خاص بالفيديو|| "الداوودي" عائلة بلا مأوى.. انهار منزلها في المنخفض وتقاعست البلدية عن توفير البديل

غزة ـ عمرو طبش: كعادتها في كل المساءات المطيرة، تهرع عائلة الداوودي إلى وضع الأوعية البلاستيكية في جميع أنحاء المنزل، لتلقي حبات المطر التي تسقط على منزلهم المتهالك والمهدد بالسقوط، حيث لا سقف ولا جدران صالحة لتقيهم برد الشتاء أو قيظ الصيف.
عندما تنطق الجدران بآلام المعاناة قبل أن يرويها أصحابها، وترسم صورة القهر والألم قبل أن يصفها أهلها، فكانت ليلة أمس مختلفة عن باقي الليالي التي اعتادوا عليها، بعد سقوط سقف إحدى الغرف المتهالكة فوق امرأة مسنة وطفل أثناء استعدادهما للنوم.

المواطن غسان الداوودي يروي تفاصيل قصة انهيار المنزل لـ"الكوفية"، فيقول إنه بالتزامن مع دخول المنخفض الجوي إلى قطاع غزة، سقط سقف إحدى غرف منزل شقيقه سهيل الذي يسكن وزوجته وطفله وشقيقته المسنة نجوى، بمنطقة الشمعة في حي الزيتون غرب قطاع غزة، بشكل مفاجئ في تمام الساعة الثامنة مساءً، على شقيقته المسنة نجوى "60 عاما"، ونجل شقيقه محمد "10 سنوات"، حيث أنهما كانا يستعدان للنوم بشكل آمن كعادتهما.
وأوضح، أن شقيقه ذهب مسرعا عندما سمع صوت الانهيار داخل الغرفة نتيجة سقوط أمطار غزيرة عليه، ليصدمه هول المشهد الصعب لشقيقته وابنه الوحيد تحت سقف الغرفة، فوقف مكتوف اليدين أمام الصدمة لم يستطيع فعل أي شيء.

وأضاف الداوودي، أنه عندما وصل الجيران إلى منزل شقيقه، بدأوا برفع كمية كبيرة من الحجارة التي تساقطت عليهما، حتى استطاعوا إخراجهما ونقلهما إلى المستشفى، ليتبين إصابتهما بكدمات في الرأس والقدمين والوجه ومنطقة الخصر.
وأشار إلى أنه فور حدوث الانهيار، جاءت طواقم الدفاع المدني والشرطة، لإخلاء المنزل لكن طاقم بلدية غزة جاء متأخراً إلى مكان الحدث، ووعدوا رب الأسرة بحل الأزمة، دون جدوى.
وبيّن الداوودي، أن "البيت عمره تقريباً 100سنة، والسنة الماضية تعرض للانهيار ولكن أخويا قام بإزالة الضرر وترميم جزء منه، ولكنه لم يستطع ترميم الأجزاء الباقية، بسبب ضعف إمكانياته المادية، ونتيجة ذلك هذا العام سقط سقف المنزل على أسرته، وهناك أيضًا غرفة أخرى مهددة بالسقوط في أي لحظة".

وقال، إن المواطنين في قطاع غزة يعيشون ظروفا اقتصادية صعبة ومأساوية، حيث أن شقيقه يتلقى راتبا من سلطة رام الله، ولكن  بسبب الخصومات لا يستطيع إعادة ترميم منزله.
وطالب الداوودي، المسؤولين وأصحاب القرار بالنظر إلى المواطنين الذين يعانون من ظروف معيشية واقتصادية صعبة، بتقديم الدعم والمساعدة العاجلة لهم في ظل المنخفضات الجوية التي تتسبب في أضرار كبيرة لهم، كي يعيشوا حياة كريمة.