الكوفية:في ظل الظروف الراهنة التي تشهدها فلسطين والمنطقة بأسرها، تبدو أهمية الوعي بالتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية أمراً حتمياً، يتطلب الوقوف على تلك التحديات وفهمها بعمق للتمكن من التصدي لها بفعالية، فالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إلى جانب التحريض الإعلامي الموجه ضد السلطة الفلسطينية والحركة الوطنية، يشكلان تحديات كبيرة تهدد اللحمة الوطنية والوحدة الداخلية في فلسطين.
تعيش فلسطين حالياً في مرحلة حرجة تتطلب التصدي لتلك التحديات بشكل موحّد ومنسّق، وذلك عبر تعزيز التعبئة العامة وتوجيه الجهود نحو تعزيز الوحدة والتضامن الداخلي، فالوعي بالتهديدات المحيطة والتحديات الداخلية يمثل أساساً لتعزيز الصمود والمقاومة، وهو أمر حيوي للمحافظة على الهوية الوطنية والمرجعية السياسية للشعب الفلسطيني.
من الضروري أيضاً فهم دور وسائل الإعلام في تعزيز أو إضعاف اللحمة الوطنية، حيث يمكن أن تكون هذه الوسائل عاملاً محورياً في بناء الوعي وتعزيز الهوية الوطنية، أو على العكس، تكون أداة للتحريض وزعزعة الاستقرار الداخلي. ومن هنا يتبيّن أهمية مراقبة محتوى وسائل الإعلام والتصدي لأي تحريض أو تشويش يستهدف الوحدة الوطنية والاستقرار الداخلي.
علاوةً على ذلك، يجب أن نكون على دراية بأن العدوان الإسرائيلي لا يقتصر فقط على الجانب العسكري، بل يشمل أيضاً الحرب الإعلامية والتضليل السياسي. فإلى جانب القصف والتدمير والإبادة، تستخدم إسرائيل وسائل الإعلام لتشويه صورة الفلسطينيين وتبرير جرائمها بحقهم، مما يجعل تحدي محاربة التضليل الإعلامي أمراً ضرورياً للحفاظ على الدعم الدولي وتعزيز الوعي بالقضية الفلسطينية.
علينا أيضاً أن ندرك أن التحديات الداخلية تعزز من فرص العدو الخارجي، فالتفرقة والانقسام الداخلي يجعلان الشعب الفلسطيني أقل قدرة على مواجهة التحديات الخارجية بفعالية. لذا، يجب على جميع الفلسطينيين أن يتحدوا في وجه التحديات ويعملوا معاً نحو تحقيق الأهداف الوطنية المشتركة.
مما لا شكّ فيه أن الوعي بالتحديات والتهديدات التي تواجه الشعب الفلسطيني، سواء من الداخل أو الخارج، يعد أمراً ضرورياً لتعزيز الصمود والوحدة الوطنية. ومن خلال توجيه الجهود نحو تحقيق الوحدة وتعزيز الهوية الوطنية، يمكن للشعب الفلسطيني تجاوز التحديات والصمود أمام أي مخاطر قد تواجهه في طريق تحقيق حلمه بالحرية والاستقلال.
إحدى التحديات الرئيسية التي نواجهها اليوم هي التحريض والتضليل الذي يتم من خلال بعض وسائل الإعلام "العربية"، ويجب أن ندرك أن هذا التحريض له تأثيرات سلبية على الوحدة الوطنية وقد يزيد من التفرقة داخل الشعب الفلسطيني، مما يقلل من قدرته على مواجهة التحديات الخارجية بفعالية.
يتطلّب الوعي بحساسية المرحلة التــي نمر بها، الكشف عن مخاطر مخططات العدوان وأدواتــه، وتبرز أهمية التعبئــة العامة في تعزيــز اللحمة الوطنيــة والوحدة الداخلية التي يحاول العدوان النيل منها ومن صمود أبناء شعبنا الفلسطيني، ولعلّ ما يحــدث الآن في منصات إعلامية "عربية" من تحريض ضد السلطة الفلسطينية، وضد الحركة الوطنية، يتجه إلى شطب الكيانية الفلسطينية القائمة، واستبدال المرجعية السياسية الفلسطينية برمّتها، يجــب ربطه بما يسوّق له قادة الاحتلال الإسرائيلي حتى نصــل إلى قناعــة تامــة بأننا نواجــه خطراً كبيراً يجب أن نضعه في الحسبان.
لذا، من المهم بناء مجتمع إعلامي فلسطيني قوي يعمل على نشر الوعي وتقديم رؤية موحدة تجاه التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني. ويجب على الجميع العمل معاً لتعزيز روح المقاومة والوحدة الوطنية من خلال الإعلام، بحيث يتم توجيه الجهود نحو تعزيز الوحدة والتضامن بين جميع أبناء الشعب الفلسطيني.
في الختام، يجب أن نكون على يقين من أن تضامن وتعاون جميع فئات الشعب الفلسطيني، بما في ذلك القيادات السياسية والمجتمع المدني ووسائل الإعلام، هو وحده الكفيل بتجاوز التحديات والصمود في مواجهة الاحتلال واستكمال النضال نحو تحقيق الحلم بالحرية والاستقلال.