يعتبر الموروث الثقافي جزءً من هوية الشعوب، ويعد الفلكلور الشعبي الفلسطيني مرآة تعكس حياة الشعب الفلسطيني المادية والروحية، التي تداولتها الأجيال وتوارثتها جيلًا عن جيل.
ويعج الفلكلور الشعبي الفلسطيني بكم هائل من الإبداعات الشعرية والحرفية وأساليب التعبير المختلفة، ليمثل هذا المخزون العريق الصورة الواضحة التي تقف سدًا منيعًا في وجه الغزو الاحتلالي الذي يحاول طمس تاريخ الشعب الفلسطيني.
فيما تعتبر الأغاني التراثية جزء أصيل من نضال الشعب الفلسطيني، حيث وصفت تاريخ فلسطين النضالي ضد الاحتلال.
واستعيد ذكريات طفولتي من خلال الأغاني التراثية، التي اعتدت سماعتها منذ نعومة أظافري، ومنها "أول مره بشوفك يابا بتبكي"، وغيرها من الأغاني الثورية النضالية، التي استقبل الشعب الفلسطيني أسراه المحررين على أنغامها، كأغنية "راجع عً بلادي" و"اشهد يا عالم علينا وع بيروت" فما زالت هذه الاغاني تحرك مشاعرنا وقلوبنا، وتنعش في قلوبنا ذكريات الماضي، رغم آلامه وأوجاعه، فتاريخ الشعب الفلسطيني حافل بالمآسى.
ويستحضر الشعب الفلسطيني هذه الأغاني في موسم الحصاد وجنى الثمار، ليثبت أن الأجيال الجديدة باقية ولاتنسى كما وصف الاحتلال، كأغنية "يا زارعين السمسم خلي السمسم على أمه وإللي يهوى وما يأخذ لأخلي القرد يزمه، يا زارعين السمسم خلي السمسم على أجراسه وإللي يهوى وما يأخذ كبو السكن على رأسه".
ومن التقاليد التراثية الفلسطينية، الأغاني والزغاريد التي تتفن الأمهات فيها بالأعراس الفلسطينية، ويطلق عليها الشعب الفلسطيني " المهاهات"، وهي لا تحتاج لإيقاع موسيقي، بل تكتفي النساء بالتصفيق وإيقاع الطلبة، مع ترديد بعض الكلمات التراثية، ولاتخلو الأعراس من "القوالين" الذين يقومون بالرد على بعضهم من خلال الأغاني التراثية.
وهناك طقوس فلسطينية عند طلب العروس، حيت تردد الأمهات بعض الكلمات مع إيقاع صوتي، كـ "اعطونا عروستنا نلبسها حرير".
ومن أكثر الأغاني التراثية، شهرة وشعبية في فلسطين، " أحلف بسماها وبترابها" و "أنا دمي فلسطيني"، "راجع ع بلادي"، "زيتون بلادي"، " اشهد ياعالم علينا"، " دلعونا"، " أنا دمي فلسطيني".