رام الله: هدد الرئيس السابق لجهاز الموساد، يوسي كوهين، المدعية العامة السابقة للمحكمة الجنائية الدولية، فاتو بنسودا، لثنيها عن التحقيق في جرائم حرب إسرائيلية وجرائم ضد الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وكشف غير مصدر، عن أن كوهين كان بمثابة "المبعوث غير الرسمي" لنتنياهو، وأن "بنسودا أطلعت مجموعة صغيرة من كبار مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية على محاولات كوهين التأثير عليها، وسط مخاوف بشأن طبيعة سلوكه المستمرة والمهددة بشكل متزايد"؛ وأشارت إلى أن "ثلاثة مصادر على دراية بالتقارير الرسمية التي قدمتها بنسودا للمحكمة في هذا الشأن".
وأوضحت المصادر أن كوهين مارس ضغوطا على بنسودا في عدة مناسبات وصلت إلى حد تهديد أمنها وأمن عائلتها الشخصي، في محاولة لثنيها عن المضي قدما في تحقيق جنائي في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وقال كوهين لبنسودا: "عليك أن تساعدينا وتدعينا نعتني بكِ؛ أنت لا تريدين التورط في أمور يمكن أن تعرض أمنك أو أمن عائلتك للخطر"
كما أبدى الموساد اهتماما كبيرا بأفراد عائلة بنسودا، وحصل على نسخ تسجيلات سرية لزوجها، ثم حاول المسؤولون الإسرائيليون استخدام هذه المواد لتشويه سمعة المدعية العامة؛ وأفادت بأن ذلك كان جزءا من "حرب" سرية شنتها أحهزة الاستخبارات الإسرائيلية ضد المحكمة الجنائية الدولية على مدار أكثر من 10 أعوام.
ووفقا لخبراء قانونيين ومسؤولين سابقين في المحكمة الجنائية الدولية، فإن الجهود التي بذلها الموساد لتهديد بنسودا أو الضغط عليها يمكن أن ترقى إلى مستوى الجرائم ضد إدارة العدالة بموجب المادة 70 من نظام روما الأساسي، المعاهدة التي أنشأت المحكمة على أساسها.
وفي السياق، أكد مكتب المدعي العام الحالي للجنائية الدولية، كريم خان، تعرضه "لعدة أشكال من التهديدات والاتصالات التي يمكن اعتبارها محاولات للتأثير بشكل غير مبرر على أنشطته".