اليوم السبت 04 مايو 2024م
عاجل
  • إصابة شاب بقصف مدفعية الاحتلال أثناء جمعه الحطب شرق مخيم المغازي وسط القطاع
إصابة حرجة برصاص الاحتلال في ضاحية شويكة بمدينة طولكرمالكوفية بث مباشر|| تطورات اليوم الـ 211 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية إصابة شاب بقصف مدفعية الاحتلال أثناء جمعه الحطب شرق مخيم المغازي وسط القطاعالكوفية آليات الاحتلال تطلق نيرانها في محيط شارع 10 جنوب مدينة غزةالكوفية الصحة: الاحتلال ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في غزة راح ضحيتها 32 شهيدا و41 مصاباالكوفية ارتفاع عدد الشهداء برصاص قوات الاحتلال في بلدة دير الغصون شمالي طولكرم إلى 6الكوفية طائرات الاحتلال تقصف مسجدا في بلدة الفخاري شرق خان يونس جنوب القطاعالكوفية العجرمي: تعيينات قيادات جيش الاحتلال الجديدة هدفها تنصل المستوى السياسي من فشل السابع من أكتوبرالكوفية زكارنة: حكومة الاحتلال تسعى إلى إفشال المقترح المصريالكوفية 3 شهداء بينهم طفلان في قصف الاحتلال منزلا شرقي رفحالكوفية إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال بيتا جنوب نابلسالكوفية مدفعية الاحتلال تستهدف الأطراف الشرقية لحي الزيتون شرقي غزةالكوفية هيئة الأسرى: الاحتلال يستغل أمراض معتقلي الرملة لممارسة إجراءات خطيرة بحقهمالكوفية الهلال الأحمر: 6 إصابات بالاختناق خلال المواجهات المندلعة مع قوات الاحتلال في بلدة بيتا جنوب نابلسالكوفية إعلام الاحتلال: اغتيال 5 شبان بعملية للجيش في بلدة دير الغصون شمالي طولكرمالكوفية الرئيس الكولومبي: قاطعنا دولة الاحتلال لايمكننا الوقوف بجانب الإبادة الجماعيةالكوفية الدفاع المدني ينتشل 5 شهداء جراء استهداف الاحتلال منزل يعود لعائلة "الحوراني" في شمال القطاعالكوفية مصادر محلية: إطلاق نار يستهدف آليات الاحتلال على الشارع الشرقي في بلدة شويكة قرب طولكرمالكوفية إصابات جراء قصف الاحتلال استهدف مسجد الفاروق في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزةالكوفية «أونروا»: أطفال غزة يعانون مستويات توتر مدمرةالكوفية

خاص|| جنين "الصمود"... كل شبر فيها مقاوم (الحلقة السادسة)

14:14 - 31 يوليو - 2019
الكوفية:

كتب رامز صبحي: تقع مدينة جنين في شمال الضفة الغربية المحتلة، وتبعد عن القدس مسافة 75 كيلومترا إلى الشمال، وتطل على غور الأردن من ناحية الشرق، ومرج بن عامر إلى جهة الشمال إلى جبال نابلس ، وهو الطريق الداخلي الوحيد الذي يربط شمال فلسطين بجنوبها.

وتعد مدينة "المقاومة" جنين، واحدة من أكبر المدن الفلسطينية، حيث تصل مساحة المدينة وحدها إلى 21,000 دونم، مما يجعلها خامس أكبر مدينة فلسطينية في الضفة الغربية بعد مدن الخليل ونابلس و طولكرم و يطا، ويتبع المدينة مخيم جنين الذي يقع غربها ويسكنه 16,000 لاجئ، وترتفع المدينة عن سطح البحر بمعدل 175 مترًا.

جغرافيا المدينة وقربها من الداخل الفلسطيني المحتل، كان عاملًا مساعدًا في تأجيج المقاومة وتسهيل مهماتها، وكذلك وجود جيل شاب في جنين تربى في بيوت الفدائيين الذين كان لهم رمزيتهم في الانتفاضة الثانية، وفي التقرير التالي نستعرض أبرز عمليات المقاومة الفلسطينية في مدينة كل شبر فيها مقاوم، كغيرها من المدن الفلسطينية.

