- جيش الاحتلال: رصد إطلاق عدة صواريخ من لبنان نحو تل أبيب
- قصف جوي إسرائيلي في محيط مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة
- القناة 12 الإسرائيلية: إطلاق أكثر من 100 صاروخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل منذ ساعات الصباح
ثلاث مهمات رئيسية تنتظر الحكومة الإسرائيلية الجديدة، أولها يتعلق بهدف تكوينها الرئيسي وهو إتمام تنفيذ بنود صفقة ترامب.
الأهداف الأخرى الكبيرة، هي مواجهة أزمة كورونا، وشن الحروب القادمة لتهيئة البيئة الشرق أوسطية لخريطة إسرائيل الجديدة، وهذا الهدف الحربي يخدم الهدف الرئيسي السياسي.
أجندة إسرائيل الحربية مازالت تحمل في سلم أولوياتها حربا وقائية على إيران لمنعها من امتلاك السلاح النووي، وهذه الحرب مشكلتها ليس في جهوزية واستعجال إسرائيل للحرب بل في عدم تجاوب الولايات المتحدة لشن الحرب لحسابات أخرى في المنطقة ودولها من تعرضها لعدوان أو رد إيراني، ولهذا لا تستطيع إسرائيل وحدها فعل لذلك لأسباب عدة أهمها القلق من قصف إسرائيل بشدة من قبل إيران وحزب الله ويمكن أيضا مشاركة الحوثيين مضافا لما يمكن أن تمثله سوريا كقاعدة انطلاق قريبة في حالة عدم كسر شوكة إيران سريعا، وتقع حينها إسرائيل في مأزق ليس الهزيمة لأنها محمية من الولايات المتحدة، بل الخسائر الضخمة والضحايا من الإسرائيليين في حالة رد قوي من إيران.
أما الحروب الأخرى على غزة وجنوب لبنان فهذه لن تشكل تحديا كبيرا لإسرائيل، وسوف تغض الطرف عنها الولايات المتحدة لتوافق شن الحرب على غزة مثلا مع مستلزمات إنجاح صفقة ترامب.
وبالرجوع لتشكيل الحكومة الإسرائيلية وكيف تم إخراجها فهذا موضوع من الأهمية الإشارة له في هذا السياق، ليس من باب المهمات، بل من باب وجهة العملية السياسية في إسرائيل ونظامها السياسي القادم.
لم يكن الاتفاق على تشكيل الحكومة الإسرائيلية، والخروج من أزمة جمود نتائج الانتخابات التي شغلت المجتمع الإسرائيلي لثلاث عمليات انتخاب للكنيست، تطورا دراماتيكيا مفاجئا كما يبدو للكثيرين.
فالنتيجة الأولى هي انقلاب الموازين والحسابات في الحلبة السياسية الإسرائيلية التي تلاعب بها نتنياهو للإفلات من التهم الموجهة إليه بالفساد، مدعوما من الإدارة الأمريكية، وكان رئيس حزب أزرق أبيض، بيني غانتس، اللاعب الآخر رغم تفتت حزبه وتقليص عدد مقاعده وخروج يئير لبيد وموشيه يعلون لمقاعد المعارضة، صفقة رتبها البيت الأبيض في يناير من هذا العام وقبل انطلاق جائحة الـ "كورونا" في العالم.
في 25 يناير من هذا للعام ، وجهت الدعوة من الرئيس ترامب لبنيامين نتنياهو وبيني غانتس، قطبي السياسة الأبرز في إسرائيل لزيارة واشنطن.
تصريحات غانتس قبل الزيارة التي تمت لواشنطن بقوله: إن “الولايات المتحدة حليفة قوية لإسرائيل، والرئيس ترامب هو صديق إسرائيل الحميم، معتبرا بأن خطة ترامب(صفقة القرن) كما نشرت في حينه قد تشكل أساسا للتفاوض مع الفلسطينيين والدول العربية الأخرى.
