اليوم الاحد 06 أكتوبر 2024م
مصادر طبية: 37 شهيدا في غارات "إسرائيلية" على مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ صباح اليومالكوفية مراسل الكوفية: قصف مدفعي مكثف شمال غرب القطاع في منطقة العطاطرة والشيماء والتوامالكوفية مراسل الكوفية: جرحى بقصف الاحتلال منزلاً بمنطقة شارع القصاصيب في جباليا شمال قطاع غزةالكوفية مراسلنا: قصف مدفعي وسط جباليا البلد شمال قطاع غزةالكوفية مراسلنا: إصابات باستهداف سيارة نقل مياه قرب نادي خدمات جباليا شمال قطاع غزةالكوفية خلال الساعة الأخيرة.. أكثر من 12 شهيداً جرّاء موجة قصف إسرائيلي هستيري على شمال قطاع غزةالكوفية هيئة البث العبرية: الحكومة قررت شن هجوم قوي وكبير على إيرانالكوفية مراسل الكوفية: قوات الاحتلال تقتحم قرية مادما جنوب نابلسالكوفية ملك إسبانيا: الدمار في غزة "لا يوصف" .. ويجب وقف الحرب بعد امتدادها إلى لبنانالكوفية مراسل الكوفية: طيران الاحتلال يواصل القصف الهستيري على مناطق واسعة في شمال قطاع غزةالكوفية قوات الاحتلال تنصب حواجز عسكرية شرق قلقيلية بالضفة الفلسطينية الكوفية اندلاع مواجهات مع الاحتلال في بيتونيا غرب رام اللهالكوفية أسيران من قباطية يدخلان عامهما الثامن في سجون الاحتلالالكوفية قوات الاحتلال تقتحم قرية عربونة شمال شرق جنينالكوفية إسرائيل ترفع حالة التأهب في جميع الجبهات استعدادا للهجوم على إيرانالكوفية مراسلنا: طيران الاحتلال يستهدف نادي خدمات جباليا والمنازل المجاورة له وسط مخيم جبالياالكوفية مراسلنا: الاحتلال يرتكب مجزرةً مروعة بحق عائلة الفنان "أسامة شعبان" في جباليا البلد شمال القطاعالكوفية جيش الاحتلال يعلن تغييرات في التوجيهات الدفاعية بالجبهة الداخليةالكوفية تطورات اليوم الـ 365 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية مراسلنا: طائرات الاحتلال ومدفعيته تقصفان منطقة تل الزعتر بمخيم جباليا شمال قطاع غزةالكوفية

الوباء وخبراء الفضائيات

06:06 - 11 إبريل - 2020
نبيل عمرو
الكوفية:

لا يُعرف متى تنتج هوليوود فيلماً عن «كورونا» يستمتع به من بقوا على قيد الحياة منا، مثل استمتاع الناجين من المحرقة ومعسكرات الاعتقال في الحرب العالمية الثانية حين يشاهدون الأفلام التي صورت محنتهم.

في أيامنا هذه التي لا يعرف أحد متى تكون نهايتها، يبدو أن سكان المعمورة جميعاً يعيشون فيلم رعب طويلاً انقسمت فيه البشرية إلى فئتين؛ الأولى مصابة فعلاً بـ«الكورونا»، والثانية تمتلئ رعباً من احتمال الإصابة بها.

الفئة الثانية تخضع لحجر منزلي طوعي أو إلزامي، وذلك يعني اتحاد جميع سكان المعمورة في هوس متابعة الأخبار، فليس أمام من يجلس قبالة التلفزيون أو شاشة الكومبيوتر سوى فعل ذلك.

الإعلام المرئي والمسموع التقليدي والإلكتروني صار هو المتحكم المطلق بوعينا وبمجريات حياتنا اليومية وكأنه في حالة اندماجية مع الفيروس. فقد الإعلام الجديد والمثير للاشتغال به، بعد أن صارت كل معالجاته بشأن السياسة والحروب والمناكفات بين الدول، مجرد تكرار ممل للأخبار.

والأكثر مدعاة للملل هم أولئك الذين يعدون على أصابع اليدين وتقدمهم الفضائيات على أنهم خبراء سياسيون أو عسكريون، وأحياناً يصل التجرؤ لحد وصف بعضهم من قبيل الإثارة بالمفكرين الاستراتيجيين.

اكتساح «الكورونا» لوسائل الإعلام ولشبكات التواصل الاجتماعي، أفسح المجال لظهور نوع جديد من الخبراء الذين اكتشفتهم أو اخترعتهم الفضائيات، تحت اسم خبراء مكافحة الأوبئة، وهذا النوع الجديد من الأساتذة المفروضين علينا يواصلون تعريفنا بما لا يعرفون أصلاً، ويخلصون غالباً إلى دعوتنا لتفادي العطس في وجوه الآخرين وغسل اليدين قبل الأكل وبعده وأشياء أخرى من هذا القبيل يفترض منطقياً ألا تنتج الفضائيات من أجلها خبراء وعلماء.

لا نملك نحن الذين أصبنا بالإدمان على الشاشات مع قلة منا ربما اتجهت إلى القراءة بعد هجر مزمن، إلا أن نواصل ما نحن فيه علنا نسمع ذلك الخبر الوحيد الذي يخرجنا من حالتنا الكارثية ويفتح في جدار رعبنا ويأسنا نافذة أمل، كأن تعلن منظمة الصحة العالمية عن نجاح العلماء الحقيقيين الذين لم يظهروا على الشاشات في إنتاج اللقاح القاهر لـ«الكورونا» وسيكون في الأسواق في وقت محدد... في الشهر المقبل أو حتى السنة المقبلة.

وإلى أن يأتي هذا الخبر السعيد فإن مصممي الحملات الإعلامية الذين هم حكام حياتنا الفعليون، يواصلون إبداعاتهم في إنتاج موضوعات تتجاوز تعليمات السلامة والوقاية، وتحتاج إلى خبراء لهم باع طويل في الإجابة عن أي سؤال.

مثلا... أظهرت السوق من يتصدون لموضوع عنوانه الأكثر جاذبية كيف سيكون العالم بعد «كورونا»، وعليك كجالس أمام التلفزيون أن تتابع بشغف كيف يجري تركيب الوضع الدولي من قبل هواة أو منجمين كما لو أنهم يركبون مكعبات الليغو.

أحدهم بشر بانتهاء العهد الأميركي وولادة العهد الصيني على مستوى الزعامة الكونية، وبعضهم قرر انتهاء زمن العولمة لمصلحة التقوقع داخل الحاضنة القومية أو العرقية، وغيره قرر أن «الكورونا» برهن على أن العولمة هي قدر العالم الذي لا تستغني دوله ومجتمعاته ومؤسساته عن بعضها، خصوصاً أن شبح الفيروس الذي سيخلف «كورونا» يسيطر على النفوس والعقول، ويثير خوفاً جدياً مما سيحمل المستقبل.

وفي مجال آخر مكانه شبكات التواصل الاجتماعي، حيث الإعلام المؤثر بأضعاف مضاعفة عن الإعلام التقليدي، فقد بين «كورونا» أن الشعوذة التي كانت محدودة حتى في زمن الجاهلية صارت واسعة الانتشار في القرن الحادي والعشرين، بل صارت العلاج الذي لا علاج غيره، ليس لـ«الكورونا» وحده وإنما للسرطان وحتى هشاشة العظام، فمن يتبع تعليمات المشعوذ الذي يستخدم أهم وسائل التكنولوجيا الحديثة، يكفه النطق بعدة أدعية حتى يتمتع بمناعة حاسمة ضد كل الأمراض ولن يعرف الطريق إلى المستشفى الذي يصفه غالباً كمصدر للوباء وليس كعلاج له.

في حشرتنا التي بدأت بعطسة ظهرت في الصين وما تزال مستمرة حتى إشعار مجهول في جميع أرجاء الكون، وإلى أن تزف لنا منظمة الصحة العالمية بشرى اكتشاف اللقاح السحري والفعال، فليس أمامنا إلا أن نواصل الجلوس أمام الشاشات والاستماع لفتاوى ضيوف الفضائيات، ومن لديه بديل فليأتنا به. بالاتفاق مع "الشرق الاوسط".

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق