خاص|| نضال عبود.. مدافع عن الأقصى يرفع شعار "متحدون ضد الاحتلال"

شعبان فتحي: لا يكل ولا يمل الشاب المقدسي نضال عبود، عن الدفاع عن الوطن، وكيف لا وقد اختار له والده اسم نضال، وتربى على قصص الشهداء المدافعين عن الأرض الفلسطينية، التي ارتوت بدماء المناضلين.

الخميس الماضي كان شاهدا على نضال الشاب المسيحي نضال عبود ودليل جديد على عشقه لتراب وطنه، فما أن اندلعت شرارة المواجهات بين قوات الاحتلال والمقدسيين، بعد دعوات أطلقتها مجموعات يهودية متطرفة للاحتشاد قبالة المسجد الأقصى والاعتداء على الفلسطينيين، حتى تقدم الصفوف، هاتفا برحيل الاحتلال، رافعا شعار "متحدون ضد الاحتلال".

ورغم أن المواجهات اندلعت بعد انتهاء صلاة التراويح، واستمرت حتى ساعات الصباح الأولى في مختلف أحياء المدينة المقدسة، خصوصًا تلك المتاخمة للقدس الغربية كالشيخ جراح والمصرارة والتلة الفرنسية ووادي الجوز، إلا أن الشاب المقدسي، الذي ترشح على قائمة المستقبل لانتخابات المجلس التشريعي، حمل حجارته متسلحا بالصليب والكتاب المقدس عازما على الزود عن المدينة المقدسة بكل ما أوتي من قوة.

الاشتباكات في المدينة المقدسة كشفت عن غيرة عبود على بلدته، وظهر الشاب وقد تعرض لضرب مبرح، وقد اقتادته كتيبة من أكثر من 5 أفراد من جنود جيش الاحتلال، بعد القبض عليه من وسط الاشتباكات التي اندلعت وتصاعدت حدتها في شوارع القدس بعد سلسلة من حوادث الكراهية العرقية بين اليهود الأرثوذكس المتطرفين والفلسطينيين، حيث يرفض اليهود المتطرفين إحياء المسلمين ليالي رمضان المعتادة في المسجد الأقصى، وخارج حدود باب العامود.

وُلد عبود بالقدس، وتربى بين أزقتها القديمة، ليس بغريب عليه وجود المسجد الأقصى، فهو جزء من الأرض التي يُحبها، فكيف لا وهو القائل “تربيت على صوت الآذان وأجراس الكنيسة”.

وفي حديث سابق أكد أنه دخل عبّود المسجد الأقصى قبلًا، وشارك في الأمسيات الرمضانية قائلا: "كنت أوزع مياه وأكل على الصايمين، وشاركت في تنظيف المسجد".

يتحدث عبّود عن مُشاركاته في المناسبات الدينية، ولا يجد الأمر غريبًا قائلا: "أنا مع محبة الأديان تنتهي الصلاة ومعها تبدأ الاشتباكات، فيدعو عبود يارب "خلّص ولادك واحميهم".

عبود أكد أن الاحتلال يتعامل مع الفلسطينيين معاملة الإرهابيين، مؤكدا أنه لم يشعر بالخوف أثناء مشاركته المسلمين صلاتهم في الأقصى وصلى بالإنجيل وسط المسلمين، مضيفا، "وحدي كنت والله معنا جميعًا".

على جانب آخر لم تستغرب عائلته ما فعله قائلين "الله محبة".

يتمنى عبود أن يصبح سفيرا للنوايا الحسنة، ينشر محبة الله، ومُدافعًا عن الحق، وواقفًا مع الفقير والمظلوم، والأهم هو "رفع راس فلسطين عاليًا"، ومن أجل ذلك قرر الانخراط في العمل السياسي عبر الترشح للمجلس التشريعي على المستقبل.

وقال عبود في تصريحات سابقة لقناة CNN ، "هدفي وطني، وهو التضامن مع أخوتي وقضيتي ضد الاحتلال وممارساته ضد أماكن العبادة في القدس سواء المسجد الأقصى أو كنيسة القيامة"، مضيفا، "منذ كنت طفلا وأنا أحلم بأن أنشر المحبة في قلوب الناس".

وأكد نضال عبود أنه لم يتوقع هذا الزخم في نشر صورته وهو يصلي بالإنجيل على عتبات الأقصى وسط المسلمين. وقال "اعتبرها رسالة من الله بأن حلمي قد تحقق وبأنني نجحت في إدخال المحبة إلى قلوب الناس ورسخت فكرة أننا جميعا، مسلمون ومسيحيون في فلسطين، متحدون ضد سياسات الاحتلال فيما يتعلق بمقدساتنا وأماكن عبادتنا". وأضاف: "لست ضد اليهودية، على العكس، أنا أدعوهم أيضا للوقوف معنا والتضامن ضد الاحتلال بالوقوف والصلاة معا، فنحن في النهاية نصلي جميعا لإله واحد".