“صفقة القرن”؛ هي خطة أعدتها إدارة ترامب تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لمصلحة “إسرائيل”، بما فيها وضع مدينة القدس المحتلة، وحق عودة اللاجئين.
وكما صرح الكثير من السياسيين وعلى رأسهم عمير بيرتس زعيم حزب العمل أن نشر خطة السلام في ذاك التوقيت يشكل تدخلا في المعركة الانتخابية في إسرائيل.
الآن ثبت فعلا أنها تدخلا حقيقيا ليس في الانتخابات فقط، بل في رسم خارطة طريق للنظام السياسي في إسرائيل وكذلك رسم خارطة المنطقة في العقد القادم.
نعم هذا ما قد يكون تم الاتفاق عليه مبكرا في يناير الماضي مع ترامب حين استدعى نتنياهو وغانتس لواشنطن لتمرير خطة ترامب في فلسطين وضم الغور وتحقيق السلام الأمريكي الإسرائيلي في الشرق الأوسط.
السؤال المطروح، هل أجرى ترامب عملية قياس لرد الفعل الفلسطيني، وقدر إمكانيات قيادات الشعب الفلسطيني لتخريب خطته؟ فوجدها باهتة، وأنهم منشغلون في صراعهم على السلطة، وليس على إفشال خطته، وهل تأكد ترامب أن القرار الفلسطيني بشقيه العباسي والحمساوي مصادر من داعميهم من العرب والأتراك الذين واصلوا العمل على تدجينهم منذ وقت سابق باعتمادهم على أموال ومشاريع صممت مبكرا لخطف إرادتهم فأصبحوا في الوقت المطلوب منهم التحرك لإفشال خطة ترامب من منطلق وطني، فاقدي الإرادة، ولذلك ضغط بكل قوته على نتنياهو وغانتس لتشكيل الحكومة لإتمام الصفقة؟ وكان له ذلك.
على ما يبدو وكما تجري الأحداث أن الولايات المتحدة وإسرائيل يرسمون خططهم ويعملون ليل نهار لتنفيذ خطة ترامب وقيادات الشعب الفلسطيني مازالت مشتبكة داخليا على من هو ممثل الشعب الفلسطيني؟ ومن هو المسؤول عن الشعب، وعن مال المساعدات والحصص، وإضعاف الحالة الفلسطينية، التي لم يمر بها شعب مثلنا على مر التاريخ أمام خطر جارف يهدد مستقبل قضيته.
خطة ترامب تنفذ خطوة خطوة الآن، هم أعادوا ترتيب البيت الإسرائيلي، وستشكل الحكومة ويرأسها نتنياهو، وستكون إسرائيل قد استقرت بحدودها الجديدة، وتمت صناعة زعيما صهيونيا جديدا لمرحلة قادمة بعد هذه الدورة، خلفا لزعيم إسرائيل الحالي نتنياهو، وهو بيني غانتس، بواسطة الولايات المتحدة وهذا على ما يبدو الذي أغرى غانتس للتوافق على صفقة الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وبذلك وجهت ضربة لكل المعارضين، وإبعادهم من الطريق مستقبلا، أمثال ليبرمان، ولبيد، وموشيه يعلون، وعمير بيرتس، وتهميش القائمة العربية ووقف نموها .
إذاً نحن أمام تحالف صهيوني فريد ونقي من كل الشوائب مدعوما بالولايات المتحدة بقوة غير مسبوقة لمصلحة الولايات المتحدة لفرض صفقة القرن وزعيما جديدا لإسرائيل في الدورة القادمة للكنيست صديقا متحالفا معها، ستوصله لحكم إسرائيل .. هذه هي إسرائيل الجديدة في العقد القادم فماذا يقول الفلسطينيون ؟ وماذا لديهم غير إنهاء الانقسام وتوحيد الصف الفلسطيني لإمكانية التصدي لتصفية القضية الفلسطينية
سؤال مطلوب الإجابة عليه فورا، وقبل فوات الأوان؟