اليوم الثلاثاء 26 نوفمبر 2024م
سموتريتش يدعو إلى احتلال غزة وتهجير نصف سكانها خلال سنتينالكوفية تطورات اليوم الـ 417 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية "يونسكو" تعتمد قرارًا لدعم أنشطة "أونروا" التعليمية بفلسطينالكوفية الهلال الأحمر: أكثر من 10 آلاف خيمة غرقت في مواصي خان يونسالكوفية 11 شهيدا جراء غارات الاحتلال على مدينة غزةالكوفية "الكابينت" يعقد اجتماعًا بشأن الاتفاق المرتقب لوقف إطلاق النار في لبنانالكوفية وزيرة خارجية ألمانيا تلمّح لإمكانية اعتقال نتنياهوالكوفية الأورومتوسطي: مئات الآلاف بغزة بلا ملابس كافية مع دخول الشتاءالكوفية 400 اعتداء على قاطفي الزيتون بالضفة أكتوبر الماضيالكوفية تحذيرات من تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة بسبب الجوع والأمطارالكوفية قوات الاحتلال تواصل إغلاق معابر غزة لليوم الـ204 على التواليالكوفية قوات الاحتلال تعتقل 16 مواطناً من الضفةالكوفية الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه على لبنان لليوم الـ 65الكوفية دلياني: محاولات الاحتلال ربط نضالنا الوطني بمعاداة السامية خداع فكري لقمع دعاة الحرية والعدالةالكوفية بريطانيا تتعهد بتطبيق قرار "الجنائية الدولية" بحق نتنياهوالكوفية الاحتلال يعتقل شابا من مخيم بلاطة شرق نابلسالكوفية تطورات اليوم الـ 417 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية قوات الاحتلال تعتقل الطلاب المعتصمين داخل حرم جامعة بير زيتالكوفية قوات الاحتلال تقتحم جامعة بير زيت شمال رام اللهالكوفية اطلاق النار باتجاه قوات الاحتلال خلال اقتحام مخيم بلاطة شرق نابلسالكوفية

طرقات على الرأس الإسرائيلي

12:12 - 24 مايو - 2024
أكرم عطا الله
الكوفية:

ضربتان على الرأس تلقتهما إسرائيل هذا الأسبوع. الأولى من المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية يطلب فيها وضع اثنين من قادة إسرائيل في قفص الاتهام، والثانية من ثلاثة دول أوروبية هي إسبانيا وأيرلندا والنرويج تعلن اعترافها بالدولة الفلسطينية... ما أُعلن سواء من المدعي العام أو من تلك الدول هو مسار تاريخي طبيعي، فمن الطبيعي أن يُحاكَم مرتكبو الإبادة الجماعية، ومن الطبيعي أن يكون لأي شعب دولته الخاصة، فتلك من عاديّات الأشياء.

لكن غير الطبيعي هو تلك الهستيريا والذعر اللذان أصابا إسرائيل وهي ترد كمن لسعته أفعى يضرب بكل الاتجاهات على غير هدى، وتطلق نيران جنون التصريحات، تهاجم الجميع بما تملك من وقاحة واستخفاف بالعالم لأنها دولة خارج القانون وفوق الجميع، فالهستيريا تعكس عقلاً مختلاً لأبعد الحدود لأن ما تفعله وما ترتكبه يفترض أنه يجعلها تتوارى خزياً وخجلاً .

«إذا ما اعترف العالم بالدولة الفلسطينية الآن فإن ذلك مكافأة للإرهاب «كأن الدولة الإسرائيلية نفسها لم تقام بالإرهاب الذي ارتكبته العصابات الصهيونية ومنها عصابة «ليحي» التي كان يقودها اسحق شامير الذي كان مطلوباً للقضاء البريطاني الذي كان يحكم فلسطين لارتكابه عملية إرهابية بتفجير مقر الكونت برنادوت وسيط السلام، أما الإرهاب الكبير فقد تجسد بالمذابح التي ارتكبت بالمدن والقرى الفلسطينية التي تم تهجير شعبها وتعج بوقائعها كتب التاريخ وأرشيف دولة إسرائيل نفسها.

