- جيش الاحتلال: رصد إطلاق عدة صواريخ من لبنان نحو تل أبيب
يستمد المستوى السياسي الاسرائيلي شكوكه حول بقاء الرئيس ترامب في البيت الأبيض لولاية ثانية من تحولات داخلية أمريكية وعلى الأخص جملة من الاشارات والتحولات المثيرة للرقابة والتتبع داخل الحزب الجمهوري الذي ظل مسانداً واحياناً كثيرة مبرراً لتصرفات وسلوكيات ترامب التي وصفت على أكثر من صعيد وفي معظم المناسبات بالخرقاء، بعض وسائل الإعلام الأمريكية أخذت تتناول في تقاريرها مؤخراً حول الاستعداد لمرحلة “ما بعد ترامب”، ولا نتحدث هنا عن وسائل الإعلام الأمريكية المعارضة لترامب وسياساته الداخلية والخارجية، بل أيضاً من إحدى أهم قلاعه الإعلامية نقصد هنا “شبكة فوكس نيوز” الذي فاجأت المشاهدين بتقرير تضمن أحاديث لنشطاء في الحزب الجمهوري حول احتمالات انسحاب ترامب من سباق الرئاسة بنتيجة استطلاعات الرأي على خلفية ادارته الفاشلة والرعناء لوباء كورونا والمظاهرات ضد العنصرية التي عمت الولايات المتحدة مؤخراً وفشله في الرهان بالضغط على كوريا الشمالية للتخلي عن سلاحها النووي.
مقدّمة الأخبار لدى فوكس نيور “لورا أنغرام” قالت خلال حفلة عشاء أنّ على الشبكة أن تكون جاهزة لخسارة ترامب في حين كشف معد الاستطلاعات المفضل لدى ترامب “سكوت راسموسين” أنّ آخر استطلاع أجراه أشار إلى تدني شعبية ترامب 39% كما تراجعت شعبيته بين الجمهوريين لأربع نقاط الأمر الذي يشير إلى أنّ هناك شرخاً في الجدار الصلب الجمهوري الذي التف حول ترامب حسب وصفه، في وقت قرر فيه السيناتور “ليندسي غراهام” الابتعاد عن ترامب بعدما كان أحد المدافعين الأشداء عنه وذلك حفاظاً على مقعده في مجلس الشيوخ، في حين قال مساعدون لكل من الشيوخ “ميت رومني وسوزان توليزا وليزا ميروكيسلي” أنهم لن يحضروا المؤتمر العام للحزب الجمهوري المفترض عقده الشهر المقبل في مدينة جاكسون فيل في إشارة إلى شكل من أشكال الاحتجاج على ترامب كما قالت بعض المصادر.
وتعكس نتائج انتخابات الكونجرس التمهيدية للحزب الجمهوري في يونيو – حزيران الماضي أسباب ابتعاد بعض النواب والشيوخ عن ترامب ذلك أنه دعم ثلاثة مرشحين إلى أنّ هؤلاء سقطوا في الانتخابات بينما فاز عدد من المرشحين الذين طلب ترامب عدم ترشيحهم ما يشير إلى قيام عدد متزايد من المؤيدين التقليديين لترامب إلى الابتعاد عنه للنجاة والفوز بعدما انحسرت فرصه في الفوز بولاية ثانية، إلاّ أن هناك ملاحظة لا بد من تناولها إزاء هذه الانتخابات الأخيرة ذلك أنها أدت إلى فوز من هم أكثر يمينة وتطرفاً الأمر الذي من شأنه أن يدفع ترامب إلى اتخاذ مواقف أكثر تشدداً مع نهاية ولايته الأولى بهدف كسب ثقة هؤلاء ودعمهم.
وحتى لو فاز ترامب، فإن مواجهة باتت أكثر احتمالاً مع الكونجرس الجديد الذي سيصبح تحت سيطرة الحزب الديمقراطي بمجلسيه النواب والشيوخ ذلك أن استطلاع “لسو فولك” جرى مؤخراً قد أشار إلى أنّ الناخبين الأمريكيين يفضلون بفارق 14 نقطة سيطرة ديمقراطية على الكونجرس بمجلسيه، ما يعكس تحولاً كبيراً في توجهات الرأي العام مقارنة مع نتائج استطلاعات سابقة تشير إلى تمسك الحزب الجمهوري بمجلس الشيوخ.
من كتابين صدرا مؤخراً حول ترامب، أحدهما لمستشاره السابق للأمن القومي جون بولتون والثاني لإبنة شقيقه ماري ترامب نصبح أمام مشهد أكثر وضوحاً لترامب: مهرج وجاهل وطفل صغير يقود بلداً كبيراً.
الغد