اليوم الاربعاء 22 مايو 2024م
عاجل
  • مراسلنا: 5 شهداء جراء قصف الاحتلال لمحيط ترنس البابا غرب الزوايدة وسط قطاع غزة
مراسلنا: 5 شهداء جراء قصف الاحتلال لمحيط ترنس البابا غرب الزوايدة وسط قطاع غزةالكوفية عشرات المصابين جراء قصف الاحتلال لعدد كبير من النازحين في محيط ترنس البابا غرب الزوايدة وسط القطاعالكوفية بث مباشر|| تطورات اليوم الـ 229 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية اشتباكات عنيفة بين المقاومة وجيش الاحتلال شرق مدينة رفحالكوفية مراسلنا: مصابون جراء قصف طائرات الاحتلال لمحيط نادي الزوايدة وسط القطاعالكوفية 5 شهداء جراء قصف الاحتلال لمحيط ترنس البابا غرب منطقة الزوايدة وسط القطاعالكوفية فيديو | شهداء ومصابون جراء قصف الاحتلال لمنطقة الصحابة بمدينة غزةالكوفية طائرات الاحتلال تجدد غاراتها العنيفة على منطقة الزوايدة وسط القطاعالكوفية طائرات "كواد كابتر" تطلق النار على مناطق متفرقة في حي تل السلطان غرب مدينة رفحالكوفية القناة 14 العبرية: انفجار في مركبة عسكرية إسرائيلية جراء عبوة ناسفة زرعت على جانب الطريق في جنينالكوفية طائرات الاحتلال تشن سلسلة غارات عنيفة على وسط رفح بالتزامن مع إطلاق نار من الطائرات المروحيةالكوفية الاحتلال يطلق قنابل إنارة في سماء مدينة رفحالكوفية شهداء ومصابون جراء قصف الاحتلال لمنطقة الصحابة بمدينة غزةالكوفية تجدد الاشتباكات المسلحة بين مقاومين وقوات الاحتلال في جنينالكوفية طائرات الاحتلال تقصف محيط مسجد الأنصار جنوب مدينة رفحالكوفية تعزيزات عسكرية جديدة تقتحم جنينالكوفية مراسلنا: آليات الاحتلال تتوغل تجاه مناطق وسط رفح جنوب قطاع غزةالكوفية 8 شهداء و21 مصابا برصاص قوات الاحتلال المقتحمة لمدينة جنين ومخيمهاالكوفية الصحة: شهيد ثامن جراء عدوان الاحتلال المتواصل على جنينالكوفية مدفعية الاحتلال تقصف بشكل متواصل مناطق شرق ووسط مدينة رفحالكوفية

أزرار التحكم والسيطرة

10:10 - 01 مايو - 2024
الكوفية:

قبل نهاية الحرب العالمية الثانية بسنة واحدة، وتحديداً في الشهر السادس من عام 1944، انعقد مؤتمر في فندق جبل واشنطن بمنطقة بريتون وودز في ولاية نيوهامشير بأميركا، حضر المؤتمر، الذي عُرف بعد ذلك تاريخياً، بـ«مؤتمر بريتون وودز»، 44 دولة. كان الهدف الأساسي من المؤتمر، بحسب ما أُعِلن وقتها، هو وضع خطة اقتصادية كبرى لوضع العالم في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية يتضمن التعاون الاقتصادي الدولي وإعادة الإعمار، ونتج من هذا المؤتمر ولادة مؤسستين عملاقتين، هما «صندوق النقد الدولي» و«البنك الدولي». وكان ذلك الأمر أولى لبنات لما عرف وقتها بالنظام العالمي الجديد.

والمؤسستان العملاقتان لا تخضعان للأسس الديمقراطية التي عُرفت عنها الدول الغربية المسيطرة على القرار فيهما، وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية صاحبة القوة الأكبر نفوذاً وتأثيراً، فرئاسة كل مؤسسة منهما لا تتم بالانتخابات وإنما بالتعيين، وجرى العُرف أن يرأس البنك الدولي شخصية أميركية ويرأس صندوق النقد الدولي شخصية أوروبية، يتم اختيارهما بشكل أساسي من قِبل أميركا، وهناك شُح كبير في تطبيق الشفافية والحوكمة فيهما.

وعبر السنوات التي تلت بداياتهما لم يكن غريباً اكتشاف حالات كثيرة جداً؛ إذ تم توظيف قرارات المؤسستين لتتماشى مع توجهات سياسية محددة ومصالح استراتيجية معينة للمعسكر المسيطر على القرار فيهما.

