماعدا (بهرز) و(الوجيهية) فإنهم شافعية ولغة الكل عربية.

شهربان او المقدادية وفيها تل الزندان، تليها خانقين او (خان جيل) كلهم كرد يزرعون القطن والتبغ والأرز والحنطة فيها قنطرة كبيرة جدا بناها الشهزادة ( محمد علي ميرزا) و التين عندهم جيد وهناك خان كبير ( بناه حاجي علي خان) من كرد الزنگنة فيهم ألف فارس اقامهم والي بغدادلحراسة الثغور والمفارز الحدودية وتأتيهم عشائر العجم على مدار السنة وفيهم سنة وشيعة.

بعدها (قصر شيرين) وأهلها من دركزين وهم كرد سنة ويتكلمون التركية والكردية غدارون سراق ، تليها قنطرة زهاب تسكنها قبيلة باجلان ويأخذون الخاوة، الى ان تصل ( هارون آباد) وهم مشهورون في بيع الخيول ولكن البعض فيهم يزيفون الخيل فيقومون بصبغها وبرادة أسنانها وبيعها على انها خيل فتية وبعد ان تستقر عند مالكها الجديد تنكشف الحيلة، على مسيرة اربعة فراسخ تأتي (ماهي دشت ) ثم كرمنشاه وهي بلدة كبيرة فيها عشرون ألف بيت اكثرهم من قبيلة (أللر) .

الباب الرابع:

في وصف الطريق من بغداد إلى السليمانية متخذًا طريق الجديدة قرية في خالص ثم (جبق )وعلى بعد اربعة فراسخ(دلي عباس) وفيها خان خربة كانت سابقًا محل بريد (تاتار) او دار استراحة ، في ( قره تبة) التي يسكنها كرد عرب سنة وشيعة تل فيها نقود نحاس و فضة و ذهب.

في (المنجورة) على مسير فرسخ ونص عشائر العنبكية وأصلهم من (عانة) و يحرسون الطريق بآمر الوالي لذا لا يسددون الضرائب كالباقين.

في ( طوزخورماتو) الشهيرة بالخيول الجيدة وانواع الفواكه والعنب ، لاحظ الكاتب ان القرية كلها تشرب وعندهم مغنون ويعزفون على العود ونسائهم جميلات ويقدرون الضيف والغرباء.

عدة قرى تصادفك الى ان تصل السليمانية وفيها ستة آلاف بيت وهم كرد شافعية ، ثلاثمائة بيت يهود و خمسون من النصارى الكلدان ،كثيرة الأثمار صيفها بارد تحيطها الجبال ويمرض فيها الغرباء .

الباب الخامس :

وصف الطريق من بغداد الى كركوك، و كركوك بلدة جميلة قلعتها تقع على تل ، أهلها اشرار وكلهم اتراك ينكجرية وأكراد شافعية بعضهم حنفية ، تحوى مئتان قرية وكل قراها شيعة ، مشهورون بشرب الخمر، يتوددون للغريب ولهم طبع الوفاء ، كل سنة يُقتل منهم من ٢٠ الى ٣٠ نفر دون سبب يذكر.

الباب السادس:

الطريق من السليمانية الى همذان، وفيها ( بنجه وين) قرية فيها خمسمائة بيت البلدة جبلية ثمارها طيبة ويكثر فيها (من السما) ، تليها آربط وكول دوز وسنة قزنة ثم همذان الولاية الكبيرة فيها عشرة آلاف بيت خاناتها جيدة هوائها طيب مائها لذيذ عذب.

الباب السابع:

من السليمانية الى سنة، و سنة ولاية طيبة، يقال انها عاصمة الاكراد في ايران ، مفرحة في مناظرها الجميلة والفواكه فيها كثيرة، عماراتها جميلة فيها بستان الوالي محيطه فرسخا واحدًا وليس له نظير في ملك إيران كله، ملحقاتها ثلاثون قرية، تسكنها عشائر الأكراد الرحالة واكثرهم شافعية.

الباب الثامن:

من سنة الى تبريز، ويذكر فيها بعد كل بلدة عن الاخرى بالفرسخ بدءًا ب(باقل آباد) ثم (كيلة كبود) الى ان يصل تبريز بإتجاه كرمنشاه.

