نشر بتاريخ: 2024/05/29 ( آخر تحديث: 2024/05/29 الساعة: 14:52 )

محور فيلادلفيا.. شريط حدودي استراتيجي وشريان حياة للقطاع

نشر بتاريخ: 2024/05/29 (آخر تحديث: 2024/05/29 الساعة: 14:52)

محور فيلادلفيا المعروف باسم "محور صلاح الدين"، شريط حدودي عازل يبلغ طوله 14 كيلومترا، يفصل بين الأراضي الفلسطينية بقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء، ويمثل منطقة استراتيجية أمنية.

 

الحدود

ويقع محور فيلادلفيا على الأراضي الفلسطينية بين شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة على طول الحدود المصرية مع القطاع، ويمتد من البحر الأبيض المتوسط شمالا حتى معبر كرم أبو سالم جنوبا، حيث نقطة التقاء الحدود بين مصر وقطاع غزة ودولة الاحتلال.

ويشكل المحور شريطا عازلا بين مصر والقطاع، وقد أنشئ عليه معبر رفح البري، الذي يمثل المنفذ الرئيسي لسكان قطاع غزة على العالم الخارجي.

 

الطوفان

وعقب عملية "طوفان الأقصى"، التي وقعت في الـ7 من أكتوبر الماضي، بدأت إسرائيل بتطويق قطاع غزة من جميع الجهات، وأصبح محور فيلادلفيا أحد أهم المناطق الاستراتيجية المستهدفة في الخطة الإسرائيلية لعزل القطاع.

ويوم 13 ديسمبر الماضي شنت قوات الاحتلال هجوما على طول الحدود بين مصر وقطاع غزة، بحجة تدمير الأنفاق التي تستخدمها المقاومة، في حين كشفت هيئة البث الإسرائيلية عن نية الحكومة الإسرائيلية السيطرة على محور فيلادلفيا، من خلال تسريبها تصريحات لنتنياهو، أمام اجتماع مغلق للجنة الخارجية والأمن في الكنيست.

وفي 23 ديسمبر، أعاد جيش الاحتلال الكرّة، عبر مناورة قصيرة في المنطقة الحدودية بين معبر كرم أبو سالم ورفح، ثم عادت قوات الاحتلال لتواصل استهداف المعابر الواقعة على محور فيلادلفيا.

 

سيطرة كاملة

وخلال الأيام الماضية تقدمت قوات الاحتلال في عمق رفح، وسيطرت على أكثر من نصف محور فيلادلفيا، واليوم أعلن جيش الاحتلال، تحقيق السيطرة العملياتية الكاملة على محور فيلادلفيا بين مصر وغزة.

وفي وقت سابق قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، إن "الجيش يسيطر على 75 % من محور فيلادلفيا".

وادعى المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري، وجود أنفاق على طول محور فيلادلفيا متجهة إلى سيناء، قائلًا، إن " الجيش الإسرائيلي يقوم بتدمير الأنفاق المؤدية إلى سيناء".

 

احتلال معبر رفح

وباحتلال قوات الاحتلال لمعبر رفح البري الملاصق لمحور فيلاديفيا، وتشديد دولة الاحتلال قبضتها الثقيلة على قطاع غزة، أصبح قطاع غزة معزولا عن العالم الخارجي، ما أدى إلى حرمان المرضى والمصابين من السفر للعلاج، ومنع تدفق شاحنات المساعدات الإنسانية، الأم الذي أدي إلى تأزيم الواقع الإنساني المتدهور جراء استمرار العدوان على قطاع غزة.

 

تحذيرات

بدورها، رأت هيئات محلية ودولية أن احتلال معبر رفح، وإغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد مع غزة، يعد تعميقا للكوارث الإنسانية والصحية التي يعاني منها القطاع الساحلي الصغير منذ اندلاع العدوان على القطاع في الـ7 من أكتوبر الماضي.

وفيما يعتبر معبر رفح بوابة الغزيين الوحيدة للتنقل والسفر خارج غزة عبر الأراضي المصرية، فإن معبر كرم أبو سالم هو التجاري الوحيد المتبقي بعدما أغلقت إسرائيل 6 معابر أخرى كانت تربطها بالقطاع، إثر فرض الحصار عليه منذ عام 2007.

 

حرمان

وتشير تقديرات رسمية إلى أن 11 ألفا من مصابي العدوان، و10 آلاف مريضا بالسرطان، بحاجة ماسة للسفر من أجل تلقي علاج منقذ للحياة بالخارج، بعدما عمدت قوات الاحتلال إلى تدمير ممنهج للمستشفيات، بما فيها مستشفى الصداقة الفلسطيني التركي الوحيد الخاص بمرضى السرطان.

وأعلنت وزارة الصحة، توقف جميع المستشفيات والمراكز الطبية في مدينة رفح عن الخدمة نتيجة نقص المواد الطبية واستمرار الغارات والقصف المدفعي عليها.

 كما أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إخلاء مستشفى القدس الميداني التابع للجمعية من منطقة مواصي رفح إلى منطقة مواصي خان يونس نتيجة لتهديدات الاحتلال.

ومع خروج مستشفى أبو يوسف النجار الحكومي الوحيد عن الخدمة عن الخدمة لم تعد تتوفر في مدينة رفح خدمات وحدة غسيل الكلى، وتصوير الأشعة، وما ينذر بارتفاعا في معدلات الوفيات في أوساط المرضى والمصابين.