فبات من المعتاد رؤية دول تنهار تحت ركام الديون وأعباء القروض ومهالك التضخم وتتحول دولاً منتهية الصلاحية وفاقدة السيطرة على قدراتها ومواردها، وهناك عدد كبير من الأمثلة لدول في أميركا الجنوبية وأفريقيا وآسيا يؤيد هذا الكلام بشكل أكيد وموثق.

وبالتالي، تم اعتبار هاتين المؤسستين إحدى أهم «الأسلحة الاستراتيجية» الموجودة في ترسانة الغرب، وأصبحتا إحدى أهم أدوات الغرب للتأثير والاستعمار الجديد بأكبر قدر من الفاعلية، وبأقل قدر من الأضرار.

يضاف إليهما القوة غير المسبوقة للعملة الأميركية (الدولار)، والتي تحولت مع الوقت عملة تجارة واستثمار وتحويلات العالم غير الرسمية، مما منح الولايات المتحدة الأميركية بعداً غير تقليدي لقوتها السياسية عن طريق بوابة المال، وهي بذلك تتفوق على النماذج الغربية التي سبقتها مثل الشركات الهولندية أو شركة الهند الشرقية التي كانت تتبع للتاج البريطاني.

كنت مؤخراً مع مصرفيّ عربي مرموق ومخضرم، عمل مع عمالقة الصيرفة العالمية، وكنا نتباحث في مختلف المواضيع السياسية والاقتصادية وكان تعليقه اللافت هو: «ما دامت أزرار التحكم والسيطرة في أيدي أميركا ستبقى هي القوى الأعظم»، وتوسع في شرح مقصده بقوله: «عندما أقدمت تركيا، وهي العضو في حلف الأطلسي بالتهديد على شراء الصواريخ الروسية كان الرد الأميركي هو إنهاك الاقتصاد التركي وتدمير الليرة، ووصلت الرسالة من دون إطلاق رصاصة واحدة، والشيء نفسه حدث مع الصين والتي كان صعودها ونموها الهائل يهدد الهيمنة الاقتصادية للولايات المتحدة على العالم، فقامت برفع عنيف للفائدة مما كان ترجمته العملية عدم قدرة أسواق مستهلكي المنتجات الصينية من شراء احتياجاتها منها وانهيار الشركات العقارية الصينية نتاج ذلك، وبالتالي أصاب الصين ركود وتباطؤ اقتصادي لم تألفهما من قبل».

هناك كتاب مثير ومهم يوضح هذه المشاكل بشكل أدق، وهو «اعترافات قاتل اقتصادي» بقلم جون بيركنز... يمثل قتلة الاقتصاد مجموعة محترفة من الخبراء الذين يتقاضون أجوراً مرتفعة في مقابل خداع بهدف ابتزاز تريليونات من الدولارات. يوجِّه أولئك الـ«قتلة» الأموال من البنك الدولي، الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، إلى جانب مؤسسات إغاثة أجنبية أخرى، إلى خزائن وأرصدة حلقة ضيقة من كبريات الشركات التي تتحكم بمصير ثروات العالم. تشتمل أدوات أولئك القتلة على تقاريرَ مالية مزيفة، وانتخابات مزورة، ودفع الأموال، والابتزاز، والرذيلة، عدا عن القتل. إنهم يمارسون اللعبة القديمة، لكن مع أبعاد جديدة ومرعبة ضمن عصر العولمة. يكشف الكتاب عن جملة من المؤامرات الدولية في إقناع البلدان ذات الأهمية الاستراتيجية للولايات المتحدة بقبول قروض ضخمة لتطوير البنى التحتية، والتأكد من التعاقد مع الشركات الأميركية على المشروعات المربحة. وبعد أن تمسي مثقلة بالديون الضخمة، تخضع هذه البلدان تحت سيطرة حكومة الولايات المتحدة والبنك الدولي ووكالات المعونة الأخرى التي تهيمن عليها الولايات المتحدة التي تملي شروط السداد وتهيمن على القرارات الحاسمة. بعد سقوط الاتحاد السوفياتي خطب الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب وقال كلمته الشهيرة إنه «يسعى لإيجاد نظام عالمي جديد» يقصد به العولمة، واليوم على ما يبدو أن العالم في حاجة ماسة أكثر من ذِي قبل إلى نظام عالمي جديد، فما دامت «أزرار التحكم والسيطرة» بيد فريق واحد سيبقى الوضع على ما هو عليه.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق