خاص بالفيديو|| "السيد وهيثم".. إهمال متعمد من السلطة ورصاص يغتال حلم العودة  
نشر بتاريخ: 2019/04/18 (آخر تحديث: 2025/12/16 الساعة: 17:39)

غزة: محمد عابد: تحدث المزارع الجريح السيد عبد الحليم فطاير، القاطن بدير البلح وسط قطاع غزة، لـ" الكوفية"، عن رحلة علاجه عقب إصابته بطلق ناري متفجر خلال مشاركته في فعاليات مسيرات العودة الكبرى بمنطقة البريج شرق المحافظة الوسطى، وتجاهل المسؤولين له.

المزارع الذي عشق الأرض، والأرض عشقته أيضا، بعد أن سقاها بعرق جبينه، من عشقه لفلسطين وترابها، حرص علي المشاركة في مسيرات العودة منذ الإعلان عنها، ولم ينقطع عن المشاركة في تلك المسيرات ، إلي أن أصيب بطلق ناري مفتجر منعه من الخروج من باب غرفته.

قال السيد فطاير"الكوفية" بصوت متقطع يحمل بين نبراته الغصة والوجع، متحدثًا عن يوم إصابته :" مساء يوم الجمعة 6/4/2018 ، خلال مشاركتي في مسيرة العودة الكبرى، في منطقة البريج، شرق المحافظة الوسطي، أصبت بعيار ناري متفجر في القدم اليمني، علي إثره تم نقلي إلي مستشفي شهداء الأقصى، وتم إجراء عدة عمليات، وتركيب جهاز بلاتين، وتم تنظيف مكان الإصابة، ونظرًا لزيادة عدد الجرحى قرر الأطباء تخريجي من المستشفي ، علي أن أكمل العلاج من البيت، وبعد ثلاث شهور من الألم وخلال توجهي للمراجعة الشهرية اكتشف الأطباء أن جهاز البلاتين الخاص بقدمي ، قد تم تركيبه بشكل خاطئ، نتج عنه أعوجاج في القدم، وقصر 5 سنتيمتر نتيجة عدم التحام العظام ، وقرر الأطباء فك جهاز البلاتين، وإعادة تركيب جهاز أخر جديد، وبالفعل تم فك الجهاز القديم، وقام الأطباء بتركيب جهاز جديد، وبعد فترة بدأت "براغي" الجهاز تتحرك، وتؤلمني بشكل جنوني، نتج عنه التهاب في العظام، وخلال تواجدي في أحدى المراجعات في مستشفي الشفاء شاهدني وفد إسباني كان موجود هناك وقرر كسر قدمي من جديد، وتجبيسها لتصحيح الأعوجاج وبالفعل تم كسرها وإعادة تجبيسها، وتم تركيب جهاز البلاتين مجددًا، ولا زالت قدمي على نفس الحالة منذ قرابة العام ".

فصول المآساة تتكرر

وفي ذات المنزل تتكرر فصول المأساة والمعاناة مع الجريح هيثم فطاير ابن عم الجريح السيد فطاير، هيثم فطاير البالغ من العمر 22 عامًا، أحد رموز مخيم العودة شرق المحافظة الوسطي قال لـ"الكوفية":" تعرضت للإصابة في المرة الأولي بطلق ناري حي في الكتف الأيسر، وبمجرد تماثلي للعلاج قررت المشاركة مجددًا في مسيرة العودة، وفي مساء جمعة لا للتطبيع والتي وافقت 9/11/2018 ، تعرضت للإصابة بطلق ناري متفجر في القدم أليسري، تم علي إثرها نقلي إلى مستشفي شهداء الأقصى، لأقضي هناك 15 يومًا ، ومن ثم تم تحويلي إلي مستشفي الشفاء وسط مدينة غزة ، وبعدها إلي مستشفي المقاصد في القدس المحتلة لأقضي هناك 15 يوماً، وها أنا حتى الآن أكمل العلاج وأتابع مع مؤسسة أطباء بلا حدود، وخلال تلك الرحلة تم إجراء قرابة الخمسة عمليات جراحية في القدم، والنتيجة إعاقة مستديمة حتى اليوم ، نتيجة سقوط في القدم".

إهمال متعمد

بابتسامة مغموسة بالألم يتحدث أبناء العم هيثم والسيد فطاير عن مسلسل الإهمال المتعمد الذي تعرضا له، يبدأ السيد فطاير حديثه لـ "الكوفية"، مؤكدًا أن المسئولين والقائمين علي مسيرات العودة ، وحتى بعض الأطباء في المستشفيات الحكومية، يتعاملوا مع الجرحى وكأنهم عبء علي المجتمع، وكأنهم لا يستحقوا الحياة، فبعض الأطباء يقول لك ما الذي أجبرك علي الذهاب إلي مسيرة العودة، والبعض الأخر يقول لك اذهب لمن أخدك إلي تلك المسيرات، وكأننا كنا لصوص، أو مرتزقة وانتهي دورنا في هذه المرحلة".

وأكمل الحديث هيثم فطاير، قائلًا:"لا أحد يعاملنا معاملة كريمة ، علي الرغم من تلبيتنا لنداء الوطن والواجب، خلال محاولتي المتكررة الذهاب مرة أخري إلي مستشفي المقاصد في القدس، فوجئت بردود مضنية من دائرة العلاج بالخارج، تؤلم كل يسمعها، شعرت للحظة أنني أتسول العلاج ".

أصعب اللحظات

من جانبه، تحدث السيد فطاير، عن أصعب اللحظات التي مر بها منذ إصابته حين طلب ابنه الصغير مصروفه اليومي ، وهو لا يستطيع توفيره له، لأنه أصبح من ذوي الإعاقة، والأشد صعوبة حين لا يملك مواصلات الطريق ليذهب للمراجعة في مستشفي الشفاء، ويجد نفسه مضطرًا للالتحاق بباص طلبة الجامعات، ومن ثم يتسول السائقين لينقلوه إلى المستشفي.

أما هيثم فطاير فقال إن أصعب اللحظات التي تمر عليه،" حينما يريد الذهاب إلي الحمام ولا يجد من يساعده في ذلك، حينها يشعر بالعجز التام ".

مناشدات نتمنى أن تصل

وناشد الجريحين هيثم والسيد فطاير، كافة المسؤولين بضرورة معاملتهم معاملة تليق بتضحياتهم، وتشعرهم أنهم  كباقي البشر، مطالبين بضرورة توفير العلاج اللازم لهم، وتوفير لو راتب رمزي ليتسن لهم إكمال حياتهم ، ولا يشعروا بأنهم أصبحوا عالة علي المجتمع .

كما وناشد الجريحين فطاير كافة قيادات غزة بضرورة الوقوف عند مسؤولياتهم تجاه أبناء شعبهم، وعدم النظر لهم نظرة متعالية وكأن الجرحى والمصابين مجموعة من المجرمين، فبدلًا من أن يكرموهم يمعنوا في إذلالهم وأهانتهم .