اليوم الجمعة 11 إبريل 2025م
تطورات اليوم الـ 25 من حرب الإبادة الجماعية على غزة بعد استئنافهاالكوفية أونروا: نزوح 400 ألف شخص في غزة منذ استئناف الحربالكوفية مراسلنا: مدفعية الاحتلال تجدد قصفها على حي الشجاعية شرق مدينة غزةالكوفية طائرات الاحتلال تشن غارة عنيفة شمال مدينة رفحالكوفية شهيدان ومصابون في قصف الاحتلال تجمعا للأهالي في منطقة العطاطرة بمدينة بيت لاهيا شمالي قطاع غزةالكوفية شهداء ومصابون باستهداف الاحتلال مواطنين في بيت لاهيا شمالي قطاع غزةالكوفية مدفعية الاحتلال تقصف حي السلام جنوب مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزةالكوفية إطلاق نار مكثف من دبابات الاحتلال في أحياء السلام والمنارة وقيزان النجار جنوبي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزةالكوفية مقررة أممية تطالب العالم بفرض عقوبات على دولة الاحتلال وإلزامها بوقف الحرب على غزةالكوفية طائرات الاحتلال تجدد غاراتها على منطقة قيزان النجار جنوبي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزةالكوفية مدفعية الاحتلال تقصف منطقة المحررات وقيزان رشوان الجنوبي بمدينة خانيونسالكوفية قصف مدفعي على حي السلام وقيزان النجار جنوبي مدينة خان يونسالكوفية وسائل إعلام يمنية: 11 غارة أمريكية استهدفت مناطق عدة في العاصمة صنعاءالكوفية ألف جندي إسرائيلي يقودون تمردا داخل جيش الاحتلالالكوفية 5 شهداء بينهم ثلاثة أطفال وعدد من المصابين جراء قصف الاحتلال منزل عائلة الفرا شمالي خان يونسالكوفية معلومات خطيرة عن مخطط "الضم الصامت" الإسرائيليالكوفية مجاعة وأوبئة.. الاحتلال ينشر الموت في قطاع غزةالكوفية 4 شهداء وعدد من الإصابات وصلت مشفى ناصر جراء قصف منزل عائلة الفرا في خانيونسالكوفية شهيدة ومصابون في قصف الاحتلال منزلاً لعائلة الفرا في منطقة الشيخ ناصر شرق خانيونسالكوفية اشتعال النيران جراء قصف الاحتلال منزلاً لعائلة الفرا شرق خانيونسالكوفية

على بوابة مطحنة الأعمار

11:11 - 15 فبراير - 2022
حسن عبّادي
الكوفية:

ضمن مشروعي التواصليّ مع أسرى يكتبون التقيت بالكثير من الأسرى؛  نحن بلد المليون أسير،  والأسر داهم غالبيّة بيوت بلادنا، من جميع الأطياف، وحلّق في فضاء غالبيّة اللقاءات طفولة سليبة؛ أطفال وأشبال وفتيان وفتيات أسرى وبالمقابل أباء وأمهّات أُبعدوا قسرًا عن أطفالهم وأحفادهم.

التقيت بمرح التي اعتقلت يوم 12.10.2015، طفلة "مواليد 29.01.1999"، وملك "مواليد 2000 ومعتقلة منذ 09.02.2016" ونورهان "مواليد 1999 ومعتقلة منذ  23.11.2015 " وما زلن خلف القضبان،  عشنَ طفولة مختلفة... طفولة لا تملك دميةً، لكنّها تملكُ قضيّة! اعتقلن في عزّ طفولتهن لتبدأ رحلة العذاب، عبثيّة محاكم الاحتلال وأحكامه الجائرة في غربة مستديمة بانتظار حضن الأم، فالغربة لا تُقاس بعدد الخطوات بين اثنين؛ بل الغربة أن لا تتنفّسَ عبق من تحبّ، فتعيش القلق والشوق ليل نهار. إنّها حكاية الطفل الفلسطينيّ الذي يخرج من رحم أمّه إلى النور مستعدّا لخوض الحياة المحتلّة، والأيام المحتلّة، والأحلام المحتلّة أيضًا ليغمس التراب بالحليب ليصير مولود الأمّ والأرض معًا!

إنّها الطفولة الفلسطينيّة السليبة، والطفولة أمنيات لا تتحقّق، والوطن تمرّ فيه كلّ الأجيال  إلّا جيل الطفولة، بلا فرح وأحلام؟ يرضع ويكبر ليصير وجبة شهيّة للأسر.

آلاف الأطفال دفعوا ضريبة حبّ الوطن ومرّوا بمدرسة الأسر في سجون الاحتلال، والتقيت ذات صباح في سجن "مجيدو" بالطفل عثمان وقابلني بابتسامة طفوليّة  تعانق السماء، شبل يقبع في زنازين الاحتلال، سُلبت طفولته ليتعلم فنّ الطبيخ خلف القضبان فصار خبيرًا بطَهي المجدّرة والمقلوبة والمنسف، يهتم بالدراسة والتثقيف الذاتي لإكمال التوجيهي وتحقيق أحلامه والالتحاق بالجامعة ومسارها الأدبيّ، إذ كان أخوه عبد القادر يقبع في نفس السجن ولكنّه محروم من لقائه.

التقيت عبد القادر بعد تحرّره، وحين سألته عن عثمان أجابني أنّه لازمه الفترة الأخيرة ذات الغرفة لأنّه "بوغَر!" -يعني أصبح بالغًا. بالعبريّة: بوغِر: بلغ سن الرشد القانونيّة، أي الثامنة عشرة-.

وها هو الطفل أحمد شويكي الذي أعتقل في الرابعة عشر من عمره قد "بوغَر" وكتب لنا رحلة الآلام التي مرّ بها على مدار عشرين عاما في غياهب السجون ليسطّر لنا بحروف من دم مسيرة طفل ترعرع وكبُر، ليكتب لنا تجربته وزملاء الأسر، بطولها وعرضها، دون رتوش، حاولت طحنه في مقبرة الأعمار ولكن نجا من براثنها ليحكي لنا الحكاية.

من المعروف أنه قد كتب أدب السجون أيضا من رصدوا تجارب سجناء عرفوهم أو كتبوها معًا.  "تلك العتمة الباهرة" كتبها طاهر بن جلون، وهي رواية تتحدث عن معتقل "تزممارت"، تروى مأساة السجين عزيز بنين، الذي قضى عامين في السجون المغربية، ثم نُقل إلى جحيم تزممارت  ليقضي فيه 18 عامًا آخر ويوثّقها هذه المرة طاهر بن جلون، فبعد خروج عزيز من سجنه ذهب إلى ابن جلون وأدلى له بوجعه ومأساته،  طالبًا منه توثيق هذه الأحداث بقلمه، وبالفعل جسدها ابن جلون بشكل لا يُصَدق ومن شدة تأثر ابن جلون بما حدث لعزيز، ذكر أنه كان يرتجف ويتصبب عرقاً وهو يكتب الرواية، وكانت تعتريه لحظات من البكاء الهيستيري جراء الآلام النفسية التي تعرض لها عزيز ومن معه.

وها هو أحمد يكتب لنا تجربته، ترافقه أخته رائدة، وتنجح مخطوطته باختراق القضبان، ليتحقّق حلمه وتصدر تزامنًا مع يوم تحرّره بعد عشرين عامًا في زنازين الاحتلال.

تُعتبر الكتابة متنفّسًا للأسير تجعله يحلم ويتنفّس حريّة

نعم؛ الحريّة خير علاج للسّجين.

مطلع لرواية "على بوابة مطحنة الأعمار" للأسير أحمد صلاح الشويكي (رواية أسير محرر، 160 صفحة، لوحة الغلاف: جهاد أبو بادي، صدرت يوم 08.02.2022 تزامنًا مع تحرّره من الأسر بعد قضاء حكم 20 سنة، ومن الجدير بالذكر أنّه أعتقل وعمره 14)

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق