حسن ووسام قصة حب فلسطينية انتصرت على الحرب الإسرائيلية
ثائر أبو عطيوي
حسن ووسام قصة حب فلسطينية انتصرت على الحرب الإسرائيلية
الكوفية في الحروب تنتشر رائحة القذائف والبارود ، وتتعالى أصوات المدافع وصيحات الجنود ، لتجعل من ساحة الحرب بركانا مستمرا مدججا بالقيود، قيود القصف و الموت وسط أزير طلقات الرصاص وصوت المدافع والطائرات المحملة حقدا ودمارا لكل ما يبعث على استمرارية الحياة ، رغم عمق الجرح النازف من خاصرة الألم المثقل بالوجع والجوع والعطش.
في رسالة عاطفية بالدرجة الأولى وإنسانية المذاق الراقي بالدرجة الثانية عنوانها وطنيا بكل فخر واعتزاز، كتبها حسن أبو لاشين ووسام أبو سيف من قطاع غزة ، حيث كانت الرسالة رسالة حب من حسن إلى وسام التي إلتقها بها صدفة دون ميعاد بالعاصمة المصرية القاهرة ، حيث سافرت وسام من أجل استكمال العلاج بعدما قصف الاحتلال الإسرائيلي بوابل من الصواريخ للبرج التي تسكن به وسام ، فكانت النتيجة مأساوية إثر اصابتها بجراح بالغة، فقدت على إثرها ساقيها الاثنين وذراعها، ولم يتبق من أطرافها السفلية والعلوية إلا طرفها الأيسر فقط.
وسام الشابة الجميلة خلقا وعلما وأدبا وجمالا حاصلة على شهادة هندسة ديكور وتهوى فن الرسم وتجيده منذ نعومة اظافرها.
وسام الشابة الأنيقة المتعلمة المثقفة أصبحت بين ليلة وضحاها بفعل جرائم الاحتلال انسانة تواجه اصابتها ومصيرها المستقبلي بكل تحدي وعزم وارادة وكبرياء ، فهي لم تنهزم نفسيا ولا معنويا رغم ما لحق به من إصابات بالغة فقدت كافة أطرافها الثلاثة، ولم يتبق لها إلا ذراعها الأيسر، ترفع به إشارة النصر على الاحتلال ، برغم أنه أيضا لم يتبق من أسرتها إلا أختها ، لأنهم سافروا جميعا إلى علياء المجد والخلود شهداء في عليين ، لتعلن وسام بدء حياة جديدة متسلحة بها بصبر الأنبياء، رغم ثقل حجم المأساة والابتلاء.
وهنا تبدأ فصول حكاية الشاب الخلوق حسن أبو لاشين في رحلة كتبها القدر مع الشابة وسام أبو سيف ، في جمهورية مصر العربية، حيث رآها مصادفة دون معرفة مسبقة أو ترتيب يذكر ، بل كان ترتيب القدر الإلهي الهدية الأجمل التي منحها لحسن للقاء وسام أثناء استكمالها لرحلة العلاج، فشده القدر بنظرة شموخ وصبر وصمود وسام، رغم ما أحل بها من إصابات وويلات ، فكان عنفوان ابتسامة وسام رغم الألم وهي تتحدث مع الأطباء والممرضات مفتاح الدخول لقلب حسن، لينصهر الجرح ويزول الألم ، ويولد الحب العاطفي من أول نظرة من عيون حسن ، التي حلقت في عيون وجمال وابتسامة وسام.
وهنا على الفور لم يتردد حسن لحظة بالتعرف على وسام عن قرب، كونه شاب غادر غزة بسبب ظروف الحرب المأساوية، فكان اللقاء والتعارف الذي أثمر عن علاقة عاطفية إنسانية جمعت حسن ووسام، ليعلنا معا الانتصار لشوق الحياة والحب العذري والمستقبل الأجمل عبر خطوبتهما ومن ثم زواجهما الذي تكلل بالنجاح والسعادة، في تحدي إنساني لا مثيل له لكافة المعوقات والتحديات.
انتصر الحب بالانتماء الإنساني الصادق والوفاء الوطني من حسن لمحبوبته وزوجته المصون وسام، وانتصرت وسام على عمق الجرح والألم والإصابات ، لتعلن ميلاد حياة جديدة عنوانها المحبة والعطاء والوفاء والانتماء لحسن والوطن معا، عبر انطلاق رحلة ومسيرة حياة جديدة لتكوين أسرة سعيدة من أجل مستقبل وطن ، ليكتب حسن ووسام قصة حب فلسطينية بإرادة وطنية انتصرت على الحرب الإسرائيلية.