الباب التاسع:

طريق سليمانية بإتجاه أربل ويقصد بها (أربيل) ثم الموصل، واصفًا (التون كوبري) قنطرة الذهب وهي بلدة طيبة في مائها و هوائها ، الرقي فيها جيدًا وكثير، يسكنها ثلاثة آلاف بيت ، نهرها يأتي من جبال سردشت ويصب في دجلة،تسكنها قبيلة بربرية يضربون على العود والصغار يرقصون ويتجولون بين القرى يقال عنهم كرد جولكية.

أربيل او اربل فهي ولاية قديمة ماؤها قليل تقع على رأس تل في القلعة نحو ألف بيت و خارج القلعة أربعة آلاف بيت لغتهم التركية والكردية، ليس فيها بساتين، الزراعة وافرة تأتيها الفواكه من جبال العمادية فيها مسجد مندثر لاتزال منارته شاخصة.

تليها(حسين كفتي) ثم (كرمليس) القرية ذات الأربعين بيت كلهم نصارى وفيها عدة كنائس خُربت ايام (نادر شاه) .

من كرمليس على بعد اربعة فراسخ و نصف تأتي الموصل وهي ولاية جيدة الهواء والماء وافضل من عراق العرب كله، أكثر اهلها نصارى بعضهم يعاقبة و كلدان سريان نساطرة و كاثوليك.

ليس فيها آرمن، فإذا وردوا الموصل لا يعتبرونهم لما يشعرون منهم من خيانة وصاروا يشعرون انهم غير مرغوب فيهم.

المسلمون في الموصل حنفية وشافعية وليس فيها شيعة، يسكنها ثلاثة آلاف بيت ، جوامعها و كنائسها جيدة ، على شاطئ دجلة لها جسر يتكون من جساريات سهلة العبور.

على بعد ميلين تجد مدينة نينوى و فيها مرقد (يونس أبن متي) يسكنها خمسمائة بيت غالبيتها مبنية من احجار مكتوبة بخط بابلي وتقع على تلة فيها حوض ماء حلو بارد يسمى ( دملجة)، و من قراها القوش وتلكيف و فيها حمام علي عيون ماء فيها المعادن والكبريت والقير.

من عمارات الموصل( القصر الأسود او قراسراي) المعروف بدار الحكومة بناه ( بدرالدين لؤلؤ) و هو بضعة أواوين و غرفه عالية بنيت من الصخر و داخل الإيوان أسمه ولقبه نقر على الأحجار ونقش عليها.

فيها مشهد ( جرجيس النبي) و مزار ( شيت بن آدم) والجامع الأحمر و جامع ذو المنارة ( الجامع النوري) بناه ( نورالدين الشهيد) لكنه أندثر ولتقدم الزمن اصيبت المنارة بالانحناء فاستقرت على حالها وسميت بالحدباء واتخذته الموصل اسماً لها ولا يعرف ان اصله للنصارى، و كان مصلى (بيعة) بعدها أتخذه المسلمون مسجدًا.

وهناك دير (شمعون الصفا) وهو دير قديم جداً على جدرانه خطوط وكتابات أثرية لاتشبه الخطوط المعروفة، اندثرت اجزاء كثيرة منها ولم يستطع أن يقرأها أحد.

و دير اخر يقال عنه انه ( دير مار متي) ويقع على جبل والدير حسن البناء وقد نُقر في الجبل كهفان، كل كهف يقطر الماء فيه في حوض، وغار ثاني لا يفتح بابه لكل أحد ، فيه اثناعشر قبرًا لخلفاء حضرة المسيح، والقناديل فيه موقدة ليلًا نهارًا.

و دير الربان هرمز مبني في الجبل والطريق اليه صعب ومتعرج والدير كبير جدًا وكله من صخر منحوت وفوق الدير في سفح الجبل (٤٩) غاراً، وفيه مطرانًا واحدًا و (٥٠) راهبًا يقيمون دائمًا في هذه الكهوف وهم من الأخيار الأبرار جدًا ، كل واحد منهم ياتي من بلد و قد تركوا الدنيا ولهم واحد وخمسون بقرة ، زبدة هذه البقرات تقدم للواردين وهم لا يأكلون اللحم.