معركة تحرير جنين

تعتبر معركة جنين الأولى، والتي جرت بين الثاني والرابع من حزيران عام 1948 في قطاع مدينة جنين الفلسطينية، وعمقها القروي من أكثر المعارك تأثيرًا على مجريات الحرب في النصف الثاني من عام 1948، فلهذه المعركة الكثير من المدلولات التكتيكية والاستراتيجية والعديد من الانعكاسات القريبة والطويلة المدى على سير المعارك وعلى معنويات الشعب الفلسطيني وصموده في هذا القطاع المهم من جبهات القتال.

البداية

أعلنت بريطانيا، في الخامس عشر من مايو عام 1948، إنهاء الانتداب وعزمها على مغادرة فلسطين،  لتبدأ "العصابات الصهيونية"، الاستعداد للاستيلاء على المدن والقرى الفلسطينية، والذي دفع الفلسطينيون إلى شراء السلاح من الأردن وسوريا ومصر والعراق للدفاع عن أنفسهم وبلدانهم، حيث شكلت فصائل ومجموعات من المناضلين للمشاركة في الدفاع عن المنطقة، حتى  تدخل الجيوش العربية إلى فلسطين.

وقبل بدء أنسحاب القوات البريطانية، بدأت العصابات الصهيونية تستولي على طرق المواصلات، وتغير على المدن والقرى وتستولي عليها وتشرد أهلها، وفي السادس عشر من مايو، بدأت "العصابات" الاستعداد للزحف على جنين، وقاموا بمهاجمة القرى الواقعة شمالها واحتلوها.

وبلغ عدد "العصابات" المهاجمة نحو 4000 إسرائيلي انتظموا في أربع فرق، ثلاث منها، قامت بالهجوم بشكل فعلي، أما الرابعة فقد انحصر نشاطها في أعمال التمويه والإمداد.

القوات العربية تشارك في معركة جنين

تدخلت القوات العربية، للدفاع عن مدينة جنين، حيث تكونت من 250 جنديًا عراقيًا ينتمون إلى سريتين الأولى سرية مشاة بقيادة نوح عبد الله الحلبي، وسرية مدرعات بقيادة الضابط محسن الأعظمي، إلى جانب قوات أردنية ومقاومين فلسطينيين.

حشدت العصابات الإسرائيلية، قوات ضخمة في منطقة العفولة على بعد 12 كم شمال جنين، وانطلقت منها لتحتل قرية الجلمة وصندلة، وتقدمت صوب مدينة جنين في اتجاهات ثلاثة: الجناح الأيمن عن طريق وادي برقين إلى الغرب من جنين، والأيسر من ناحية عربونه والمزار، وفيما كان هؤلاء يزحفون نحو المرتفعات المحيطة بالمدينة ويحتلونها، جاءت كتيبة من الوسط وكانت في القلب عن طريق العام، وتوقفت عند جسر خروبة.

بدء القتال

بدأ القتال عندما حاولت الكتيبة الإسرائيلية الاستيلاء على جسر خروبة،فصمد حراس الجسر من العراقيين، واستطاعت الحامية العراقية بقيادة الركن نوح عبد الله التي كانت قد وصلت جنين في 28 مايو وعدد أفرادها 180، واتخذت من "القلعة" مركزًا لقيادتها من تأخير الزحف أكثر من ساعة، استشهد خلالها تسعة عشر جندياً منهم، وانسحب الباقون إلى القلعة.

 وانطلقت الكتيبة الإسرائيلية، إلى قلب المدينة تحتل منازلها وتركز هجومها على القلعة، وكان كثير من تلك العصابات يرتدون الأزياء والملابس العربية والعسكرية منها والمدنية، لتضليل أهل القرى والقيادة العسكرية العراقية، واستمر القتال من الساعة الواحدة بعد منتصف الليل حتى السادسة صباحاً واحتل اليهود معظم أحياء المدينة، وكانت خطة الرئيس نوح داخل القلعة، الدفاع عن المركز وصد الهجوم المتواصل، والمحافظة على أرواح الأهالي الذين لجأوا إلى المركز، وطلب النجدات من القيادة العراقية في نابلس، ولما امتدت ساعات القتال، وأخذت الذخيرة تنفد، ألح في طلب النجدة حتى تحرك فوج عراقي نحو جنين، أما المناضلون الفلسطينيون فقد استبسلوا في الدفاع عن المدينة، وقاتلوا من شارع إلى شارع، ومن بيت إلى بيت، وانهمك سكان القرى باستقرار النجدات من جميع القرى لتنجد حامية المدينة. فشاغلت قوات العدو ساعتين، وأرغمها على تخفيف ضغطها عن المركز، مما أدى إلى سقوط عشرات من المقاتلين، وفي الوقت الذي توالت فيه النجدات للعصابات الإسرائيلية من العفولة، وصل الفوج العراقي يقوده العقيد صالح زكي والمقدم عمر علي إلى مفرق قباطية عند بئر جنزور على بعد ثلاثة كيلومترات من جنين، وراح العراقيون يقصفون مواقع العصابات الإسرائيلية بنيران مدافعهم، التي أخذت تمهد لعمليات الزحف، وتقدمت القوات العراقية نحو المرتفعات الشرقية والغربية. وارتفعت معنويات الفدائيين، وانطلقوا إلى أوكار العصابات في وسط المدينة، يقاتلونهم في ساحات مكشوفة، يرغمونهم على الخروج والفرار.

 واحتل العراقيون سفوح جبال برقون، واشتبكوا بالسلاح الأبيض مع العصابات الإسرائيلية، وفي الساعة الثالثة والنصف من صباح الجمعة الرابع من حزيران/ يونيو بدأت العصابات الصهيونية في الإنسحاب ، وأخذ المناضلون يطهرون المدينة بيتاً بيتاً من الأعداء، وقبل صلاة الجمعة كانت المدينة كلها قد طهرت.

 وقد غنم الجيش العراقي في هذه المعركة حوالي 300 بندقية من طرازات مختلفة وعشرة مدافع هاون وعشرين رشاشاً وأربعة أجهزة لاسلكية، وقدرت خسائر القوات الإسرائيلية ب-300 بين قتيل وجريح، في حين قدرت الخسائر العربية بنحو 100 من العسكريين "عراقيين وفلسطينيين وأردنيين" ونحو خمسين مدنيًا.

وقبل انسحاب الجيش العراقي من جنين، أقام بالتعاون مع بلدية جنين، نصبًا تذكاريًا وسط المدينة، تذكارًا لشهداء جنين وقراها.

معركة اجتياح مخيم جنين

جاءت معركة تحرير مدينة جنين، في عام 1948 كأول مدينة يتم تحريرها من "العصابات الإسرائيلية"، لترسخ في وجدان أهالي المدينة ثقافة المقاومة المسلحة والتصدي لقوات الاحتلال، وفي عام 2002، صمد مخيم جنين، بكل مناضليه ودافع عن أرضه، وكسر أنف قادة الاحتلال، حيث شكلت معركة مخيم جنين نموذجًا يتباهى به الفلسطينيون في الوحدة الميدانية بين فصائل المقاومة والقيادة المشتركة لمواجهة باسلة، مرغت أنف الاحتلال بالتراب، في بقعة صغيرة لا تتجاوز كيلومتر مربع، قاتلت لأحد عشر يوماً منذ 1 ابريل 2002، لم تتمكن بعدها قوات الاحتلال من دخول المخيم، إلا بعد أن أخذت قرارا بهدمه وتحويله لأنقاض.

200 مقاوم يلقنون الاحتلال درسًا

هي معركة ضارية دارت في أزقة المخيم، خلال فترة الانتفاضة الثانية منذ 1 بريل 2002 حتى 15 أبريل من العام نفسه،  بين 200 من المقاومين المسلحين بأسلحة خفيفة مقابل كتيبة عسكرية إسرائيلية مجهزة بالدبابات وطائرات الأباتشي.

