اليوم الثلاثاء 26 نوفمبر 2024م
عاجل
  • وسائل إعلام سورية: عدوان إسرائيلي استهدف معبري العريضة والدبوسية الحدوديين مع لبنان
  • شهداء ومصابون جراء قصف الاحتلال منزلاً في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة
وسائل إعلام سورية: عدوان إسرائيلي استهدف معبري العريضة والدبوسية الحدوديين مع لبنانالكوفية تطورات اليوم الـ 417 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية الاحتلال يجدد غاراته على بيروتالكوفية شهداء ومصابون جراء قصف الاحتلال منزلاً في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزةالكوفية بالفيديو// اقتحامات ومواجهات في الضفة المحتلةالكوفية قوات الاحتلال تغلق مداخل أريحا بالبوابات الحديديةالكوفية بالفيديو// نفاد الوقود يهدد بكارثة صحية وبيئية في دير البلحالكوفية مراسلنا يرصد التفاصيل.. قصف متواصل على خانيونس ورفحالكوفية مراسل الكوفية: طائرات الاحتلال الحربية تدمر مسجد القسام في مخيم النصيرات وسط القطاعالكوفية مراسل الكوفية: تحليق للطيران المروحي شرق مدينة غزةالكوفية إعلام عبري: انفجار طائرة بدون طيار في حيفاالكوفية مقررو الأمم المتحدة يدعون إلى "امتثال كامل" لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانتالكوفية إعلام عبري: سقوط مسيرة في مدينة حيفا المحتلة بعد فشل الدفاعات الجوية باعتراضهاالكوفية إصابة مستوطن بالحجارة جراء رشق حافلة تُقل مستوطنين شرق رام اللهالكوفية لبنان: 6 شهداء في الغارة التي استهدفت حي الشراونة في بعلبكالكوفية صافرات الإنذار تدوي في مستوطنات الجليل الغربي خشية تسلل طائرات مسيّرةالكوفية لبنان: شهيدان بينهم طفل و22 مصابا إثر غارة "إسرائيلية" على الرشيدية في صور جنوبي البلادالكوفية إعلام عبري: مقتل جندي "إسرائيلي" خلال معركة شمال قطاع غزةالكوفية محدث.. 15 شهيدا و45 مصابا بقصف إسرائيلي لمدرسة تؤوي نازحين في غزةالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة أبو ديس بالقدس المحتلةالكوفية

ربيع الجامعات الأمريكية.. بداية تفكك الرواية الصهيونية.. ولكن !

10:10 - 30 إبريل - 2024
جمال زقوت
الكوفية:

كشفت حرب الإبادة الاسرائيلية ضد شعبنا في قطاع غزة، كواحدة من أبشع جرائم العصر الحديث بغطاء ودعم كاملين، وغير مسبوقين، من إدارة بايدن وحلفائها، طبيعة ومضمون المشروع الصهيوني والأهداف الخفيّة لهذه الحرب، التي ما زالت تستهدف القضاء على كل عناصر الحياة في القطاع، تمهيداً لتنفيذ التهجير الجماعي الواسع النطاق استكمالاً لما لم تتمكن الحركة الصهيونية من تحقيقه خلال نكبة 1948.

فلم تمضِ أسابيع قليلة على بدء الحرب، والتي أدت حتى الآن إلى قتل وجرح وفقدان ما يزيد على المئة وعشرين ألف إنسان 70% منهم من الأطفال والنساء، والتدمير الكامل للمشافي والمدارس وشبكات المياة والصرف الصحي ومحطات تنقية المياه وشبكات الطرق والكهرباء و أكثر من 90% من الوحدات السكنية، وغيرها من بنى المجتمع التحتية، حتى عَمَّت المظاهرات معظم عواصم ومدن العالم في انتفاضة كونية متواصلة تطالب بوقف هذه الحرب الدموية.

موقف الادارة: السلاح لإسرائيل واللغو لنا

تَواصُل الحرب التي تدخل شهرها الثامن، في ظل مواقف الادارة الأمريكية التي تتباكى على حياة المدنيين، بينما تواصل تقديم كل أنواع أسلحة القتل والتدمير ومعها مليارات الدولارات من جيوب دافعي الضرائب الذين يرفضون هذه الحرب، واستخدام الادارة المتكرر للڤيتو ضد محاولات السعي لوقفها، وأيضاً تهاوي زيف رواية حكومة الاستيطان والابادة، ذلك كله وغيره من الأسباب التي فَتّحت عيون وأيقظت ضمائر الشعوب الحرة، ودفعت طلبة جامعات النخبة الأمريكية، والأوروبية لتحركات تُذَكِّر بدورها التاريخي إزاء حرب ڤيتنام، والتي ساهمت في وقفها، كما تُذَكِّر بمقاطعة وفرض العقوبات على نظام الأبارتايد في جنوب أفريقيا حتى اسقاطه.

القمع لن يوقف الثورات بل يؤججها

كما في كل الثورات الشعبية أو الطلابية، فإن صيرورة إستمرارها تُستمد بالإضافة لعدالة القضايا المحركة لها، فهي أيضاً تُستمد و تتصاعد من محاولات قمعها، وهذا ما تؤكده شرارة محاولات قمع جامعة كولومبيا، التي سرعان ما تصاعدت و اتسعت إلى ما يزيد عن عشرين جامعة في العديد من الولايات، و قد وحَّدت مطالبها بمقاطعة العدوانية الاسرائيلية وسحب الاستثمارات منها، والتوقف عن تسليحها، بالإضافة إلى ضمان حرية الرأي والتعبير بالغاء كل الاجراءات القمعية التي اتخذت بحق الطلبة والأساتذة فيها.