وعلى بعد اربعة فراسخ قرى مثل القوش وفيها ألفين بيت كلهم كلدان، و تل أسقف الطريق اليها سهل فيها ألف بيت من الكلدان و معبدان قديمان وأحد أنبياء بني اسرائيل مدفون هناك، تليها تلكيف ويسكنها كلدان وفيها ثلاث معابد.

اما تكريت فهي بلدة قديمة وفيها قلعة مشهورة فيها ألفين بيت كلهم من الشافعية،وامام دور فيها ألف بيت مشاهدها( قبر الإمام محمد الدوري) اهلها جميعم نسّاجون شافعية المذهب وطبعهم حاد يميلون للشر.

الهواء طيب كثيرًا في سامراء وفيها ألفين بيت فيها مزارات يقصدها الشيعة وفيها منارة ملوية وتشتهر بالبطيخ الاحمر مذاقًا و وفرةً.

الباب العاشر:

من بغداد إلى البصرة واحوال تلك الانحاء، الاسكندرية تبعد ثمانية فراسخ عن بغداد وهي من بناء (اسكندر باشا) والي بغداد، والاسكندرية اسم نهر يخرج من الفرات، و يمضي الى المزارع ليسقيها ، وهناك خان كبير فيها.

الحلة، بلدة قديمة ، جميلة جدًا ، ولها جسر في جانبي الفرات، بساتين نخيلها وافرة وبيوتها نحو ثمانية آلاف بيت، اهلها سنة و شيعة وفيها نحو مائة بيت من اليهود واهل تلك الأطراف شجعان يكرمون الضيف.

من الحلة الى ذي الكفل خمسة فراسخ، و ذو الكفل نبي من انبياء بني اسرائيل يزوره كل سنة اليهود من انحاء عديدة وفيها قلعة صغيرة وخان كبير جدًا يقال له (خان السيد) او ( خان دبله) وكان هناك ( قصر نمرود) ومكان يقال له( قبة الخليل) اي انه موطن ابراهيم النبي عليه السلام.

النجف، اشهر من أن تذكر ، فيها مزار الإمام علي كرم الله وجهه، وهي قلعة محكمة في محل مرتفع، هواؤها في غاية اللطف والجودة ولاسيما لياليها و ماء الآبار في النجف مالح جدًا ولاتصل الحبال الى الماء الا بعد عشرين لفة ليصل الدلو الى الماء.

الكوفة، بلدة كبيرة جدا ، ليس فيها الآن غير مسجد الكوفة وباقيها خراب و يمر نهر الهندية قريبًا منها ثم يمضي الى ارض عالية ومن هناك حفروا له قناة.

يأتي قصر الخورنق ثم السورة بعدها السماوة وبيوتها ألف وخمسمائة بيت وسكان تلك الانحاء شيعة، على بعد ثمانية عشر فرسخاً منها تلاقيك سوق الشيوخ وفيها عشائر المنتفق ومذهبهم احمد بن حنبل وبعضهم شيعة.

الزبير تليها وهي بلدة في الصحراء فيها مزار الصحابي الجليل ( الزبير بن العوام) وأكثر الاهلين من نجد بعضهم شافعية والباقون حنابلة و مالكية .

البصرة ، أشهر المدن وأقدمها ، بنيت اوائل الفتح الاسلامي و كانت معروفة بجامعها فأندثر و لا تزال اطلاله مشهودة، في الديوانية قبائل الخزاعل كلهم شيعة ، والخزاعل قبيلة لا حد لها ولا عد، وهي اكبر قبائل العرب الا ان كل ألفين او ثلاثة فيهم يستقلون ب (رئيس) و يقال لهؤلاء الرؤساء (الشيوخ) و محصولهم الأرز.

خاتمة القول، لا يسعنا ان نأخذ كل ما دونه المنشي البغدادي على محمل التاريخ ، فقد بذل المترجم عباس العزاوي المحامي جهدًا في تصحيح بعض المعلومات في هوامشه وكان بعض اسبابها لغويًا ، و بالرغم من الاشارة الى الحديث ( الرائد لا يكذب اهله) المكتوبة في اول صفحة لكننا هنا لن نكذب محدثنا بل نتروى في الأخذ بها.

إلا أن الرحلة لا تكتمل بدون كتاب المقيم البريطاني (ريج) نفسه حين كتبه بحلة قشيبة غنية بالتفاصيل.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق