- قصف مدفعي إسرائيلي على حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة
- صفارات الإنذار تدوي في صفد وبلدات في الجليل الأعلى عقب رصد إطلاق صواريخ
بمقتل قاسم سليماني تكون واشنطن قررت انهاء الاتفاق غير المكتوب مع طهران بشأن الوضع في العراق والذي تم قبيل احتلال العراق عام 2003 والذي يعطي ايران النفوذ السياسي في ادارة الدولة العراقية بالاتفاق معها وتحديدا الخارجية والمخابرات المركزية، بموجب هذا الاتفاق سيطرت طهران ومليشياتها العسكرية واحزابها على العراق واوكلت مهمة تقاسم ادارة العراق «المحتل ايرانيا – واميركيا» الى قاسم سليماني.
سليماني بدأ علاقاته مع واشنطن من «تحت الطاولة بعلم المرشد خامنئي «مبكرا وتحديدا في عام 1998 وكان متعاونا معها في رصد وتقدير الموقف في افغانستان وتحديدا وضع تنظيم طالبان بحكم انه خبير فيها، واستمر قاسم سليماني منذ ذلك التاريخ شريكا استراتيجيا في التفاهم مع واشنطن ليس في العراق فحسب بل في كل الملفات الحساسة في المنطقة، فقد كان عنصرا ضروريا في دعم نظرية «الفوضي الخلاقة» التي تأسست على «هلاك الدولة العراقية» والتي انتجت بعد عام 2003 عناصر اخرى لادامة تلك الفوضى والذي كان سليماني مشرفا عليها وإن بدا في مشاهد كثيرة في تعارض او تناقض معها، كان سليماني قد استدرج ابو مصعب الزرقاوي الى العراق، وكان وراء كل الفضائع التي ارتكبها.
وبحسابات امنية وطائفية وكان عاملا اساسيا في القضاء عليه والخلاص منه عام 2006 ، واشرف سليماني بالاتفاق مع واشنطن على إعادة إنتاج القاعدة مرة ثانية في العراق والإقليم عام 2010 تحت مسمى «داعش»، وبذات الاتفاق استمر بدعم الفوضى بسوريا وليبيا واليمن تحت شعار «الربيع العربي».
اعتقد أن واشنطن وبعد 17 عاما اكتشفت أن نظرية «الفوضى الخلاقة» التي ابتدأت من العراق لم تعد قابلة للاستمرار وان ادواتها التي استخدمتها في السابق لم تعد قادرة على فعل شيء جديد، والسؤال هنا ماهو المستجد وما هو الجديد؟
في محاولة الجواب أقول أن المستجد يتمثل بأن العراق بدا يخرج من السيطرة الايرانية إلى حد كبير وتحديدا بعد الثورة الشعبية التي اجتاحت وتجتاح بغداد والمدن الاخرى منذ ثلاثة شهور، وهو ما شجع واشنطن لانهاء التعاقد مع طهران والبدء بتحويل العراق الى «رقعة اميركية» خالصة.
أما في محاولة الجواب أقول أن تقييم واشنطن الامني هو ان «الثعلب الايراني» غير قادر على حفظ «العهد» وقد أظهر ذلك في نقطتين وهما:
اولا: عدم المس بامن اميركا وتوابعها في العراق والاقليم.
ثانيا: عدم المس باسرائيل وامنها من سوريا ولبنان.
أعتقد أن واشنطن باتت بحاجة الى اتفاق جديد وللخلاص من كل عناصر المعادلة الماضية.