اليوم الاحد 24 نوفمبر 2024م
تطورات اليوم الـ 415 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية «أونروا»: محاولات إدخال الدقيق لغزة تُجابه بعقبات كبيرةالكوفية لبنان.. "إسرائيل" تواصل عدوانها لليوم الـ 63الكوفية الدفاع المدني محذراً: النازحون أمام مخاطر كبيرة بفعل مياه الأمطارالكوفية إصابة 11 عسكريا إسرائيليا في معارك غزة ولبنانالكوفية قصف مدفعي إسرائيلي على حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزةالكوفية صفارات الإنذار تدوي في صفد وبلدات في الجليل الأعلى عقب رصد إطلاق صواريخالكوفية تأثير المنخفض الجوي على النازحين في دير البلحالكوفية النازحون.. هروب من جحيم القصف إلى مأساة الغرقالكوفية بوريل: الدول الموقعة على اتفاقية روما ملزمة باعتقال نتنياهوالكوفية الاحتلال يهاجم طلبة مدارس الخضر جنوب بيت لحمالكوفية مسؤولون إسرائيليون : ترامب القادر على اقناع نتنياهو بإنهاء حرب غزةالكوفية جيش الاحتلال: رصد إطلاق عدة صواريخ من لبنان نحو تل أبيبالكوفية نتنياهو يطلب تأجيل شهادته أمام المحكمة في ملفات الفساد بذريعة مذكرات الاعتقال الدوليةالكوفية 35 شهيدًا و94 جريحًا في 4 مجازر إسرائيلية بغزةالكوفية عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصىالكوفية قصف جوي إسرائيلي في محيط مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزةالكوفية الدفاع المدني يُحصي خسائر بقيمة مليون و300 ألف دولار جراء الحرب على غزةالكوفية الإعلام الحكومي: الاحتلال يستهدف المنظومة الصحية بغزة بشكل مخططالكوفية القناة 12 الإسرائيلية: إطلاق أكثر من 100 صاروخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل منذ ساعات الصباحالكوفية

بعد الوباء.. هل يعيد العرب الاعتبار للعلم؟

16:16 - 25 مارس - 2020
أكرم عطا الله
الكوفية:

لا أحد يعرف متى سينتهي هذا الوباء الذي حل فجأة؟.. عيون الشعوب الخائفة تتجه نحو مختبرات العلم التي كانت هامشية بالنسبة للرأي العام، تتحول دفعة بسبب الفايروس الى المنقذ الوحيد للبشرية، فاختراع العلاج هو أقصى طموح الآن بعد أن تواضعت طموحات البشر، حيث يقف الجميع بنفس القلق وتقف السلطات السياسية عاجزة عن القول سوى خطابات الأمل أو المفعمة بلغة إنسانية بسيطة تلاشت سابقاً وسط غابة السياسة، فزعيمة أقوى اقتصاد أوروبي أنجيلا ميركل توجه شكرها العظيم للعمال الذين يرتبون الأشياء على رفوف المتاجر.

وقد تحول هؤلاء الى أبرز أعمدة الدولة، فلا قيمة للأشياء الأخرى أثناء الحظر، وحين يعود الإنسان إلى الدرجات الأولى من “هرم ماسلو” تتغير كل الأشياء وتقف القوة في ذروة ضعفها، وتتغير الأولويات مصاحبة معها تغييرا سيبقى جزء كبير منه ثابتاً، وستنهار مفاهيم قديمة وتتولد أخرى من تجربة هي الأقسى ربما من كل تجارب الحروب.

الأطباء والممرضون تراجع دورهم كثيراً في ظل التطور الاقتصادي والتكنولوجي، يقفون الآن كجيش الخلاص يتصدرون المشهد في الصفوف الأمامية كما ضباط المعارك، كثير منهم أصيب جسدياً ونفسياً والبعض ربما سيعيش بقية عمره متأثراً بجراحه الغائرة، الآن اكتشفنا كم هم مهمون، واكتشفنا أن لقب ملائكة الرحمة الذي أطلق على الممرضين والممرضات لأنهم كذلك.

هذا هو الدرس الأول للوباء والذين هم امتداد للعلم الحقيقي، علم الأنسنة والبشر والحياة وليس علم المال وجشع السلطة.. ولأن البشرية لم تتعرض لوباء بهذا المستوى منذ حوالي قرن فقد أحدث تراجع التهديد الصحي وتطور الاستعمار وحركة المال وقوننة الصحة وتطور المستشفيات والاستقرار الصحي وتراجع تهديداته أحدث تراجعا في قيمة ودور العلماء والمختبرات العلمية والأطباء والممرضين، وقد ترافق ذلك مع ثقافة رأس المال وعصر التشيئة وتراجع قيمة الإنسان أمام المال والنفط والأرقام، حيث تسخر الجيوش ويموت البشر مقابل إحتكار الغاز أو النفط.

على صعيد العالم بدأت نذر ما يمكن قراءته للكثير من التحولات، ولكن المنطقة العربية، والتي ربما تعتبر الأفقر علمياً، تقف بلا حول ولا قوة لو انتشر فيها الوباء ستكون النتائج فظيعة، ولا أحد يعرف اذا كان هناك امكانيات لتشخيص الحالات، وبالتالي إذا ما كانت الأرقام التي تصدر هي أرقام دقيقة أم لا، لكنه أيضاً يقف تائهاً أمام المدارس الثلاثة التي أسرعت لإعطاء تفسير للفيروس.

المدرسة الدينية التي اعتبرت أن هذا غضب من الله جاء ليعيد البشرية الى صوابها الذي فقدته نتاج الابتعاد عن الدين، والمدرسة السياسية التي قال جزء كبير منها أن هذا الفيروس هو مؤامرة وجزء من الحرب البيولوجية، تمثل ذلك في الاتهامات المتبادلة بين الصين والولايات المتحدة، ترامب أطلق عليه “الفيروس الصيني” أما الناطق باسم الخارجية الصينية فقال إن الجنود الأمريكان حملوه الى يوهان، والمدرسة الثالثة هي المدرسة العلمية التي تتحدث باقتضاب علمياً، وتلاحق الزمن لاكتشاف الترياق في معاملها.

المحزن أن المنطقة العربية لا تجد نفسها جزءًا حتى من أية مدرسة، فلو تنكرت للعلم وأعطت تفسير الدين فهذا لن يقدم حلاً عاجلاً، بل ربما سيطال سلطتها كما حصل بعد الطاعون، حيث حاولت الكنيسة خداع الناس بالحل وما أن انتهى المرض الذي قضى على ثلثي القارة حتى أخذ معه سلطة الكنيسة، وبالتالي فإن خشية العرب على السلطة السياسية تجعلهم يبتعدون عن هذا التفسير، وإن كانت الأسئلة الكبرى ستكون مطروحة بعد انتهاء المرض لحظة أن وقف الجميع عاريا.

أما تفسير مدرسة السياسة والمؤامرة فالولايات المتحدة جزء من المتهمين، وإن لم تكن تلك المدرسة تستند على دلائل بل استمرار صراعات، ولكن الثقل العربي أقل كثيراً من أن يكون جزءًا من معركة اتهامات بين دول كبرى أحد متهميها هي الولايات المتحدة والبيت الأبيض، أما المدرسة العلمية فلم يكن ذلك جزءًا من أولويات بنية الدولة العربية الحديثة، فقد ذهبت الميزانيات نحو الأمن الداخلي، يتجسس على شعوبه والجيوش أمام أيه معركة على حساب التعليم والصحة التي تبدو في حالة بدائية قياساً بمستشفيات العالم التي يطير غليها الزعماء العرب حين الحاجة، وهو أيضاً ما يجعل امرأة عنصرية مثل ماري لوبان تقول: علينا منعهم من دخول مستشفياتنا لأنهم يديرون بلادهم من ستة عقود ولم يبنوا نظاماً صحياً يثقون به ويتعالجون فيه.

وأمام حالة الصمت العربية وحيادها أمام مدارس النقاش الفكري والعلمي بات الأمر يستحق إعادة النظر بأولويات البناء والعلم – المختبرات العلمية التي تعتبر في أحسن حالاتها مؤسسات شكلية، وأن أرقام البحث العلمي في الموازنات العربية لا تكاد تذكر، هناك دول عربية فقيرة وهناك دول ثرية ويمكن لأمر إنشاء مراكز بحث علمي عربية جماعية أن يكون مقبولاً رغم حالة الانقسام والتشتت العربي، وهذا منوط بالجامعة العربية، لدينا من الكفاءات ما يمكن أن تضاهي العالم علما، ولكن ليس لدينا بنى تحتية ومختبرات جدية ولا موازنات ولا اهتمام، فهل سيكون ذلك واحدا من التغيرات التي سيحدثها الوباء؟؟

كلمات مفتاحية
كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق