اليوم السبت 30 نوفمبر 2024م
عاجل
  • 11شهيدًا في قصف الاحتلال مركبةً وتجمعًا للمواطنين أثناء استلام الدقيق في منطقة قيزان النجار جنوبي مدينة خان يونس
11شهيدًا في قصف الاحتلال مركبةً وتجمعًا للمواطنين أثناء استلام الدقيق في منطقة قيزان النجار جنوبي مدينة خان يونسالكوفية تطورات اليوم الـ 421 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية الصحة: 19 شهيدًا و72 مصابًا بـ 4 مجازر في القطاع خلال 24 ساعةالكوفية شرطة لندن تقمع اعتصامًا لمؤيدي فلسطينالكوفية الإمارات ساندت القضية الفلسطينية منذ الوحدة وحتى اليومالكوفية أصوات نشازالكوفية بالفيديو// حلم العودة في مواجهة الاستيطان.. قرى القدس المهجرة تعيش النكبة مجدداًالكوفية بالفيديو// قرار عنصري جديد.. وقف الاعتقال الاداري بحق المستوطنين وتطبيقه على الفلسطنيينالكوفية بالفيديو// مطبخ خيري يطعم أكثر من 50 الف نازح في رفحالكوفية جيش الاحتلال يقصف المعابر الحدودية بين سوريا ولبنانالكوفية فيديو || 10 شهداء بينهم 3 عمال بالمطبخ العالمي في قصف مركبتهم بخان يونسالكوفية المكتب الوطني: اعتبارات كاتس لوقف اعتقال المستوطنين كاذبة وسخيفةالكوفية مسؤول أممي: عاجزون عن إيصال المساعدات لشمال غزة بسبب "إسرائيل"الكوفية سيناتور أمريكي: ترامب يريد رؤية صفقة ووقف لإطلاق النار بغزة قبل توليه منصبهالكوفية "بوريل": أشعر بخيبة أمل كبيرة بسبب فشلنا في وقف الإبادة بغزةالكوفية وفدان من حركتي فتح وحماس في القاهرةالكوفية رئيس فنزويلا: القضية الفلسطينية هي الأكثر إنسانية بالعالمالكوفية فيديو | 7 شهداء ومصابون جراء قصف الاحتلال منزلا في حي الرمال بغزةالكوفية مفتي مصر: قضية فلسطين رمزٌ لكرامة الأمة وأمانة تستوجب النصرةالكوفية هليفي يلمح إلى عزمه الاستقالة بعد انتهاء التحقيقات بالحربالكوفية

جبهة رابعة... أنتجتها إسرائيل لنفسها

12:12 - 16 يونيو - 2023
نبيل عمرو
الكوفية:

النقطة التي تلتقي عندها أجندات القوى السياسية الإسرائيلية في صراعها ووفاقها هي «التخويف»، فمن هم في السلطة يخوّفون الجمهور من المعارضة، على أنها تفتح أبواب إسرائيل على الخطر، والمعارضة تخوِّف من أن الحكومة تتخذ سياسات من شأنها تعريض الوجود للخطر، وهذه المقولة تستخدم ما دامت في إسرائيل حكومة تخاف على نفسها من السقوط، وما دامت فيها معارضة تسعى للفوز.

لذلك؛ يكثر الحديث هذه الأيام عن أن الدولة العبرية تواجه ثلاث جبهات في وقت واحد، وليس غير الحكومة الحالية من يقوى على مواجهتها، خصوصاً حين يكون بنيامين نتنياهو رئيسها، والعكس يقال من جانب المعارضة التي تقدم نفسها كمخلّص من الخطر المحدق الذي تقود سياسات الحكومة إليه، ولا خلاص منه سوى بالتخلص منها.

في هذه الأيام ظهرت في إسرائيل جبهة رابعة ولكنها تختلف عن الجبهات الأخرى، وهي: الفلسطينية في غزة وامتداداتها في الضفة، واللبنانية متمثلة بـ «حزب الله» الواقف بصواريخه «الدقيقة» على خط التماس المباشر بينها وبين لبنان، والسورية التي تشتعل حيناً وتخبو أحياناً، إلا أن الخطر يظل قائماً. حديث الحكومة والمعارضة عن الجبهات الثلاث، أصبح روتينياً على نحو تعوّد الجمهور عليه، ويكاد يصدق أن بوسع جيش إسرائيل مهما كانت الحكومة التي تقوده مواجهتها، والانتصار فيها، ولا يخلو الأمر من استشهادات بحروب الماضي، وما تعدّه إسرائيل انتصارات تحتفل بها حتى الآن، ناهيك عن قدراتها التدميرية الهائلة في غزة والضاحية الجنوبية وامتدادها الجغرافي - الجبهة الشمالية - ولم يكن زلة لسان حين هدد وزير الدفاع لبنان، بإعادته إلى العصر الحجري، إذا ما صدر منه عمل يهدد أمن إسرائيل.

غير أنه ظهر في إسرائيل، وفي سياق احتفالاتها بنصر «يونيو (حزيران) 67» على الجبهات الثلاث، من ينبه إلى أن ما كان في العام 1967 لم يعد مضموناً تكراره، فكثير من الأمور والاعتبارات تغير، والجديد الراهن ليس استنساخاً حرفياً عن القديم.

الجبهات الثلاث بواقعها الراهن وخصائصها ومناخاتها وإن أمكن للقادة السياسيين والعسكريين طمأنة الجمهور بالقدرة على مواجهتها دفعة واحدة، إلا أن الذي يبث الطمأنة هو ذاته غير مطمئن؛ إذ مهما بلغت قدرات الجيش الإسرائيلي على المواجهة إلا أن كثيراً من صناع الرأي في إسرائيل يذكرون قادة الجيش بأنه وإن كان يكسب معاركه وفق تقديراته ومقاييسه، إلا أنه لم يحسم حتى الآن واحدة منها، فالجبهة الفلسطينية لم ترفع الراية البيضاء رغم فداحة خسائرها، والجبهة اللبنانية لم تتوقف عن اللعب بأعصاب الجمهور، بالحديث عن مئات آلاف الصواريخ الدقيقة المعدة للانطلاق حين يؤخذ القرار.

التدقيق في جدية هذا النوع من التهديد هو من اختصاص القادة السياسيين، وما يتوافر لهم من معلومات وما يتوصلون إليه من تقديرات، غير أن ترديد القادة الإسرائيليين لذلك، لا يلغي الخوف الذي يستبد بنفوس جمهورهم خصوصاً حيثما وجدت مستوطنات محاذية، فما أن تنطلق قذيفة واحدة من جنوب لبنان، تبدأ عملية نزوح تلقائية واسعة النطاق، وكذلك على غلاف غزة وما وراءها... ما يجعل الجبهات الثلاث ولنسمّها التقليدية، مصدر خوف وقلق، وعدم اطمئنان لقدرات الجيش الإسرائيلي على الحسم.

أما الجبهة الرابعة، وهي المختلفة كلياً عن الجبهات التقليدية، فقد بدأت من داخل إسرائيل كورم صغير، جرى تغذيته كي يرعى جسداً آخر، وإذا بتطوره وتضخمه يحمل ارتداداً خطراً على الدولة العبرية كلها، ذلك حين بلغ عدد قتلى الجريمة المنظمة في الوسط العربي المائة واثنين، وهو ضعف ما بلغته في المدة ذاتها من العام الماضي؛ ما جعل هذا الورم المسكوت عنه قابلاً للكبر أكثر، وغير قابل لتطويق آثاره الكارثية على الدولة العبرية ليس من حيث الصورة والسمعة وادعاء الديموقراطية، بل على صعيد الأمن العام؛ ذلك أن مليوني فلسطيني عربي يعيشون في إسرائيل، يشعر كل واحد منهم بأن الجريمة المستفحلة ليست من صنع عصابات محلية، بل من صنع الدولة وأجهزتها، التي يعيشون فيها ويحملون جواز سفرها ويسمون فيها بالعرب الإسرائيليين.

لم تستطع الدولة العبرية وخصوصاً حكومتها الحالية برئاسة نتنياهو نفي مسؤوليتها عنها، وإن بطريقة غير مباشرة، ذلك حين يثور جدل داخلي حول عزم نتنياهو إدخال جهاز «الشاباك» لحسم هذه المعضلة، ويرد عليه كثيرون بأن من سيكلفه بالحل هو ضالع أساساً في الظاهرة، فهذا اعتراف غير مباشر بالمسؤولية، وكذلك اعتراف بأن «الشاباك» الذي يعرف ماذا يهمس فلسطيني في أذن خطيبته، هو بالتأكيد يعرف من الذي قتل مئات الفلسطينيين في عهد الجريمة المنظمة، ويعرف أوكارهم ويعرف مصادر تسليحهم وحمايتهم.

«الشاباك»، الذي هو جهاز الأمن العام للدولة، إما أنه يعدّ المليوني فلسطيني أعداء يستحقون ما يُعمل بهم، وإما أنه ولأسباب مهنية، لن يدخل في عمل يتضرر منه منتسبوه ومن يدورون في فلكه، وفي كلتا الحالتين... كارثة.

الجبهة الرابعة تعد مليوني فلسطيني لا يحملون سلاحاً، كي يوجهوه للدولة التي يعيشون فيها، بل يُحمل السلاحُ ضدهم، ويحصد أرواح أبنائهم، ويملأ قلوبهم بالرعب من أن يكون كل واحد منهم هو الرقم التالي. فهل بوسع إسرائيل الدولة العميقة و«الديموقراطية» والحضارية أن تتفادى ارتدادات هذه الجبهة عليها، فالفلسطينيون يتحدثون عن تصعيد من جانبهم في المواجهة، بعضهم يقترح تسليم مفاتيح عضوية الكنيست لأهله، وبعضهم يدعو إلى أن يقدم رؤساء المجالس المحلية استقالاتهم وإغلاق أبواب بلدياتهم، وأشياء أخرى قد تبلغ بعد الوجبة القادمة من القتلى حد عصيان مدني شامل، لن تحله اللجان والوعود وأقراص التهدئة.

فهل تعي إسرائيل مغزى ما فعلت؟

وهل تعي حجم الارتداد عليها؟

أخشى أن أقول... حتى لو وعت، وحاولت، فإن الوقت ربما يكون قد فات.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق