القدس المحتلة – قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن أصوات الصمود الفلسطيني تتعالى فوق أنقاض الدمار الإسرائيلي الذي يحاول طمس معالم هويتنا الوطنية. مؤكداً أن الاحتلال يستهدف بشكل واضح حق اطفالنا بالتعليم وبناء مستقبلهم، في عدوان همجي صارخ على ركائز مجتمعنا الفلسطيني الذي يسعى لنيل حريته وتجسيد حقه الطبيعي بتقرير مصيره.
وأوضح القيادي الفتحاوي أن أطفال غزة يُجبرون اليوم على تلقي تعليمهم في أماكن مفتوحة، بما في ذلك المقابر، بعد أن دمّر الاحتلال مدارسهم. ففي خان يونس وحدها، كمثال، دمّر الاحتلال أكثر من 92% من المدارس، وفقًا للتقارير الدولية. مضيفاً ان أطفالنا هناك يحاولون مواصلة تعليمهم بين القبور، وسط البرد القارس وخطر القصف الإسرائيلي الهمجي المستمر، في ظروف قاسية تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، مثل الأمان والمياه النظيفة والخدمات الصحية. لافتاً إلى ان هذا المشهد المؤلم يعكس بوضوح السياسة الإسرائيلية التي تهدف إلى كسر إرادة اجيال قادمة وسحق الأمل في نفوس الأطفال.
وأشار دلياني إلى أن "حرمان الأطفال من حقهم في التعليم هو استهداف جماعي لمستقبلنا الوطني. الاحتلال يدرك أن التعليم هو السلاح الأقوى ضد الظلم واليأس، لذلك يسعى لتدميره كجزء من منظومة الإبادة الجماعية التي تُمارس ضد شعبنا."
وفيما يتعلق بالآثار النفسية، أكد دلياني أن أطفال غزة يتحملون أعباءً نفسية هائلة، فهم يشاهدون بأعينهم أهوال الإبادة الجماعية الإسرائيلية من قتل لعائلاتهم ودفن أصدقائهم تحت الأنقاض. وأشار إلى تحذيرات الخبراء النفسيين من أن هذه الأجيال تواجه خطر الصدمات النفسية طويلة الأمد، بما في ذلك اضطرابات ما بعد الصدمة والاكتئاب والقلق الحاد.
ورغم هذه المعاناة، شدد المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح على أن أطفال فلسطين في غزة يواصلون ما يستطيعون من تعليم وهم يتحدون الموت والدمار، مما يجسد الروح الصامدة لشعبنا الفلسطيني. ودعا دلياني المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوضع حد لهذه الجرائم وإنشاء مناطق آمنة للتعليم ودعم الصحة النفسية للأطفال، مشيراً إلى أن تدمير المدارس واستهداف الأطفال نفسياً يمثلان انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.
واختتم دلياني تصريحه قائلاً: "أطفالنا صُنّاع مستقبل وطننا. صمودهم وسط هذه الظروف القاسية يجسد عزيمتنا الجماعية. فلسطين ستنهض، وشعبنا سيبقى. ودعمهم ليس إحساناً، بل واجباً أخلاقياً على الإنسانية جمعاء."