- صفارات الإنذار تدوي في صفد وبلدات في الجليل الأعلى عقب رصد إطلاق صواريخ
القدس المحتلة: تحلّ اليوم الأربعاء، الذكرى الـ72 لاحتلال عروس البحر "حيفا" بعد عدة معارك ومجازر نفذتها العصابات الصهيونية بحق سكان المدينة وضواحيها، نتج عنها طرد جماعي لمعظم الفلسطينيين من أحيائهم، واستبدال أسماء الشوارع والمناطق الفلسطينية مباشرة بالعبرية.
ففي 22 نيسان 1948، احتلت العصابات الصهيونية المدينة، وقامت بتهجير غالبية سكانها، ولم يسمح إلا للقليل منهم بالعودة إلى مدينتهم، في حين صادرت البيوت الفلسطينية التي هجرت من أهلها، ولم يبقى منهم إلا ثلاثة آلاف من أصل سبعين ألف فلسطيني، وتم إحلال اليهود مكانهم.
اعتبرت القيادات الصهيونية السياسية والعسكرية أن بقاء مدينتي يافا وحيفا بيد الفلسطينيين كارثة كبرى للمشروع الصهيوني، لذا فإن تصفية هاتين المدينتين هو في حد ذاته مساهمة كبيرة في نجاح هذا المشروع، وبالتالي يؤدي إلى إضعاف أي محاولة فلسطينية لإعادة بناء المدينة الفلسطينية من جديد. بمعنى آخر فإن تصفية حيفا ويافا هو في حد ذاته تصفية للحياة المدنية الفلسطينية، وتحويل الفلسطينيين في هاتين المدينتين والقرى المحيطة بهما إلى لاجئين ومشردين بعيدين عن مراكز القرار وصنعه وتأثيره.
وقد بدأت عصابة الهاغاناه بهدم مئات البيوت والمباني الفلسطينية في معظم الأحياء العربية التي استولت عليها العصابة وذلك من منطلق منع عودة الحيفاويين إلى مدينتهم، وأيضًا تمّ هدم الحسبة بكاملها وهي المنطقة التي كانت عبارة عن الملجأ الأمين لأهالي حيفا. وهذه الحسبة كانت قريبة من بوابة الميناء، لذا فمع القصف زحفت الجموع الغفيرة من الحسبة باتجاه الميناء. واعتبر اليهود طرد الفلسطينيين فرصة ذهبية لتحويل حيفا من مدينة عربية إلى مدينة يهودية شكلاً ومضمونًا.
بالإضافة إلى كل ذلك، فلم يتم بناء أي حي عربي جديد في حيفا منذ 1948، في حين تمّ بناء المئات من الأحياء الاستيطانية اليهودية فيها.