وقد اقتحم جيش الاحتلال مخيم جنين ضمن خطة حكومة آرائيل شارون لاجتياح الضفة الغربية فيما سمي بعملية "السور الواقي" الشهيرة، والتي تم الاعداد والتدريب من أجلها بحسب اعترافات رئيس الأركان لجيش الاحتلال الاسرائيلي "موشي يعلون" منذ زمن تحسبا لأي عمليات فدائية فلسطينية مستقبلية، حيث هدفت العملية الإسرائيلية للقضاء على المجموعات الفلسطينية المقاومة، إلا أن وقوع عملية فندق نتانيا الفدائية، عجلت من تنفيذها،واستمرت عملية الاجتياح خمسة عشر يومًا.

وتصدى 200 مقاومًا مسلحًا يمتلكون بنادق كلاشنكوف وبنادق أم 16، وبعض الألغام والعبوات الناسفة محلية الصنع وقاذف أر بي جي واحد، لجيش الاحتلال الذي حشد 5000 جنديًا و 400 دبابة و 125 جرافة D9 و50 طائرة مقاتلة، واقتحمت الدبابات الإسرائيلية المخيم، ودار قتال عنيف بين المقاومين وجيش الاحتلال وفي أول يوم تم إعطاب 3 دبابات (إثنتان ميركافا وواحدة تي-72) وقتل 4 جنود وجرح 16، فانسحب جيش الاحتلال من المخيم وبعد 48 ساعة توغل جيش الاحتلال في أطراف المخيم وبدأت المعركة من جديد ودارت اشتباكات عنيفة وشرسة.

مقتل 50 جنديًا إسرائيليًا

قام المقاومون الفلسطينيون بتفخيخ مداخل المخيم الصامد بالعبوات الناسفة مما أدى إلى إعطاب عددٍ من الدبابات الإسرائيلية وصمد المخيم على هذا الحال 15 يوم، إلى أن انتهت المعركة أما الخسائر من ناحية الاحتلال، فقد قتل 50 جندياً وجرح 142 وتم عطب 30 دبابة لجيش الاحتلال، أما الفلسطينيون فقد استشهد 58 مقاتلاً فلسطينياً واستشهد 47 مدنياً من سكان المخيم وجرح 300 ودمر المخيم بأكمله بسبب القصف الجوي والمدفعي العنيف.

اشتباك مسلح في برقين

في السابع من فبراير عام 2018، اجتاحت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مدينة جنين، بحث عن المقاوم أحمد نصر جرار الذي قتل حاخامًا من مستوطنة (جلعاد)، يدعى «ريئيل شباح»، في عملية نوعية على طريق تل–صرة قرب مدينة نابلس الواقعة شمال الضفة الغربية.

واقتحمت قوات الاحتلال حي الهدف بجنين، ترافقها جرافات وآليات ثقيلة وبإسناد طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، في محاولة لاعتقال ما زعمت أنها الخلية المنفذة لعملية نابلس.

 ووقع اشتباك مسلح بين مقاومين فلسطينيين مع القوات الخاصة الإسرائيلية في مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، أسفرت عن استشهاد المقاوم أحمد جرار، وإصابة أخر بجراح حرجة، كما أصيب جنديين إسرائيليين أحدهما وصفت جراحه بالخطيرة جدا، فيما فرض الاحتلال حظرا للنشر على تفاصيل العملية ونتائجها.

ما سبق كان رصد لثلاث من أبرز عمليات المقاومة الفلسطينية في مدينة جنين، الأولى تجلت فيها المشاركة العربية في الدفاع عن أرض فلسطين، بينما تجلت في الثانية الوحدة الفلسطينية بين الفصائل للدفاع عن مخيم جنين، وجاءت الثالثة لتؤكد أن المقاومة مستمرة في مدينة كل شبر فيها مقاوم كغيرها من المدن الفلسطينية.

في الحلقة القادمة نستعرض أبرز العمليات الفدائية بمدينة فلسطينية جديدة كل شبر فيها مقاوم.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق