اليوم الجمعة 13 سبتمبر 2024م
عاجل
  • مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية عنيفة تستهدف مدينة بنت جبيل جنوب لبنان
  • صافرات الانذار تدوي في مستوطنة علمون قرب القدس المحتلة خشية تسلل مقاومين
مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية عنيفة تستهدف مدينة بنت جبيل جنوب لبنانالكوفية صافرات الانذار تدوي في مستوطنة علمون قرب القدس المحتلة خشية تسلل مقاومينالكوفية شهيدتان و7 مصابين جراء قصف الاحتلال منزلا لعائلة عقل في مخيم النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية محارب: الاحتلال يرتكب انتهاكات مركبة بحق الأمن الغذائي في غزةالكوفية مراسلتنا: شهداء ومصابون جراء قصف الاحتلال منزلا بدير البلحالكوفية د. الطيبي: الإمارات تكثف جهودها في دعم المنظومة الصحية المنهارة بغزةالكوفية غزيون يتقدمون بالشكر للإمارات على إجلاء المرضى والمصابين ضمن "الفارس الشهم 3"الكوفية التفكجي: انتهاكات الاحتلال تفرض واقعا جديدا بانتهاء الوصاية الأردنية على الأقصىالكوفية مراسلنا: شهداء ومصابون جراء مجزرة جديدة للاحتلال في مخيم الشاطئ بغزةالكوفية شهداء ومصابون جراء قصف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة عقل في شارع العشرين شرقي النصيراتالكوفية تطورات اليوم الـ 343 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية مصابون جراء قصف الاحتلال منزلا لعائلة الشاعر وسط مخيم النصيراتالكوفية طائرات الاحتلال تقصف منزلا لعائلة عقل في شارع العشرين شرق مخيم النصيرات وسط القطاعالكوفية آليات الاحتلال تطلق النار بشكل كثيف شمال غرب النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية إسلام الخالدي.. صحفية تواجه أزمة الحرب الاقتصادية بـ" مطبخ فتفوتة" في غزةالكوفية طائرات الاحتلال تشن غارة شرق مخيم النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية الخارجية الأردنية: ندين الدعوات التحريضية من منظمات إسرائيلية متطرفة لتفجير المسجد الأقصى وقبة الصخرةالكوفية زين شمالي.. طفل استهدفه الاحتلال اثناء شرائه للحلوى في مخيم البريج وسط القطاعالكوفية قوات الاحتلال تنسف مباني في مدينة الأسرى شمال غربي مخيم النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية طواقم الإطفاء التابعة للاحتلال تحاول السيطرة على الحرائق المندلعة في صفدالكوفية

أعيدوا لهم مكانتهم

11:11 - 07 إبريل - 2020
د. أسامة الفرا
الكوفية:

قبل سنوات اخبرني مدير المستشفى بأن الطواقم الطبية تتهرب من إعطاء المريض الحقنة، وهي مجرد مسكن يمكن لها أن تخفف آلام المريض الطاعن في السن في لحظات احتضاره بعد أن تغلغل الورم في جسمه، والسبب أن كل منهم يخشى أن يلفظ المريض انفاسه الاخيرة مصادفة بعد الحقنة والذي يمكن له أن يدفع اهل المريض لإتهام الطبيب بالتسبب في وفاته، وتلوك بعدها الألسن عن خطأ الطبيب وتضع سيناريوهات متعددة للخطأ "القاتل" الذي ارتكبه والذي أودى بحياة المريض، وكثيرة هي الأحداث التي شهدتها المرافق الصحية لدينا من تعدي المواطنين على الطواقم الطبية تحت ذريعة خطأ طبي ارتكبه الطبيب، وفي الغالب من يوجه هذا الاتهام للطبيب لا يعرف من الطب شيئاً لكن المجتمع يساعده في نشر روايته، مؤكد أن الطواقم الطبية بشر والخطأ لديهم وارد، لكن المؤكد ايضاً أن أزمة الثقة بين المواطن والطواقم الطبية اتسعت في السنوات الأخيرة وإن كان الكثير منها لا تستند على أسس علمية، ولا نجافي الحقيقة أذا ما قلنا أنها تسببت في اهتزاز ثقة الطواقم الطبية بأنفسهم.

