- قصف مدفعي إسرائيلي على حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة
- صفارات الإنذار تدوي في صفد وبلدات في الجليل الأعلى عقب رصد إطلاق صواريخ
كتب- فارس فارس|| "عنزة ولو طارت"، هذا المثل الشعبي ذائع الصيت كثيراً في فلسطين وبلاد الشام، يسقط واقعيا على الحالة الفلسطينية، حيث نقلت صحيفة إسرائيلية عن سفير الإدارة الأمريكية لدى دولة الاحتلال، ديفيد فريدمان، تصريحات حول تفكير الإدارة الأمريكية بالقائد الوطني محمد دحلان كزعيم للشعب الفلسطيني، قبل أن تعدل الصحيفة تلك التصريحات".
وعلى الرغم من أن القائد دحلان أكد مرارا وفي أغلب حواراته وتصريحاته أن بوابة الدخول للسلطة لا تتم إلا عبر صندوق الاقتراع، إلا أن الأمر قد وصل بالبعض للتهجم الشخصي وكيل التهم من الرئاسة للفصائل التي تعتبر القائد دحلان ندا قويا ومرشحا بارزا لقيادة الحالة الفلسطينية بعدما أثبتت هذه القيادة فشلها في إدارة شؤون البلاد وتعاطيها مع المشكلات التي تواجه أبناء شعبنا.
وعلى الرغم من أن الصحيفة عدلت ما نسبته للسفير الأمريكي في دولة الاحتلال، إلا أن حالة الإسهال الكلامي ما زالت متواصلة.
حماس وقلب الحقائق
عقب حازم قاسم، الناطق باسم حركة "حماس"، على تصريحات السفير الأمريكي لدى الاحتلال الإسرائيلي ديفيد فريدمان، بعد تعديل الصحيفة التي تلاعبت بالحروف بصورة مقصودة.
وقال قاسم- الذي يبدو أنه لم يراجع التصريحات المنفية ورفض تيارالإصلاح والقائد محمد دحلان لهذه التصريحات- "تصريحات فريدمان عدوان أمريكي مباشر على حقوق شعبنا الفلسطيني".
وأضاف قاسم، "هذه التصريحات استمرار لمنطق تزييف الحقائق، وتزوير الوقائع الذي تمارسه إدارة ترامب، وهي تتماهى مع رؤية اليمين الصهيوني".
تيار الإصلاح: لا نخشى إلا الله وندعو لتجديد الشرعيات
تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، علق على ردود الأفعال للتصريحات التي نشرتها الصحيفة العبرية مؤكدا: "نحن في تيار الإصلاح الديموقراطي بقيادة الأخ محمد دحلان لا نخشى إلا الله، ولا تنحني قاماتنا إلا أمام شعبنا الأبي العظيم وشهدائنا الأبطال وأسرانا البواسل، وردنا العاجل على ما نسب للسفير الأمريكي عكس بوضوحٍ إيماننا العميق بكل ما ورد في مواقفنا، وخاصة لجهة وقف الصراعات الداخلية المدمرة واستعادة وحدتنا الوطنية، وتجديد شرعيات مؤسساتنا عبر عمليةٍ ديموقراطيةٍ نظيفةٍ وبعيدةٍ عن نفوذ ومخالب الفاسدين الخائفين من أصحاب المصالح وأباطرة التنسيق الأمني (المقدس).
الشريف: ضرب إسفين لوحدة الشعب
وقال طلال الشريف،الكاتب والمحلل السياسي، في تصريح لـ"الكوفية"، إن، "تصريح فريدمان، إذا كان صحيحًا فهو ضرب إسفين لوحدة الشعب الفلسطيني ومحاولة لزعزعة عباس ورجاله في المقاطعة لابتزازهم والعودة للتنسيق الأمني وجلب أموال المقاصة".
وأشار الشريف إلى أن تصريحات فريدمان، وحدت الشعب الفلسطيني مجددًا على رفض التدخل الأمريكي في الشأن الفلسطيني، كما طالب بإجراء انتخابات شاملة يكون فيها الشعب سيد قراره في اختيار قيادته دون وصاية من أحد.
عبد العاطي: إبتزاز أمريكي
بدوره، أشار الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، إلى أن تصريحات السفير الأمريكي وتدخلاته الخبيثة والمدانة في الشأن الداخلي عبر تصريحه حول القيادة الفلسطينية تهدف إلى أمرين أولها دعم بقاء القيادة الراهنة بل وابتزازها وتخويفها لضمان تقديم مزيد من التنازلات، واستخدام الانقسامات المتعددة وتأجيجها في الحقل السياسي والنظام الفلسطيني.
وأضاف، "أن هذه التصريحات تهدف أيضا لمنع أي إصلاحات ديمقراطية ولإبقاء الحال الفلسطيني على ما هو عليه من غياب الاصلاح والفعل الجاد لمقاومة الاحتلال وقطع الطريق على مرامي استعادة الوحدة الوطنية واعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وتوحيد مؤسسات السلطة وتغيير وظيفتها واستمرار تحللها من القيود التي فرضتها الاتفاقيات مع الاحتلال ولعل أفضل رد على التحديات الداخلية والتدخلات الخارجية الاسراع في استعادة الوحدة".
القائد دحلان: من لا ينتخبه شعبه لن يستطيع القيادة
من جانبه، أكد القائد الوطني محمد دحلان، والذي حاز على أعلى نسبة أصوات في الانتخابات التشريعية عن دائرة خان يونس جنوب قطاع غزة، أن "من لا ينتخبه شعبه لن يستطيع القيادة وتحقيق الاستقلال الوطني"، مضيفًا، "أنا محمد دحلان كلي إيمان بأن فلسطين بحاجة ماسة إلى تجديد شرعية القيادات والمؤسسات الفلسطينية كافة وذلك لن يتحقق إلا عبر انتخابات وطنية شاملة وشفافة، ولم يولد بعد من يستطيع فرض إرادته علينا، وإذا كان ما نسب للسفير الأمريكي لدى دولة الاحتلال صحيحا، فذلك لا يزيد عن كونه تكتيكًا مخادعًا هدفه إرهاب البعض وزعزعة الجبهة الداخلية وأتمنى من الجميع أن لا نقع في شرك مثل هذه التكتيكات المهندسة بدقة، ولنعمل معا لاستعادة وحدتنا الوطنية والاتفاق على ثوابتنا الوطنية ووسائل تحقيقها، فلا شيء يستحق الصراع حوله داخليًا، وكل القدرات والطاقات ينبغي أن تكرس وجوبًا لتحرير وطننا وشعبنا العظيم".وبالفعل حجم الردود على تصريحات فريدمان كان أكبر زخما من الرد على موضوع التطبيع العربي مع دولة الاحتلال والذي جاء نتيجة حالة التشرذم الفلسطيني والإدارة الفاشلة للمشروع الوطني.
هشاشة عظام
تشعرنا هذه المواقف والتصريحات، بأن هشاشة عظام حقيقية قد أصابت الحالة الفلسطينية في معاقلها، ما يطرح أسئلة عدة أهمها لماذا كل هذا الخوف من القائد دحلان فالرجل أكد بكل ثقة بالنفس واحترام لشعبه ومؤسسات وطنه أن الطريق إلى السلطة لن يمر إلا عبر الانتخابات العامة وليقول الشعب كلمته ويختار من يمثله، لكن يبدو أنها "عنزة ولو طارت".