اليوم الاحد 07 يوليو 2024م
عاجل
  • إعلان حالة الطوارئ بأقسام المستشفى الإندونيسي بعد إشارة إخلاء مستشفى المعمداني بمدينة غزة
  • 3 شهداء بقصف الاحتلال منزلا في مخيم البريج وسط قطاع غزة
إعلان حالة الطوارئ بأقسام المستشفى الإندونيسي بعد إشارة إخلاء مستشفى المعمداني بمدينة غزةالكوفية 9550 حالة اعتقال في الضفة منذ 7 أكتوبر الماضيالكوفية نادي الأسير: تعذيب المعتقلين في سجون الاحتلال "الإسرائيلي" لم يتوقفالكوفية 3 شهداء بقصف الاحتلال منزلا في مخيم البريج وسط قطاع غزةالكوفية مستعمرون يقطعون أشجارا في كفر نعمة غرب رام اللهالكوفية الاحتلال يقتحم بيرزيت شمال رام الله وأم صفا غرباالكوفية شهاب: منع الاحتلال الإسرائيلي المصلين من دخول «الأقصى» يعكس خططه المتسارعة لتهويد القدس المحتلةالكوفية حرفوش: الحماية التي توفرها الولايات المتحدة لـ «إسرائيل» سبب التمادي بارتكاب جرائم حرب في غزةالكوفية فلسطين تشارك في مهرجان مدينة سوزوبل الثقافي في بلغارياالكوفية جعارة: فشل جولة المفاوضات الجارية يؤكد أن الولايات المتحدة لا تؤيد وقف إطلاق النارالكوفية مراسل «الكوفية» يرصد الأوضاع الميدانية والإنسانية في مدينة غزة وشمال القطاعالكوفية مراسلتنا: إطلاق رشقة صاروخية من جنوب لبنان تجاه شمال فلسطين المحتلةالكوفية مراسلتنا: طواقم الدفاع المدني تتمكن من انتشال جثماني شهيدين من منطقة جسر وادي غزة وسط القطاعالكوفية أبو الهول: غياب الردع الدولي شجع الاحتلال على تكرار استهداف مراكز الإيواء في غزةالكوفية الدكتور عبد الرحمن المصري يتحدث لـ «الكوفية» عن انتشار مرض جلدي بين النازحين في المحافظة الوسطىالكوفية مراسل «الكوفية» يرصد الأوضاع الميدانية والصحية في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزةالكوفية "أونروا": مدارس الوكالة في غزة ملاجئ مكتظة ويتزايد انتشار الأمراض المعدية بسبب ارتفاع درجات الحرارةالكوفية سرايا القدس: قصفنا مع ألوية الناصر صلاح الدين بالصواريخ تجمعات لجيش الاحتلال في موقع ناحل عوزالكوفية مستعمرون يحرقون مركبة في برقا شرق رام اللهالكوفية مدفعية الاحتلال "الإسرائيلي" تستهدف شمال غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية

على بوابة مطحنة الأعمار

11:11 - 15 فبراير - 2022
حسن عبّادي
الكوفية:

ضمن مشروعي التواصليّ مع أسرى يكتبون التقيت بالكثير من الأسرى؛  نحن بلد المليون أسير،  والأسر داهم غالبيّة بيوت بلادنا، من جميع الأطياف، وحلّق في فضاء غالبيّة اللقاءات طفولة سليبة؛ أطفال وأشبال وفتيان وفتيات أسرى وبالمقابل أباء وأمهّات أُبعدوا قسرًا عن أطفالهم وأحفادهم.

التقيت بمرح التي اعتقلت يوم 12.10.2015، طفلة "مواليد 29.01.1999"، وملك "مواليد 2000 ومعتقلة منذ 09.02.2016" ونورهان "مواليد 1999 ومعتقلة منذ  23.11.2015 " وما زلن خلف القضبان،  عشنَ طفولة مختلفة... طفولة لا تملك دميةً، لكنّها تملكُ قضيّة! اعتقلن في عزّ طفولتهن لتبدأ رحلة العذاب، عبثيّة محاكم الاحتلال وأحكامه الجائرة في غربة مستديمة بانتظار حضن الأم، فالغربة لا تُقاس بعدد الخطوات بين اثنين؛ بل الغربة أن لا تتنفّسَ عبق من تحبّ، فتعيش القلق والشوق ليل نهار. إنّها حكاية الطفل الفلسطينيّ الذي يخرج من رحم أمّه إلى النور مستعدّا لخوض الحياة المحتلّة، والأيام المحتلّة، والأحلام المحتلّة أيضًا ليغمس التراب بالحليب ليصير مولود الأمّ والأرض معًا!

إنّها الطفولة الفلسطينيّة السليبة، والطفولة أمنيات لا تتحقّق، والوطن تمرّ فيه كلّ الأجيال  إلّا جيل الطفولة، بلا فرح وأحلام؟ يرضع ويكبر ليصير وجبة شهيّة للأسر.

آلاف الأطفال دفعوا ضريبة حبّ الوطن ومرّوا بمدرسة الأسر في سجون الاحتلال، والتقيت ذات صباح في سجن "مجيدو" بالطفل عثمان وقابلني بابتسامة طفوليّة  تعانق السماء، شبل يقبع في زنازين الاحتلال، سُلبت طفولته ليتعلم فنّ الطبيخ خلف القضبان فصار خبيرًا بطَهي المجدّرة والمقلوبة والمنسف، يهتم بالدراسة والتثقيف الذاتي لإكمال التوجيهي وتحقيق أحلامه والالتحاق بالجامعة ومسارها الأدبيّ، إذ كان أخوه عبد القادر يقبع في نفس السجن ولكنّه محروم من لقائه.

التقيت عبد القادر بعد تحرّره، وحين سألته عن عثمان أجابني أنّه لازمه الفترة الأخيرة ذات الغرفة لأنّه "بوغَر!" -يعني أصبح بالغًا. بالعبريّة: بوغِر: بلغ سن الرشد القانونيّة، أي الثامنة عشرة-.

وها هو الطفل أحمد شويكي الذي أعتقل في الرابعة عشر من عمره قد "بوغَر" وكتب لنا رحلة الآلام التي مرّ بها على مدار عشرين عاما في غياهب السجون ليسطّر لنا بحروف من دم مسيرة طفل ترعرع وكبُر، ليكتب لنا تجربته وزملاء الأسر، بطولها وعرضها، دون رتوش، حاولت طحنه في مقبرة الأعمار ولكن نجا من براثنها ليحكي لنا الحكاية.

من المعروف أنه قد كتب أدب السجون أيضا من رصدوا تجارب سجناء عرفوهم أو كتبوها معًا.  "تلك العتمة الباهرة" كتبها طاهر بن جلون، وهي رواية تتحدث عن معتقل "تزممارت"، تروى مأساة السجين عزيز بنين، الذي قضى عامين في السجون المغربية، ثم نُقل إلى جحيم تزممارت  ليقضي فيه 18 عامًا آخر ويوثّقها هذه المرة طاهر بن جلون، فبعد خروج عزيز من سجنه ذهب إلى ابن جلون وأدلى له بوجعه ومأساته،  طالبًا منه توثيق هذه الأحداث بقلمه، وبالفعل جسدها ابن جلون بشكل لا يُصَدق ومن شدة تأثر ابن جلون بما حدث لعزيز، ذكر أنه كان يرتجف ويتصبب عرقاً وهو يكتب الرواية، وكانت تعتريه لحظات من البكاء الهيستيري جراء الآلام النفسية التي تعرض لها عزيز ومن معه.

وها هو أحمد يكتب لنا تجربته، ترافقه أخته رائدة، وتنجح مخطوطته باختراق القضبان، ليتحقّق حلمه وتصدر تزامنًا مع يوم تحرّره بعد عشرين عامًا في زنازين الاحتلال.

تُعتبر الكتابة متنفّسًا للأسير تجعله يحلم ويتنفّس حريّة

نعم؛ الحريّة خير علاج للسّجين.

مطلع لرواية "على بوابة مطحنة الأعمار" للأسير أحمد صلاح الشويكي (رواية أسير محرر، 160 صفحة، لوحة الغلاف: جهاد أبو بادي، صدرت يوم 08.02.2022 تزامنًا مع تحرّره من الأسر بعد قضاء حكم 20 سنة، ومن الجدير بالذكر أنّه أعتقل وعمره 14)

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق