- شهداء ومصابون جراء قصف طائرات الاحتلال منزلاً وسط مدينة غزة
هي ليست كمن قبلها، لقد اهتزت دولة اسرائيل مع أول هجمة فلسطينية حقيقية في السابع من اكتوبر بغض النظر عن التفاصيل ووجهات النظر.
باختصار شديد، عدنا لنرى ويرى الاسرائيليون والأمريكان والغرب والشرق أن وجود اسرائيل ليس له ضمانة إلا وجود دولة فلسطينية رغم كل ما يحدث وليس العكس بأن ضمانة وجود دولة فلسطينية مرتبط بوجود دولة اسرائيل، فوجود دولة فلسطين حادث اليوم او غدا بوجود اسرائيل أو بعدم وجودها .. أي إذا انتهت دولة اسرائيل ستعود دولة فلسطين إلى ما كانت عليه وإذا بقيت دولة اسرائيل فعليها أن توجد هي دولة فلسطين لضمان بقائها.
سبعون عاما من وجود اسرائيل لم يفن الفلسطينيون ولم يكونوا في أي لحظة من تاريخ الصراع حتى في هزائمهم والعرب من اسرائيل في حالة قلق وجودي ولن يحدث ذلك رغم كل المعاناة والدم والدمار والتهجير، والحقيقة الوجودية ليست بمنظور الأقوى والأضعف عسكريا فإسرائيل هي الأقوى عسكريا ولكن بمنظور أن السلام العادل أقوى وأكثر استدامة من كل الأسلحة والحروب.
اتركوا كل تفاصيل الحرب ومآسيها واقرؤا مشهد طابور النزوح الهادر وبراياته البيضاء للعبور إلى الجنوب، جنوب غزة من شمالها، لتروا في العمق العقلي كيف تتخفي الدبابة الاسرائيلية بتلة الرمل لتراقب طابور النازحين وتساءلوا من الخائف على وجوده؟ ومن خائف مٍن مَن؟ المختفي في الرمل أم السائر على قدميه ومَن يفتش مَن؟ ليكتشف النازحون والعالم أن الذي يفتشهم هو الخائف على وجوده، وإلا لماذا يفتشهم؟
من الخائف أكثر ،ومن المطمئن على وجوده أكثر؟ الفلسطيني النائم في بيته وأطفاله أم الذي يقصفهم بطائرته ويهرب، أو الذي يقصفهم من دبابته ولا يستطيع النزول منها؟
كان ذلك المشهد والنزوح أيضا في العام ١٩٤٨ أي قبل خمس وسبعين عاما ولم تطمئن دولة اسرائيل على وجودها حتى الآن.
لا تهديد وجودي على الفلسطينيين والتهديد الوجودي هو لدولة اسرائيل فقط وفقط لعدم وجود دولة فلسطينية .. الآن هم فهموا ذلك والغرب والشرق وأمريكا والعالم كله ، لذلك ستقوم دولة فلسطين اليوم أو بعد حين مهما طال هذا الحين.