لعلها فرصتنا اليوم لأن نعيد بناء الثقة بطواقمنا الطبية، ففي الوقت الذي يختبيء فيه الجميع داخل منازلهم خوفا من العدو الغير مرئي الذي يجتاح العالم تتقدم الطواقم الطبية إلى جبهة القتال مبدية نمطاً من التضحية تفوق تلك التي يرسمها الجندي في ساحة القتال، رأينا في أصقاع المعمورة كيف يخرج المواطنون إلى شرفات منازلهم ليصفقوا ليس لقائدهم الملهم بل للطواقم الطبية التي تقاتل وحيدة نيابة عن الجميع، فرصة لأن نعيد ترتيب أمورنا على نحو سليم، فالإستثمار الحقيقي يجب أن يكون بالمقام الأول في قطاعي الصحة والتعليم، ومن الخطأ الاعتقاد بأن ظروف الاحتلال تفرض علينا تعديل أولوياتنا ليبقى التعليم والصحة في ذيل اهتماماتنا.

لدينا مرافق صحية لا بأس بها، والأهم أن لدينا طواقم بشرية لطالما شكلت مصدر فخر لنا بعطائها وابداعها ليس فقط داخل الوطن وإنما في الشتات حيث يتواجدون، ورغم ذلك ما زالنا نعتمد على العلاج بالخارج، بما يحمله من دلالات على تدني الخدمات الصحية لدينا، رغم الوعود التي رافقت حكوماتنا المتعاقبة بإنهاء ذلك، والحقيقة أن التخلي عن تحويلات المرضى للعلاج بالخارج، لا يمكن لها أن تستند على قرار من وزير الصحة أو رئيس الوزراء أو حتى بمرسوم يصدر عن الرئيس، وإنما تتطلب السير بمنظومة عمل متكاملة للنهوض بالواقع الصحي، تبدأ بإنصاف الطواقم الطبية مادياً فلا يعقل أن يكون راتب الطبيب الذي جاء من فئة الطلاب الأكثر تفوقاً وأمضى سنوات طويله في تحصيله الأكاديمي أقل من راتب الكثير من أقرانه، وأن نعمل على منحهم الفرصة لإكتساب المزيد من الخبرة ومواكبة التطور الصحي عن طريق الابتعاث أو من خلال جلب الكفاءات الطبية للعمل في فلسطين، يضاف إلى ذلك رفد المرافق الصحية بالأجهزة والمعدات المطلوبة لإحداث التطور المنشود، ومن المفيد الاطلاع على تجارب لدول سجلت نجاحاً في ذلك وأقربها الينا الأردن التي بات العلاج السياحي جزءاً مهماً في ايراداتها، وبطبيعة الحال لن يتأتى ذلك في ظل أن ما تنفقه السلطة الفلسطينية على الصحة لا يتجاوز ثلث ما تنفقه على الأجهزة الأمنية.

المؤكد أن الكوادر الطبية الفلسطينية التي أبدعت في دول العالم المختلفة لن تبخل على شعبها بخبرتها وتجربتها للمساعدة في النهوض بالواقع الصحي في فلسطين، وهذا يتطلب منا توفير البيئة الحاضنة والجاذبة لهم لا أن نتفنن في خلق بيئة منفرة لهم، حتى وإن جاءت مساعدتهم على طريقة الطبيب السوري البارع "سمير كزكز" أخصائي جراحة المخ والأعصاب الذي إعتاد الحضور إلى غزة لإجراء العديد من العمليات المعقدة في مجال تخصصه دون أن يكلف السلطة الفلسطينية شيئاً، فهو من جانب يجري عمليات لمرضى الكثير منها كانت بحاجة إلى التحويل للعلاج بالخارج ومن جهة ثانية تكتسب طواقمنا البشرية الشابة الخبرة والمعرفة منه.

لا شك أن جائحة كورونا التي تهز العالم بعنف ستدفع الجميع لإعادة التفكير في الحاضر والمستقبل بطريقة مغايرة، وأن ما بعد كورونا لن يكون بأي حال من الأحوال كما قبلها، ومن المفيد لنا أيضاً أن نعيد التفكير بطريقة مغايرة وأن نشرع في ترتيب أولوياتنا بمنهجية بعيداً عن الاجتهاد الفردي، ومن المفيد أن نبدأ بإستعادة ثقة المجتمع بطواقمه الطبية وانصافهم لنضعهم في مكانة تليق بعطائهم.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق