نشر بتاريخ: 2020/09/07 ( آخر تحديث: 2020/09/07 الساعة: 05:46 )
بقلم: نوعا لنداو

ترامب ونتنياهو يصنعان السلام مع كوسوفو من أجل "إنجازات انتخابية"!

نشر بتاريخ: 2020/09/07 (آخر تحديث: 2020/09/07 الساعة: 05:46)

بقي شهران على انتخابات الرئاسة الأميركية، والمرشح، دونالد ترامب، موجود في حمى تقديم الانجازات. وحسب كلام صهره، كبير المستشارين جارد كوشنر، حصاد الانجازات. في مجال السياسة الخارجية الأميركية فإن هذا الذعر تتم ترجمته الى استراتيجية يمكن وصفها للحظة وباختصار بـ»ترامب يصنع سلاماً من برجه العاجي».

هدف الرئيس الأميركي هو التوسط قدر الامكان من أجل الوصول الى اتفاقات دولية تعرضه وسيطاً للصفقات الفضلى، الأمر الذي يحبه. وهو يفضل أن تكون النزاعات الدولية، التي يقوم بحلها بقدر الامكان، تاريخية ومغطاة اعلاميا. إسرائيل حصلت على الدور الرئيسي لهذا العرض الذي يقوم به ترامب، سواء أكانت معنية بذلك أم لا. الأساس هو أن القاعدة الافنغلستية معنية بذلك.

هكذا تم ضم إسرائيل في نهاية الاسبوع الماضي الى اتفاقات تطبيع العلاقات الاقتصادية بين صربيا وكوسوفو. ولسنوات كثيرة رفضت إسرائيل مرة تلو الاخرى الاعتراف باستقلال كوسوفو ذات الاغلبية المسلمة. كانت الذريعة الرسمية معارضة صربيا لذلك. ولكن عمليا السبب الأكثر عمقا كان منع سابقة تمكن من الاعتراف باعلان أحادي الجانب عن استقلال فلسطين. صحيح أنه خلال السنوات الأخيرة كان هناك جس نبض لفتح مكتب تجاري لكوسوفو في تل ابيب، لكن إسرائيل واصلت رفض الاعتراف الكامل بها كدولة.

المشكلة لم تكن في كوسوفو. فهناك بالضبط رغبوا جدا في أن تعترف إسرائيل بهم. كانت المشكلة دائما لدينا. والآن بضغط من ترامب غيّر رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، موقف إسرائيل بعيد المدى في هذا الموضوع، وقرر الاعتراف بكوسوفو بشكل رسمي. في المقابل، قيل إن كوسوفو ستفتح سفارة في القدس. وهذه الخطوة تساعد رواية ترامب ونتنياهو.

حسب هذه الرواية، أعلن نتنياهو بأن «كوسوفو ستكون الدولة الاولى ذات الاغلبية المسلمة التي ستفتح سفارة في القدس. دائرة السلام والاعتراف بإسرائيل تتوسع ويتوقع أن تنضم اليها دول اخرى»، في حين أن ترامب بالغ في وصف هذه الخطوة بـ»يوم آخر رائع للسلام في الشرق الاوسط»، حيث يخلط في تغريدة واحدة نزاع البلقان والصراع الإسرائيلي – الفلسطيني في عصيدة عالمية كبيرة واحدة.

تعتبر صربيا هذه الاتفاقات بالاساس فرصة اقتصادية على خلفية رغبتها في قبولها عضواً في الاتحاد الأوروبي. وقد وقعت على هذه الاتفاقات مع الولايات المتحدة وليس مع جارتها. هي لم تعارض اعتراف إسرائيل بكوسوفو. وفي محيط نتنياهو أكدوا على ذلك، من أجل تعزيز ادعائهم بأن هذه كانت المشكلة حتى الآن.

تعهدت صربيا ايضا بنقل سفارتها الى القدس بعد سنة تقريبا. لماذا بعد سنة فقط؟ يمكن الافتراض أنهم في صربيا يفضلون أولا فحص هل ترامب سيبقى في البيت الابيض قبل البدء بخطوات دراماتيكية جدا. وهم ايضا كأعضاء مستقبليين في الاتحاد الاوروبي سيكون لديهم تبرير لعدم فعل ذلك، حيث إن الاتحاد يعارض نقل السفارات الى القدس.

في نهاية المطاف، اعتراف إسرائيل بكوسوفو خطوة ايجابية كان يجب أن تحدث قبل سنوات كثيرة دون صلة بالطريقة التي ولدت فيها الآن. ولكن لا يوجد أي اتفاق، مباشر أو غير مباشر، مع أي دولة اسلامية يمكنه أن يغيّب من هنا الى البلقان الفلسطينيين. هذا هو النزاع الحقيقي الذي يجب حله.

 

عن «هآرتس»