فزاعة اللاسامية

لقد فَنَّد السيناتور بيرني ساندر أكاذيب نتانياهو وادعاءاته بأن ربيع الجامعات الأمريكية جزء مما يسميه" معاداة السامية" كفزّاعة لمنع الأصوات المنددة بجرائم الابادة الجماعية، كما أظهرت أصوات العديد من النشطاء اليهود، الذين يرفضون هذه الجرائم ويقود الكثير منهم مظاهرات المدن الأمريكية واعتصامات ربيع الجامعات، زيف ادعاءات نتانياهو و الرواية الصهيونية برمتها.

عودة إلى دور الرأي العام الدولي وخاصة الأمريكي وانتفاضة الجامعات في النموذجين الڤيتنامي والجنوب أفريقي، ومقارنتهما بالحالة الفلسطينية وطبيعة المشروع الصهيوني العنصري. فالنموذج الجنوب أفريقي تسَلَّح تحت قيادة مانديلا والمؤتمر الوطني الأفريقي بقيادة توافقية موحدة إلى حد بعيد، والأمر ذاته اتسمت به التجربة الفيتنامية تحت قيادة الزعيم الڤيتنامي هوشي منه والجنرال جياب والجيش الشعبي الڤيتنامي. فوحدة القوى المناهضة للعنصرية والاستعمار و وضوح الرؤية والاستراتيجية والخطاب في اطار الجبهة الوطنية والمؤسسات الجامعة كانت العنصر الحاسم لانتصار الثورتين في كل من جنوب أفريقيا وڤيتنام .

بينما في الحالة الفلسطينية، و رغم ما أظهرته حرب الابادة ضد شعبنا في قطاع غزة، والمترافقة مع جرائم حرب الضم والتطهير العرقي التي تنفذها منظمات حركة الاستيطان الارهابية في الضفة الغربية، التي باتت تسيطر على أجزاء واسعة من الحكومة والجيش الاسرائيليين، واستهداف المشروع الصهيوني لمجمل مكونات الحقوق والقضية والأرض الفلسطينية، إلا أنه ما تزال حالة الانقسام والشرذمة تسيطر على الواقع الفلسطيني، حيث يستمر وهم اللهاث لاسترضاء العدو لدرجة اعتبار أمن إسرائيل العنصرية، التي ترتكب جرائم الابادة والتطهير العرقي، واجباً وأولوية فلسطينيتين!

إن استثمار ربيع الجامعات الأمريكية، و ربطه برافعة النضال الوطني التحرري، يستدعي كأولوية وطنية عليا ليس فقط القطع مع وهم الرهان على السياسة الأمريكية التي كشفت زيف مواقفها بالڤيتو على مجرد قبول فلسطين عضواً في الأمم المتحدة لصون ما يسمى ب"حل الدولتين"، بل يستدعي التراجع الفوري على سياسات الإقصاء والتفرد بالقرار الوطني، وكل محاولات هندسة النظام السياسي الفلسطيني وفق الرغبات الاسرائيلية، التي تسعى لتكريس الانقسام، بل و دفعه نحو انفصال دائم يمنع قيام دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة، وبما يمكنها من تصفية القضية والحقوق الفلسطينية. ليس أمام الحركة الوطنية الفلسطينية سوى نفض غبار مرحلة الانقسام والعودة لصيغة الجبهة الوطنية بمشاركة كافة القوى السياسية والاجتماعية الحية التي طالما جسدتها منظمة التحرير الفلسطينية في سنوات صعودها وإبداعات انتفاضاتها الكبرى وتجربة الجبهة الوطنية ولجان التوجيه الوطني.

كما أن النجاح في استثمار ربيع الجامعات الأمريكية و الدولية، و انتفاضة شعوب العالم يستدعي من النخب والقوى الديمقراطية والحركات الطلابية والشبابية الفلسطينية والعربية التفاعل معها كجزء لا يتجزأ من التحولات الكونية من أجل الحرية والعدالة ، والتضامن الإنساني بين شعوب العالم وحضاراته وأديانه وتراثه الإنساني التقدمي.

نعم، إن خطابنا الوطني الموحد في اطار تقدمي كما أظهرته التجربتان الڤيتنامية والجنوب أفريقية، هو السبيل للاندماج مع الحراكات الكونية المناضلة من أجل الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية بديلاً لبقايا أنظمة الاستعمار والظلم والاستبداد والمس بكرامة البشر.

دور الجامعات والحركات الطلابية الفلسطينية

أخيراً، يبقى السؤال البديهي والمُلّح وهو أين الجامعات العربية من حرب الابادة، والأهم متى ستتحرك الجامعات الفلسطينية برؤية موحدة تتلاقى مع ربيع الجامعات الأمريكية من ناحية، وتكون في نفس الوقت حراكاً جماهيرياً جدياً لاستعادة الوحدة الوطنية واستنهاض طاقات شعبنا في معركة التحرر الوطني وترسيخ البناء الديمقراطي، وما يستدعيه ذلك من بناء حكومة وحدة وتوافق وطني قادرة على مواجهة مخططات التهجير بما يتطلبه ذلك من ترسيخ القدرة على البقاء والصمود بكل متطلباتها.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق