الأونروا: غزة تستقبل 2026 بأوضاع كارثية ومنع إسرائيلي يفاقم الأزمة الإنسانية
نشر بتاريخ: 2025/12/26 (آخر تحديث: 2025/12/26 الساعة: 21:31)

متابعات: قال المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عدنان أبو حسنة إن قطاع غزة يستقبل العام الجديد 2026 في ظل أوضاع إنسانية كارثية وأزمة غير مسبوقة، تطاول حياة أكثر من مليوني فلسطيني، بعد أكثر من عامين من الحرب وتداعياتها المدمرة، مؤكداً أن عمل الوكالة الأممية يواجه صعوبات جسيمة نتيجة القيود الإسرائيلية ومنع إدخال المساعدات.

وأوضح أبو حسنة، في تصريحات صحفية، أن الأونروا لا تزال تواجه تحديات كبيرة في توفير المساعدات الإنسانية، في ظل منع إسرائيل دخول آلاف الشاحنات المحمّلة بالمواد الغذائية والأغطية، والتي تكفي لتلبية احتياجات نحو 1.1 مليون شخص، إضافة إلى كميات من الطحين تكفي جميع سكان قطاع غزة.

وأشار إلى أن هذه المساعدات تشمل أيضاً مئات آلاف الخيام والأغطية والشوادر البلاستيكية، القادرة على تلبية احتياجات نحو 1.3 مليون شخص.

وأضاف أن سلطات الاحتلال تواصل وضع العقبات أمام عمل الأمم المتحدة، من خلال منع دخول الموظفين الدوليين، ومنع المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني من دخول قطاع غزة والضفة الغربية، في خطوة قال إنها تعيق بشكل مباشر إدارة العمليات الإنسانية والإغاثية.

عجز مالي حاد

وفي السياق ذاته، أشار أبو حسنة إلى أن الوكالة تواجه عجزاً مالياً حاداً، موضحاً أنها بحاجة إلى نحو 200 مليون دولار حتى نهاية مارس/آذار المقبل، لتأمين رواتب الموظفين.

ولفت إلى أن الأزمة المالية لا تقتصر على غزة والضفة الغربية، بل تمتد إلى عمليات الأونروا في لبنان وسورية والأردن، محذراً من أن استمرار هذا العجز يهدد قدرة الوكالة على مواصلة تقديم خدماتها لملايين اللاجئين الفلسطينيين.

ورغم هذه التحديات، أكد أبو حسنة أن الأونروا تواصل عملها في قطاع غزة على مختلف المستويات. وقال إن الوكالة تمكنت من استئناف العملية التعليمية لنحو 300 ألف طالب في مدارسها، من بينهم 70 ألفاً يتلقون التعليم الوجاهي، رغم تعرض عدد كبير من المدارس للتدمير خلال الحرب.

وأضاف أن الأونروا أنشأت مئات المساحات التعليمية داخل المدارس المدمرة، بالتعاون مع المجتمع المحلي وفي مراكز الإيواء.

ضغط الخدمات الصحية

وعلى الصعيد الصحي، أوضح أن الوكالة افتتحت عدداً من العيادات الجديدة في شمال قطاع غزة ومدينة غزة، لتقديم الخدمات الطبية لنحو 16 ألف مريض يومياً في مختلف مناطق القطاع.

كما واصلت الأونروا، بحسب أبو حسنة، عمليات جمع النفايات الصلبة، حيث جرى ترحيل آلاف الأطنان من النفايات، إلى جانب توزيع مياه صالحة للشرب لمئات آلاف الفلسطينيين.

وأشار أيضاً إلى أن الوكالة قدمت دعماً نفسياً واجتماعياً واسعاً للسكان، موضحاً أنه منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، قدمت الأونروا نحو 15 مليون استشارة طبية ونفسية في مختلف مناطق قطاع غزة.

وأضاف: “رغم هذه الجهود، لا تزال الأوضاع في القطاع بالغة الصعوبة، إذ تنتظر مئات آلاف الخيام والملابس على معابر غزة لتلبية الاحتياجات الأساسية للاجئين”.

قرار العدل الدولية

وفي ما يتعلق بحملات التشكيك، قال أبو حسنة إن الهجمات الإسرائيلية الهادفة إلى إنهاء عمل الأونروا تتواصل، عبر حملات تضليل وتشكيك بدورها وأهميتها. لكنه أشار في المقابل إلى أن الوكالة حظيت بدعم دولي واسع، حيث جددت 151 دولة دعمها للأونروا لمدة ثلاث سنوات، معتبراً أن ذلك “رسالة واضحة من المجتمع الدولي بأن الأونروا ستواصل عملها، وأن هناك ثقة دولية برسالتها”.

ولفت أبو حسنة إلى قرار محكمة العدل الدولية الصادر قبل نحو شهرين، والذي قال إن إسرائيل فشلت فيه في إثبات أن الأونروا تحيد عن مبدأ الحياد أو تخالف قرارات الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن المحكمة طالبت إسرائيل بتسهيل عمل الوكالة في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس.

وفي الضفة الغربية، أشار إلى أن الأونروا تواجه تحديات إضافية في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في مخيمات اللاجئين، مثل طولكرم ونور شمس وجنين، ما أدى إلى تشريد أكثر من 30 ألف فلسطيني حتى الآن، إلى جانب القيود المشددة ومنع عمل الوكالة في مدينة القدس.