- قصف مدفعي إسرائيلي على حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة
- صفارات الإنذار تدوي في صفد وبلدات في الجليل الأعلى عقب رصد إطلاق صواريخ
أبرمت روسيا اتفاقاً مع السودان لإنشاء قاعدة بحرية في البلاد. هذا الاتفاق الذي أعلن في 8 ديسمبر ويعد مشروع الهيبة بالنسبة لروسيا، يمكن أن تكون له آثار جيوسياسية عالمية. ولن تكون هذه ثاني قاعدة بحرية روسية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فحسب (وهي منطقة أصبحت ذات أهمية متزايدة لموسكو)، ولكن في جميع أنحاء العالم، باستثناء أسطولها في شبه جزيرة القرم التي لا يعتبرها المسؤولون في الكرملين خارج الحدود الإقليمية. وسيتم استخدام القاعدة كمركز دعم لوجستي ونقطة إصلاح وإعادة إمداد.
وقال الأدميرال فيكتور كرافشينكو، رئيس الأركان السابق للبحرية، إن القتال ضد القراصنة حول القرن الإفريقي يبرر قيام روسيا بإنشاء قاعدة للخدمات اللوجستية والإصلاح. وأضاف أن «الوجود البحري الروسي هناك ضروري»، ملمحاً إلى أن المنشأة قد تتطور يوماً ما، إلى قاعدة كاملة.
وتعتبر قاعدة بورتسودان أصغر بكثير من القاعدة الروسية في طرطوس في سوريا (المنشأة البحرية الوحيدة لموسكو خارج الاتحاد السوفييتي السابق)، لكنها ستمنح روسيا موطئ قدم استراتيجية على طول البحر الأحمر، الذي يربط المياه الأوروبية والآسيوية، وهو واحد من أكثر الممرات المائية ازدحاماً في العالم. وكانت الصين أنشأت أول قاعدة عسكرية خارجية لها في جيبوتي عام 2017 عند البحر الأحمر. (القاعدة العسكرية الأمريكية الدائمة الوحيدة في القارة موجودة أيضاً في جيبوتي).
أنيت ويبر من المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية ومقره برلين، تقول: «لقد أصبح البحر الأحمر نقطة ساخنة جيوسياسية. إنها صفقة رائعة بالنسبة لروسيا» لتعزيز نفوذها.
وفي مراحل مختلفة خلال الحرب الباردة، كانت لدى الاتحاد السوفييتي قواعد في المنطقة جنوبي اليمن والصومال وإثيوبيا، لكنها ضاعت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جعل من استعادة القوة العسكرية للبلاد حجر الزاوية في عقدين من حكمه. وبينما سعت روسيا إلى تعزيز وجودها في البحر الأبيض المتوسط من خلال تدخلاتها في النزاعات في سوريا وليبيا، أبقى الكرملين عيناً على البحر الأحمر. وسبق للمسؤولين الروس أن بحثوا في إمكانية إقامة موطئ قدم عسكرية في جيبوتي وإريتريا، على الرغم من أن المحادثات لم تتقدم.
كانت روسيا قد بدأت محادثات مع السودان حول احتمال استضافة قاعدة روسية في البلاد خلال اجتماع عام 2017 مع وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو. وبعد إطاحة البشير عام 2019، استمرت المناقشات مع رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان. وتتمتع موسكو والخرطوم بعلاقة وثيقة منذ فترة طويلة، وروسيا مورد رئيسي للأسلحة إلى البلاد.
ومن غير الواضح ما إذا كانت روسيا تعتبر السودان نقطة انطلاق في المنطقة. ويبدو أن هذا جزء من استراتيجية روسيا لإقامة علاقات جديدة مع حلفاء الحقبة السوفييتية.
"الخليج"