نشر بتاريخ: 2019/12/26 ( آخر تحديث: 2019/12/26 الساعة: 06:24 )
هاني أبو عكر

دعم إمارات الخير لفلسطين 

نشر بتاريخ: 2019/12/26 (آخر تحديث: 2019/12/26 الساعة: 06:24)

إنها الإمارات العربية المتحدة خيمة فلسطين الثانية ومهد ثورتنا وقلب عالمنا العربي وحاضنة قضيتنا ولحاف صمودنا، لم تفرق يوما بيننا وبين مواطنيها ولم تتخلَ عنا لا دعما إقتصاديا ولا سياسيا ولا ثقافيا ولا دوليا ، وكأنها عروس فلسطين وبوثقة مجدها وقلب وجدانها ، كانت البداية من أب العرب المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد ، لم يكن الدعم محصورا في الخطابات السياسية والمؤتمرات الدولية والعربية ، بل تعدى ذلك إلى الأفعال لا الأقوال فقط من خلال المساعدات المتنوعة والوفيرة الخيرة الذي قدمها وإستمرت قائمة من خير سلف لخير خلف، وبتوجيهات من سموه (رحمه الله) وبوصيته بعد موته ، أن الدعم للشعب الفلسطيني وفلسطين والقدسه هو واجب الأخ لأخيه والعربي لعروبته والمسلم لإخوانه ، ليتخطي محنه الظلم المتعاقبة من الإحتلال ، لقد كانت دولة الإمارات العربية المتحدة من أوائل الدول العربية التي بادرت إلى الاعتراف بدولة فلسطين فور إعلانها في 15 نوفمبر 1988 خلال خطاب ألقاه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في المؤتمر الوطني الفلسطيني في الجزائر.

وكانت دولة الإمارات نصيراً للمواقف الفلسطينية العادلة في المحافل والمنابر الدولية المختلفة والمتنوعة ، وبخاصة في الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة، حيث كانت دائماً تؤكد على حق الشعب الفلسطيني في استرداد حقوقه المشروعة، وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف والإعلام بكل وضوح الوقوف بجانبه ظالما ومظلوما.

ومن الأمثلة المشرفة لمواقف دولة الإمارات العربية المتحدة السياسية بقيادة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني موقف دولة الإمارات الحازم في وجه المجازر الوحشية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد انتفاضة الشعب الفلسطيني منذ اندلاعها في شهر سبتمبر 2000م احتجاجاً على انتهاك أرييل شارون لحرمة المسجد الأقصى ،وقد دعا سموه (رحمه الله ) عند استقباله مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط السيد وليم بيريز في أبوظبي يوم 14 يناير 2002م الولايات المتحدة باعتبارها الراعي الأول لعملية السلام في الشرق الأوسط إلى تحمل مسؤولياتها لوضع حد للعدوان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين وتحدي إسرائيل لإرادة المجتمع الدولي وتهديدها للأمن والسلام في المنطقة.

وأكد سموه على أنه في إطار الحملة الدولية لمكافحة الإرهاب يجب ألا يترك الإرهاب الإسرائيلي في فلسطين دون معاقبة .

وقد قدمت دولة الإمارات بتوجيهات من سموه (رحمه الله) ومن شيوخ من خلفه وعلى رأسهم يمو الشيخ محمد بن زايد دعماً بلا حدود لنصرة نضال الشعب الفلسطيني من أجل استرداد حقوقه الوطنية وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف.

وفي المجال الإنساني، تبنت دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة سموه تنفيذ العشرات من المشاريع في الأراضي الفلسطينية المحتلة لدعم صمود الشعب الفلسطيني وتعزيز الخدمات الأساسية الصحية والتعليمية في الأراضي المحتلة والحفاظ على الهوية العربية الإسلامية للمناطق الفلسطينية التي تحاول قوات الاحتلال طمسها، ومن الأمثلة كذلك ما قدمته دولة الإمارات من مساعدات عينية ومادية للشعب الفلسطيني من خلال هيئة الهلال الأحمر الإماراتية حيث كانت وفود الهيئة تقوم بزيارات ميدانية للمناطق الفلسطينية للإطلاع على احتياجات الشعب الفلسطيني وتلبيتها، وفي إحدى الزيارات التفقدية، قرر سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدولة للشؤون الخارجية ورئيس هيئة الهلال الأحمر، وبتوجيهات من المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان، تخصيص مبلغ عشرة ملايين درهم لإعادة تعمير وصيانة المباني التي تضررت نتيجة العدوان الصهيوني على الفلسطينيين، كما تم افتتاح عدد من المشاريع التي تمولها الإمارات مثل مستشفى الشيخ زايد في رام الله والمستشفى الإماراتي الأردني في مدينة البيرة الذي تقيمه الخدمات الطبية الملكية الأردنية بتمويل إماراتي، كما وضع وفد الهلال الأحمر الإماراتي حجر الأساس لمشاريع تعميرية أخرى قررت الإمارات إقامتها في فلسطين ،وقامت دولة الإمارات كذلك بتجهيز مستشفى الشيخ زايد الجراحي في رام الله بما تحتاجه من أجهزة ومعدات طبية كما أولت هيئة الهلال الأحمر اهتماماً خاصاً للمسجد الأقصى والقدس، حيث قررت الجمعية افتتاح عيادة للهلال الأحمر في باحات المسجد الأقصى وتم وضع حجر الأساس لبناية سكنية في منطقة مجاورة للقدس يتم وقفها لمصلحة مشاريع المسجد الأقصى وتتألف من سبعة طوابق بكلفة مليون درهم وتخدم مائة عائلة مقدسية وهو المشروع الثاني الذي توقفه الجمعية للقدس.

وفي غزة، أنشأت دولة الإمارات العربية المتحدة مدينة الشيخ زايد في غزة لإيواء الفلسطينيين الذين هجرتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي وهدمت منازلهم في اعتداءاتها المتكررة على القطاع، وتكفل المغفور له – بإذن الله – الشيخ زايد بإعادة أعمار مخيم جنين الذي دمرته قوات الاحتلال الإسرائيلي في أبريل الماضي ببناء 800 وحدة سكنية بتكلفة 27 مليون دولار.

كما كان لتوجهات المغفور له بإذن الله الشيخ زايد الداعمة للشعب الفلسطيني أكبر الأثر في شحذ همم أبناء الإمارات ليهبوا لمساعدة إخوانهم في فلسطين من خلال جمع التبرعات والمساعدات العينية لتمكين أبناء الشعب الفلسطيني من الصمود على أرضهم. كما ساهمت قناة أبوظبي عام 2003 في تنظيم حملة تبرعات للفلسطينيين على مستوى الوطن العربي وشاركت فيها شخصيات إعلامية وثقافية وسياسية مرموقة ،وقد أسفرت الحملة عن جمع ما يزيد عن 120 مليون درهم أرسلت لتنفيذ مشاريع إنسانية وتنموية في فلسطين.

وفي مناسبات عديدة، كانت قضية فلسطين والأحداث المتتالية التي شهدتها الساحة الفلسطينية تحتل مساحة مهمة من البيانات التي كان المجلس يصدرها في أوقات مختلفة، ففي مارس 1994، أدان المجلس الوطني الاتحادي في بيان له الجريمة البشعة التي ارتكبها المستوطنون الإسرائيليون في الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل، وتعهد بإثارة هذه الجريمة البشعة في المحافل الدولية، وخاصة مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي الذي كان مقرراً عقده في باريس في ذات الشهر، بهدف تعبئة الرأي العام ضد هذا العمل الغادر الذي يعد اعتداء صارخاً على حقوق الإنسان وإقامة شعائره الدينية في ظل ظروف آمنة. كما أصدر المجلس بياناً يعبر فيه عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني وانتفاضته الشعبية جاء فيه

"إن المجلس الوطني الاتحادي ليعرب عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني، وتأييده الكامل لهذه الانتفاضة المباركة التي تمثل نقطة تحول هامة في تاريخ النضال والصمود الشعبي الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني" ...."وإذ يحيي المجلس الوطني الاتحادي نضال الشعب الفلسطيني الباسل ليدعو مجالس العالم النيابية، والهيئات والمنظمات، والقوى المحبة للسلام إلى تحمل مسؤولياتها التاريخية باستثارة الضمير العالمي لوقف محاولات الإبادة الجماعية والطرد التي تمارسها إسرائيل لتفريغ الأرض العربية من أصحابها الشرعيين" ... ويرى المجلس الوطني الاتحادي أن إقرار السلام الشامل في الشرق الأوسط لا يمكن أن يقوم على القمع والقتل والإرهاب، وإنما يقوم على أساس من العدالة والاحترام لميثاق حقوق الإنسان والمواثيق والأعراف الدولية، ولن يتحقق ذلك إلا بإقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة على أرضه وترابه الوطني.

ونتج ذلك عن تفعيل الكلمات الأفعال، حيث ثم

بناء مدينة الشيخ زايد شمال قطاع غزة، وتضمّ المدينة التي بلغت تكلفة بنائها 227 مليوناً و850 ألف درهم إماراتي (736) وحدة سكنية، توزّع على المستفيدين بالتنسيق مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ،حيث بدأ التنفيذ الفعلي في فبراير 2002م، وتمّ إستلامه بصورته النهائية في سبتمبر 2004م ، والمشروع يضم 70 بناية من خمسة طوابق، وبناية أخرى من 12 طابقاً، ويحتوي على 736 وحدة سكنية ومدرسة إعدادية ومسجد، إلى جانب أعمال البنية التحتية من طرق وشوارع معبدة وحدائق وميادين عامة مشجرة، موضّحاً أن تصميم المدينة يستوعب أيّ إضافات أخرى مستقبلاً.

وأيضا ما قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة للسلطة الوطنية الفلسطينية لدعم موازنة السلطة منذ مؤتمر باريس للمانحين الذي عقد في كانون أول عام 2007، والبالغة قيمته حوالي 310 مليون دولار، قد فاق الالتزام السخي الذي أعلنت عنه دولة الإمارات في المؤتمر المذكور، والبالغة قيمته 300 مليون دولار، والذي كان مخصصاً ليس فقط لدعم الموازنة، وإنما لأغراض أخرى أيضاً كتمويل المشاريع التنموية والمساعدات الإغاثية على مدار ثلاث سنوات(2008-2010)'.

وتم كفالة ما يقارب العشرين ألف يتيم في قطاع غزة ناهيك عن عشرة آلاف يتم أخرين في الضفة والقدس الشريف .

وتبقى كلمات الشيخ زايد ( رحمه الله) تميزه أتذكرها دوما في صفحات التاريخ المشرف بحس قومي رفيع، فقد كانت له مبادرات تاريخية في ما يتعلق بالصراع العربي مع الإحتلال الإسرائيلي و لدعم القضية الفلسطينية، كما كانت له مواقف مشرّفة في الأزمات والمراحل الحرجة.

حيث دافع الشيخ زايد عن حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه وعن عروبة القدس، ويذكر موقفه خلال حرب تشرين عام 1973 حين قال: إن النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي، وبادر الى المشاركة في قطع الإمدادات النفطية عن الدول المساندة للعدو الإسرائيلي ،وفي إطار مواجهة عمليات الإستيطان الإسرائيلي في الأراضي العربية المحتلة، موّلت الإمارات العربية المتحدة العديد من المشاريع السكنية في القدس، كما موّلت إعادة بناء المنازل التي هدمها العدو الإسرائيلي في قطاع غزة والقدس والضفة ، ناهيك عن دعم موازنة السلطة الفلسطينية للصمود بمائة مليون دولار .

ويأتي ذلك جليا واضحا من خلال تمثيل هذه المؤسسات الكبيرة في فلسطين ومن أهمها

هيئة الأعمال الإماراتية الخيرية ، ناهيك عن إحترام

وفود من اتحاد جمعيات رجال الاعمال الفلسطينيين في مؤتمر مال واعمال دبي ، وأيضا جمعية الإحسان تحت اسم "مركز الإحسان الخيري" بمكرمة سامية من صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان وأيصا إستضافة وزارة الداخلية بدولة الإمارات العربية المتحدة لعشرات الأفراد من ذوي الإعاقة الجسدية من أبناء قطاع غزة، وذلك تنفيذا لتوجيهات الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بدولة الإمارات وبرعاية الشيخ حميد النعيمي حاكم عجمان وعضو المجلس الاعلى لدولة الامارات العربية المتحدة .

ولا زالت إمارات الخير تنفذ عدة مشروعات مشتركة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (UNRWA) والمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين .(UNHCR ) و المؤسسة الالمانية للتعاون (GIZ  ) و مكتب الامم المتحدة لتنسيق المساعدات الانسانية ( اوتشا ) و بنك التنمية الإسلامي في جدة

ناهيك عن عدة مشاريع تنفذ حاليا في قطاع غزة المحاصر والمدعومة من هيئه الهلال الاحمر الاماراتي من ترميم بيوت وكفالة أيتام ودعم لصمود أهل مدينة القدس وتقديم الاضاحي والحقائب والتي المدرسي والمساعدات الغذائية .

من لم يشكر الناس لا يشكر الله ، شكرا إمارة الخير ، إمارة الدعم لأجل الصمود في فلسطين، إمارة العروبة لأجل القدس ، إمارة الرجولة لأجل الواجب ، إمارة الرجال لأجل الأفعال لا الأقوال ، إمارة الحضن الدفين والكرم الجلي ، شكرا أل نهيان