لا بـديـل عـن الـسـلام مـع الـفـلـسـطـيـنـيـيـن
نشر بتاريخ: 2020/09/01 (آخر تحديث: 2025/12/16 الساعة: 22:18)

اتخذت دولة اتحاد الإمارات قرارا شجاعا ومهما حين قررت تطبيع العلاقات مع إسرائيل حتى دون انتظار السلام بيننا وبين الفلسطينيين. والقرار في نهاية الأسبوع لوقف المقاطعة على إسرائيل، الذي اتخذه زعيم الاتحاد الفعلي، الشيخ محمد بن زايد، مهم على نحو خاص، وينبغي الأمل في أن تتبناه دول عربية اخرى سواء اقامت علاقات دبلوماسية معنا أم انتظرت موعدا آخر.

ان حقيقة أن العالم العربي لم يهاجم اتحاد الامارات وانقسمت ردود فعله بين التأييد وبين الصمت، مشجعة. وهذا، أغلب الظن، تعلم من التجربة البشعة لمقاطعة مصر بعد توقيعها اتفاق السلام مع اسرائيل، قبل أكثر من 40 سنة. والدولتان الاسلاميتان اللتان انتقدتا بشدة اتحاد الامارات كانتا بالذات دولتين غير عربيتين: ايران وتركيا (التي توجد لها هي نفسها علاقات دبلوماسية معنا...).

ان رحلة "ال عال"، التي انطلقت، امس، الى ابو ظبي، ليست أمرا لا يؤبه له، وحتى لو كان صحيحا انه يوجد بين اسرائيل وبين الامارات علاقات تجارية وأمنية منذ عشرات السنين، فلا ينبغي المقايسة بين علاقات مخفية وبين علاقات علنية. هذا هو الفرق بين النهار والليل، وليس فقط في الالوان الدبلوماسية.

بعد اتفاق اوسلو، في عامي 1994 – 1995، وصلنا الى دول الخليج وشمال افريقيا وفتحنا ممثليات في غير قليل من الدول، حين ادار ممثلون سفارات عمليا. عملنا في حينه، على خلفية المؤتمرات الاقتصادية السنوية ايضا، والتي عقدت بمشاركتنا، وفي ضوء المفاوضات التي تقدمت مع الفلسطينيين، في أنه اقترب تحويل كل الممثليات الى سفارات كاملة، وانه سيكون تطبيع بيننا وبين الدول العربية البراغماتية، ولكن هذه النافذة اغلقت مع تغيير سياسة اسرائيل في الموضوع الفلسطيني، في بداية ولاية نتنياهو. ما يبذله، اليوم، رئيس الوزراء من جهود تطبيعية بمساعدة ادارة ترامب هو اصلاح لما توقف قبل نصف يوبيل، وحسن ان هكذا.

ولكن علينا أن نتذكر: هذا لن يكون بديلا عن التسوية مع الفلسطينيين. اذا لم نسارع الى تثبيت حدود بين اسرائيل وبين الدولة الفلسطينية المستقلة، فسيصبح الوضع القائم – دون صلة بالتطبيع المبارك مع قسم من العالم العربي – واقع دولة واحدة، تتحكم فيها الاقلية بالأغلبية، وهذه، لا سمح الله، نهاية الحلم الصهيوني.

 

عن "إسرائيل اليوم"