القدس المحتلة - قال عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح ديمتري دلياني، إن التصريحات الصادرة عن وزير الإبادة في دولة الاحتلال 'إسرائيل كاتس' بشأن عدم الانسحاب من غزة تمثل إعلانًا مباشرًا لمشروع استعمار دائم تنفذه دولة الابادة بقرار سياسي واعٍ. وأوضح أن هذا الإعلان ينسجم مع مواقف سابقة لمسؤولين إسرائيليين متورطين في جرائم الابادة، ومن بينهم بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير ورون ديرمر، ويعكس توجها ثابتا داخل بنية حكومة بنيامين نتنياهو نحو تعزيز الهيمنة الاستعمارية على غزة.

وأكد دلياني أن إعلان وزير الإبادة الإسرائيلي نيّة دولته عدم الانسحاب من غزة يشكل خرقًا صريحًا للنقطة 16 من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب حول غزة، التي نصت بوضوح على الانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع، وهو إطار جرى اعتماده دوليًا في قرار مجلس الأمن رقم 2803، قبل أن تقوم دولة الاحتلال بإسقاطه عمليًا عبر الاستمرار في ارتكاب جرائم حرب ترسّخ استعمارًا دائمًا لا رجعة عنه.

وأشار دلياني إلى أن هذه التصريحات تتزامن مع تكثيف عملية عَسكَرة قطاع غزة منذ 10 أكتوبر الماضي، يوم بِدء سريان ما سُمي بوقف إطلاق النار، من خلال تموضع عسكري دائم، وبناء منشآت محصنة، وشق ممرات عسكرية بالقوة، مؤكدا أن التحليل لصور الأقمار الصناعية يثبت قيام دولة الاحتلال ببناء 13 موقعًا عسكريًا جديدًا داخل غزة، وتوسيع 48 موقعًا قائمًا، وتعزيز السيطرة العسكرية على أكثر من 53 في المئة من مساحة القطاع، وفرض 27 علامة سيطرة عسكرية جديدة غرب الخط الأصفر الذي أعلنته دولة بنفسها، إلى جانب تدمير مستمر للمباني والبنية التحتية في شرق خانيونس ورفح.

وختم المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح بالتأكيد أن تلاقي التصريحات الإسرائيلية مع الوقائع العسكرية على الارض، والموثقة بصور الأقمار الاصطناعية، يكشف مشروعا استعماريا اسرائيلياً دائما يستهدف فرض سيطرة لا رجعة عنها على غزة عبر تعزيز التمكين العسكري، والاستيلاء على الأرض، والاستمرار في ارتكاب جرائم حرب في ظل حصار إبادي ما زال مفروضاً على اهلنا في القطاع.