استمرار الوضع الإنساني الكارثي بقطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ نحو 9 أشهر في ظل عدم تنفيذ القرار الدولي القاضي بوقف إطلاق النار الذي أقره مجلس الأمن الدولي حيث ترفض حكومة الاحتلال تنفيذه وتمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة فارضة حصارها الغير مسبوق أدى إلى حدوث مجاعة حقيقية في إنحاء مختلفة من قطاع غزة.
بات المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة بحاجة ماسة إلى الرعاية الصحية، وخاصة في ظل عدم توفر المراكز الصحية في قطاع غزة وأن النقص الحاد في الأدوية والوقود يعيق عمليات إنقاذ الأرواح وأن الوصول الآمن والمستدام للمساعدات لا يمكن أن يتأخر أكثر من ذلك حيث يبدو واضحا انعدام الأمن، والعمليات العسكرية الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة لا تزال تشكل عائقا رئيسيا أمام العمليات الإنسانية.
استمرار انقطاع التيار الكهربائي بسبب نقص الوقود لا يزال يعرض حياة المرضى أصحاب الحالات الحرجة للخطر، ويشمل ذلك الأطفال حديثي الولادة، ومرضى غسيل الكلى، وأولئك الذين يرقدون في أقسام العناية المركزة بالمستشفيات كما يعيق نقص الوقود الجهود المبذولة للاستجابة لأزمة المياه والصرف الصحي والنظافة في جميع أنحاء القطاع، بحسب ما ذكره مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، وأن إنتاج المياه من الآبار الجوفية التي تعد المصدر الرئيس لإمدادات المياه في غزة قد تقلص بنسبة تزيد عن 50 في المائة، من 35,000 متر مكعب يوميا إلى 15,000 متر مكعب فقط .
ما يجري هو استمرار للمجاعة والقصف وأن وقف الحرب والإبادة وتقديم المزيد من الدعم الإنساني والنظر في حل سياسي من الأمور الأكثر إلحاحا بالوقت الراهن بينما تواصل قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة، متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقف الحرب فورا وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح جنوب القطاع واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري.
وقد حزرت العديد من المؤسسات الدولية العاملة من مجاعة تضرب كل إنحاء القطاع الذي يشهد عدوانا إسرائيليا مستمرا منذ نحو 9 أشهر وأن الناس بدئوا يعانون من المجاعة في المنطقة الوسطى وفي الجنوب والشمال أيضا حيث تؤكد كل المؤشرات إن قطاع غزة سوف يصل قريبا إلى مرحلة لن يجد السكان فيها شيئا يأكلونه، إذا ظل معبر رفح المصدر الرئيسي للإمدادات الغذائية مغلقا وأن الإمدادات الغذائية القليلة الموجودة في غزة لا يمكن أن تستمر إلى الأبد ولذلك لا بد من الاستجابة الإنسانية كون المجاعة وصلت إلى حد لا يمكن استيعابه نتيجة عدم تدفق المواد الغذائية ونقص الإمدادات حيث تواجه المنظمات الإنسانية العاملة تحديات التنسيق، وأنه مع استمرار تزايد الاحتياجات في القطاع تتضاءل قدرة العاملين في المجال الإنساني على تقديم الخدمة للمواطنين النازحين .
الاحتلال يرتكب جرائم حرب هي سابقة في تاريخ البشرية ولا مثيل لها في وحشيتها وإجرامها ومن ضمنها سياسة التجويع والحصار وترك أبناء الشعب الفلسطيني يواجهون مصير الموت الحتمي جوعا وإجبارهم عن ترك أراضيهم وترحيلهم من جديد، وأن هذه الجرائم تؤكد تواطؤ قوى عالمية تدعم وتحمي الاحتلال وهي سبب تمرده على القانون الدولي الإنساني، ما يتطلب التحرك لوقف هذه الجرائم ومحاسبة مرتكبيها ومن يمولهم ومن يتستر عليهم وإجبار كيان الاحتلال بالتوقف الفوري عن استخدام سلاح التجويع كعقاب جماعي بداخل قطاع غزة.