الأكثر وقاحةً هو الرد الأميركي على الدول الاوروبية الثلاث بأن «الدولة الفلسطينية تأتي بالمفاوضات المباشرة بين الطرفين» كأن الرئيس بايدن لم يكن ترساً في ماكينة إدارة باراك أوباما ولم يشاهد بعينيه كيف فجر نتنياهو آخر محاولة تفاوض قادها زميله جون كيري الذي عاد لواشنطن وقدم تقريره لأوباما وبايدن أيضاً كنائب رئيس، أو كأنه لم يقرأ تاريخاً أبعد قليلاً بكل المراوغات الإسرائيلية التي امتدت منذ أن وُقّع الاتفاق في البيت الأبيض قبل ثلاثة عقود.

مشكلة إسرائيل أنها تتوقف عند لحظة إقامة الدولة، الأمة اليهودية الخارجة للتو من بين أنياب النازي، والتي يحق لها أن تفعل ما تشاء، تقتل وتذبح وترتكب المجازر وتطرد مجتمعاً وتقيم مكانه وتسيطر على شعب آخر، فهي ضحية التاريخ الوحيدة التي لديها رخصة مفتوحة للقتل إلى يوم الدين، لا تتم محاسبتها ولا مراجعتها ولا انتقادها، فانتقاد جرائمها وسياساتها هو انتقاد للسامية. من هنا جاء الاندهاش الإسرائيلي مما يحدث لمجرد أن العالم يريد أن يعامل الشعب الإسرائيلي كباقي الشعوب، تلك مأساة إسرائيل ومأساة خصومها وداعميها أيضاً الذين أتعبتهم معها وحطت من صورتهم ومكانتهم الأخلاقية.

لم تأتِ تلك الاعترافات نتاج عملية السابع من أكتوبر، بل نتاج الجنون الإسرائيلي والتوحش في الرد عليه، فلو كانت إسرائيل دولة عاقلة وتصرفت كالعقلاء في ردها لكان السابع من أكتوبر سبباً لفناء القضية الفلسطينية، ووصم الفلسطيني بالبدائية والعنف والتطرف والإرهاب، ولم يكن ليجرؤ أحد في العالم على مجرد التعاطف معهم، لكن الفلسطينيين غير المحظوظين إنسانياً كانوا محظوظين سياسياً لأن أمامهم خصماً كان غبياً في مقارعتهم، وذهب بجنونه حد إزالة ماء وجه كل مؤيدي إسرائيل في العالم لتجد نفسها دولة وحيدة منبوذة، من يصدق أن يقول سياسي في العالم «إذا جاء نتنياهو سنعتقله»؟

لا تصدق إسرائيل أن مكانتها الدولية بعد ما ارتكبته من مجازر هبطت للحضيض، ولا تصدق أن هؤلاء الطلاب الذين يتظاهرون في العالم يشمئزون من حجم الانحطاط الاخلاقي الذي وصلت إليه وهي تقتل الأطفال، فقيم العالم الحضاري في واد وإسرائيل في واد آخر، بل على النقيض ولسوء حظها فهي ترتكب إبادة في عصر البث المباشر والسوشيال ميديا.

هل كانت تظن إسرائيل أنها يمكن أن تقتل خمسين ألفاً ويزيد فيما تتجاهل المحكمة الجنائية الأمر أو تقفز عنه؟ فهناك نصوص واضحة لا تقبل التأويل، وإلا سينهدم النظام الدولي، وهل كانت تظن إسرائيل أنها يمكن أن تظل تسيطر للأبد على شعب آخر؟ تلك دولة مجنونة حقاً، هذا الذي تسبب بكل تلك المآسي التي وصلت كل العواصم وهزت الاقتصاد العالمي وكشفت عري السياسة ونفاقها، وخلخلت أسس النظام الدولي.

هذا الجنون الذي لا يُنتج سوى العناد.. عناد حركة التاريخ الذي يسير صاعداً للأمام، انكسر كل من حاول أن يعانده، بهذا العقل ليس أمام إسرائيل سوى مزيد من الخسارات. ردة الفعل على المحكمة تسجل أهم اعتراف بخرق القوانين والبلطجة وعدم احترام نظام الكون، وبردة فعلها على الدول الثلاث، وجميعها أكبر حجماً واقتصاداً وقوةً عسكرية من إسرائيل، فهي تخسر هذه الدول، وسيستمر التاريخ بدورته وستتعاطف دول مع الحق والعدالة في فلسطين والتي أصبحت شعاراً دولياً، وستستمر إسرائيل بالخسارة إلى حين تجد نفسها وحيدة معزولة، وربما في آخر المطاف لن تستطيع الولايات المتحدة أن تظل معها في مركبها الذي يغرق، لأن الربّان ليس سوياً!

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق