- جيش الاحتلال: رصد إطلاق عدة صواريخ من لبنان نحو تل أبيب
غزة - عمرو طبش: عندما تنطق الجدران بآلام المعاناة قبل أن يرويها أصحابها، وترسم صورة القهر والألم قبل أن يصفها أهلها، مرضٌ وفقرٌ اجتمعا في بيت يشكو مرارة العيش وصعوبة الحياة.
داخل منزل متهالك ومهدد بالسقوط جدرانه متأكلة، وسقفه لا تتحمل العينان النظر إليه، يقطن أكثر من 30 فردا من عائلة اربيع في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة في بيتهم المأساوي الذي لا يقيهم برداً ولا حراً، فعندما تنظر إلى بيتهم تتقشعر الأبدان وتنبهر الأنظار.
لا تجد أدنى متطلبات الحياة
أسرة الحاجة فاطمة اربيع "58 عاما"، تعيش كغيرها من العائلات في فقر شديد، فعندما تدخل إلى بيتهم تصدم من هول المفاجأة، ومن حجم المشاهد الصعبة، التي يعبر عن مدى مأساة هذه العائلة الفقيرة، التي لا تجد أدنى متطلبات الحياة.
تروي الحاجة فاطمة تفاصيل قصة معاناتها لـ"الكوفية" أنها سمعت في إحدى الليالي القاسية التي مرت عليهم صوت صراخ أحفادها يأتي من الطابق الأرضي للمنزل، فعرعت مسرعة هي وأسرتها لمعرفة ماذا حدث، "أنا اول ما سمعت الصوت فكرت الأطفال ماسكاهم الكهرباء فتفاجئنا انه حجارة سقف المنزل متساقطة عليهم وهم نائمين".
وتواصل أن أبناءها قاموا بانتشال الأطفال من المكان ونقل بعضهم إلى المشفى لإصابتهم بجروح متوسطة بعد سقوط بعض الحجارة من سقف المنزل.
تحرم العائلة من توفير الطعام في كثير من الأحيان
وتضيف، "هذا البيت تم بناؤ قبل ما أتزوج منذ أربعين عاما، وكان أيام زمان خير وبنينا طابق حتى ولادي يسكنوا فيه، ولكن الوضع تدهور عنا لدرجة في بعض الاحيان الاكل ما بيكون عنا بالبيت".
وتتابع اربيع أن وضع منزلهم صعب للغاية، السقف متآكل وفي كل يوم تسقط الحجارة عليهم، والجدران ركيكة ومتوقعة في أي وقت بأن تسقط عليهم جيمعا وتقضى على أكثر من 30 شخصا يعيش داخل المنزل.
لا يقدم لهم أحد المساعدات
وتشير إلى أن وضعهم الاقتصادي في غاية الصعوبة ولا يوجد لديهم دخل ولا يقدم لهم أحد المساعدات غير كابونة أسبوعية تحتوي على مولة صغيرة لا تكفي العائلة بأكملها.
وتتابع أنها تعتبر فصل الشتاء من أخطر الفصول عليهم بسبب البرد القارس التي يعيش معهم داخل المنزل طوال الفترة، مبينا أنه قام من أحد الجيران بتبرع مجموعة من الستائر المستخدمة لوضعها على الجدارن لتخفف البارد الذي يلتف على أجسادهم وهم نائمين.
وتوضح اربيع أن يقطن داخل المنزل المتهالك ٣٢ شخصا، لديها ٦ أبناء متزوجين ويعيشون فيه، مشيرا أن ابنها الأكبر مصاب بمرض الفشل الكلوي، والاخر مصاب بغضروف في العمود الفقري وأتار يده متقطعة، أما أحفادها فمنهم مصاب بفقر الدم ويحتاج الى تغيير دم، أما الاخر يعاني من صعوبة في التعلم، وهناك اخرون يعانون من أمراض مزمنة.
نظرة بعين الرحمة لهم.. فهل يستجيب المسؤولون
وتقول أن أبناءها الأصحاء كل يوم يبحثون عن عمل ليقوم بمساعدتنا ولكن بحثهم لم يجدِ نفعا، وفي بعض الأحيان إن وجدوا فتكون أجرتهم قليلة لا تتعدى الـ 4 دولارات في اليوم الواحد.
وتبين أن عددا من المؤسسات الخيرية قاموا بتصوير منزلهم ووضعهم المأساوي لتقدم المساعدة لهم ولكن بعد التصوير لم يروا شيئا ولا أحد قدم لهم أي مساعدة.
وتطالب المسؤولين وأصحاب القرار والمؤسسات الخيرية بالوقوف عن مسؤولياتهم والنظر اليهم بعين الرحمة وانقاذ وضع منزلهم المأساوي الذي يكاد في أي لحظة بأن يسقط عليهم ويقتلهم جميعا.