غزة – عمرو طبش: تمكن أطباء بيطريون من تركيب أول طرف صناعي خاص بكلب في قطاع غزة، بعد تعرضه لحادث أصاب قدمه بجروح خطيرة، مما أدى إلى بترها.
جمع الكلاب الضالة
انتشل الشاب سائد العر، من سكان النصيرات كلب ضال ملطخ بالدماء من أحد شوارع مدينة غزة، واصفا حالته حينها بـ"الخطيرة"، وتوجه به إلى أحد الأطباء، الذي أنقذ الكلب عن طريق بتر قدمه.
يروي الشاب سائد العر، صاحب الـ20 عاما، تفاصيل قصته مع الكلب "بيلي" لـ"الكوفية"، مؤكدا أنه يعمل مع والده على جمع الحيوانات الضالة من الشوارع ووضعها في محمية طبيعة، وأنه يقوم بالاهتمام والاعتناء بالحيوان داخل المحمية وتقديم جميع الدعم لهم من علاجات، وأكل، ورعاية بشكل دائم.
كلب ضال مصاب
وأوضح، أنه في يوم من الأيام وجد هو ووالده كلب ضال ملطخ بالدماء، بعد تعرضه لحادث أصاب قدمه بجروح خطيرة في أحد شوارع مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، متابعاً أنه قام بأخذ الكلب من الشارع ليعتني فيه وتقديم العلاج للازم له.
وأشار العر، إلى أنه بعد يومين من إصابته في القدم ازدادت حالته الى الأسوأ، فقرر سائد التوجه إلى أحد البياطرة ليعرض حالة الكلب السيئة، فأوجد الدكتور البيطري حلاً مناسبا ليبقى الكلب على قيد الحياة، تمثل في بتر القدم التي يوجد بها نزيف.
بتر في القدم
وتابع أنه بعد إجراء عملية البتر للكلب، توجه به إلى إحدى المحميات الطبيعة التي يتواجد بها عدد كبير من الحيوانات الضالة التي يقوم بجمعها هو ووالده للاعتناء والاهتمام بها، منوهاً الى أنه عندما وضع الكلب بين الكلاب الضالة المتواجدة في المحمية، شعر أنه يختلف عن الباقي الكلاب كونه يعاني ويمشي على ثلاثة أطراف، ولا يستطيع ممارسة حياته كباقي الكلاب الضالة، مبيناً أنه أطلق على الكلب اسم "بيلي".
طرف صناعي
وواصل "العر" أنه بدأ بالتشاور والتفكير مع والده على أن يجدا حلاً مناسباً لإنهاء معاناة الكلب، قائلاً "أجتني فكرة الطرف الصناعي، إذا الإنسان بيركبله طرف صناعي، مثل ليش ما الكلب يركبله طرف صناعي، هو له حق برضو في الحياة مثل الإنسان".
وأضاف، أنه بدأ بالبحث عن مختصين في مجال الأطراف الصناعة للحيوانات، ولكنه لم يجد إلا فقط للإنسان، فعرض فكرته على الدكتور الأخصائي في الأطراف الصناعية مازن حمام ليبدأ هو ومجموعة من الأخصائيين بالعمل على صناعة ذلك الطرف.
وأكد العر أنه توجه إلى مشفى الأطراف الصناعية التابع لبلدية غزة، حتى يقوم الدكتور بأخذ القياسات المطلوبة للقدم المبتورة من أجل صناعة وتركيب طرف صناعي ينهى معاناة الكلبة، مشيراً إلى أن هذا الطرف يعتبر أول طرف صناعي خاص بحيوان في قطاع غزة.
وأوضح، أنه بعد تركيب الطرف الصناعي للكلب "بيلي"، تحسن بشكل تدريجي، وأنتهت معاناته بشكل كبير التي كان يعانيها بشكل مستمر في الصعوبة بالحركة وعدم قدرته على ممارسة حياته بشكل طبيعي في المحمية الطبيعية كباقي الكلاب المتواجدة في المحمية.
بلدية غزة تتدخل
وقال أخصائي الأطراف الصناعية الدكتور مازن حمام، إن هناك العديد من الكلاب تعاني شلل وبتر نتيجة حوادث، فقررت بلدية غزة بالتعاون مع جمعية سلالة الخاصة بالحيوانات بالاهتمام والتعاون من أجل تركيب طرف صناعي للكلب.
وأوضح، أنه تم توجيه سؤال للاستشارة الفنية "هل تستطيع عمل شيء لإنهاء معاناة الكلب"، مبيناً أن الاجابة كانت بنعم، مؤكداً أنه بعد تلك الإجابة بدأ في العمل والاجتهاد على صناعة أول طرف صناعي لكلب".
تحدي
وأشار حمام الى أن مشفى الأطراف الصناعية مختص فقط بتركيب الأطراف الصناعة للإنسان، وعلى الرغم من ذلك تحدى الواقع وبدأ بالبحث في الإنترنت من أجل التعمق في عالم الحيوانات بشكل أكبر، كون أن هذا العلم جديد عليه، وليس لديه أي معلومات عن عالم الحيوان.
وبين أن المشفى يملك جميع المواد الخام والأدوات لتصنيع الأطراف الصناعية للإنسان، وأن تلك المواد الخام أيضاً تدخل في صناعة الأطراف الصناعية للحيوان، ولكن كان هناك اختلاف فقط من جهة علم التشريح للأطراف الأمامية والخلفية، وديناميكية الحركة، وتفاصيل أكثر.
وأكمل حمام، أنه استطاع بأخذ المقاسات اللازمة للكلب حتى يتم صناعة أول طرف صناعي بنجاح لحيوان في قطاع غزة، مؤكداً أن الكلب استجاب للطرف وتم تدريبه على الحركة بشكل بسيط، ولكن واجهته صعوبات في الحركة خلال بداية ارتدائه للطرف، بسبب أنه جسم غريب وليس معتاد عليه في المشي، ولكن بعد التعود استطاع الكلب ممارسة حياته بشكل طبيعي.
وتابع، الدليل أن الكلب استطاع السير بشكل أفضل، فهو يحتاج إلى مزيد من الوقت كي يتأقلم مع الطرف الصناعي الذي يعتبر أول طرف صناعي بقطاع غزة خاص بحيوان.
