نشر بتاريخ: 2023/07/23 ( آخر تحديث: 2023/07/23 الساعة: 17:24 )

الخبير ماجد أبو دية يكشف عن عوامل ومحددات اختيار التخصص الجامعي

نشر بتاريخ: 2023/07/23 (آخر تحديث: 2023/07/23 الساعة: 17:24)

الكوفية غزة: قال الخبير المالي والاقتصادي الدكتور ماجد أبو دية، إن قطاع غزة يشهد اهتماما كبيرا من الطلبة وأهاليهم لتحقيق معدلات عالية في الثانوية، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة، وجولات التصعيد المتكررة التي أفقدتهم الامن والاستقرار، حتى أصبح يوم ترقب نتائج التوجيهي بمثابة عيد ، لما يتخلله من استعدادات وتحضيرات لاستقبال فرحة النجاح والمهنئين من الاقارب والمحبين.

وأكد أبو دية خلال جلسة حوارية استضافها منتدى الحوار الفتحاوى في مفوضية الإعلام بساحة غزة اليوم الأحد، أن معدلات البطالة المرتفعة في صفوف خريجي الجامعات، والاحباط واليأس الذي يسيطر عليهم نتيجة انعدام فرص العمل في السوق المحلي لم تنجح في ثني طلبة الثانوية العامة عن مواصلة مسيرتهم التعليمية بكل جد واجتهاد معلقين امال كبيرة ان الشهادة الجامعية مهما طال عليها الزمن تبقى تأشيرة دخول مهمة الى سوق العمل، وهذا يظهر بوضوح من خلال أعداد طلبة التوجيهي كل عام، حيث تقدم للامتحانات هذا العام حوالي 87 الف على مستوى فلسطين منهم حوالي 39ألف طالب وطالبة في غزة.

وحول طريقة اختيار الطلبة لتخصصاتهم الجامعية، أوضح أن "اختيار التخصص مرتبط بعدة عوامل أهمها، معدل النجاح في الثانوية العامة والحالة الاقتصادية لعائلة الطالب، وميول وقدرات الطالب نفسه ومجال العمل الذي يرغب به ويريده مستقبلًا"، مشيرا إلى أنه "بعد كل ذلك على الطالب أن يتعرف على الجامعات والكليات المعتمدة والبرامج التعليمية المرخصة من خلال دليل البرامج الاكاديمية المعتمدة لعام 2023، أو أيقونة خدمات التعليم العالي عبر موقعها الإلكتروني ليتمكن من التعرف على التخصصات التي تقدمها هذه الجامعات تمهيداَ لاتخاذ القرار النهائي لاختيار التخصص الذي يفضله ويناسب ميوله وقدراته".

وأصاف، أن التنافس بين الجامعات ومؤسسات التعليم العالي مطلوب، دون أن يؤثر على جودة التعليم أو البيئة التعليمية والأكاديمية، لكن بكل أسف بدأنا نلاحظ في السنوات الأخيرة أن هناك جامعات فتحت لأغراض استثمارية ربحية، وبعض هذه الجامعات فتحت مقرات لها في عمارات وشقق سكنية، لا تصلح لان تكون مينى جامعيا، حتى أن بعض هذه الجامعات والكليات لم يحصل على تصريح اعتماد من وزارة التربية والتعليم العالي، وفي بعض الأحيان ما يكتب من توصيف للمساقات شئ، وما ينفذ ويتم حقيقة داخل قاعات التعليم شئ أخر، وبذلك يفتقد الطالب الى المعلومات والمهارات المطلوبة التي تفيده في الاندماج مع سوق العمل، فحاليا يوجد في قطاع غزة حوالي ثمانية جامعات، وتسعة كليات جامعية ، منها خمسة حصلت على الاعتماد من الوزارة بغزة، بينما بلغ عدد الكليات المتوسطة عشرة منها أربعة حصلت على الاعتماد من غزة، لذلك من الضروري على الطالب ان يختار الجامعات المرخصة والبرامج الاكاديمية المعتمدة لدة وزارة التعليم العالي.

وبين أبو دية أن نسب البطالة المرتفعة في أوساط خريجي الجامعات تؤكد أن السوق بات مشبعاً بكافة التخصصات، وأن القدرة الاستيعابية أصبحت محدودة على صعيد المؤسسات الحكومية و القطاع الخاص أو حتى المؤسسات الدولية مثل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا، وقرأت تصريح لمدير دائرة التوجيه والإرشاد بوزارة العمل في غزة صالح صهيون، يقول فيه، إن قرابة 300 ألف شخص مسجلين على نظام سوق العمل الفلسطيني الباحثين عن فرص دائمة أو مؤقتة للعمل منهم 54% خريجو جامعات و43% عمال و3% مهنيون، ويؤكد على أن سوق العمل بات متشبعاً بكافة التخصصات، ووفق بيانات وزارة العمل في غزة، فإن معدل الخريجين الذين يتم ولوجهم إلى سوق العمل سنوياً يتراوح بين 18 ألفا و20 ألف خريج، يحصل عدد بسيط فقط منهم على فرص عمل فيما يلتحق البقية بركب المتعطلين عن العمل. 

وتابع، "بيانات مركز الاحصاء الفلسطيني حول مجالات الدراسة والعلاقة بسوق العمل تشير  إلى أن معدلات بطالة الخريجين في بعض التخصصات مثل الأعمال والإدارة 73%، التعليم 76%، الصحة 66%، الهندسة المعمارية والبناء 85%، العلوم الاجتماعية 85%
فمثلاً في كليات التربية، تخرج جامعات غزة أكثر من 40 ألف خريج، فيما يحتاج سوق العمل سنوياً فقط إلى 500 معلم في مدارس الحكومة والوكالة والمدارس الخاصة، كذلك كليات الهندسة تخرج قرابة 800 طالب كل عام ، في ظل حاجة السوق إلى حوالي 50 مهندساً فقط، والباقي يشكل عبئا على سوق الخريجين، وكذلك الطب، حيث تميل معظم العائلات لتعليم أبنائهم في كليات الطب كنوع من الافتخار، حيث من المتوقع في السنوات القادمة ان تتصاعد نسبة البطالة في صفوف خريجي كليات الطب، مشددا على أهمية تجنب هذه التخصصات، والبحث عن تخصصات يحتاجها سوق العمل فعلاً.

وأكد الخبير المالي والاقتصادي، أنه في ظل الانفجار المعرفي والتقدم العلمي والتكنولوجي السريع والانفتاح فكريا واجتماعياً ومعرفياً وظهور حاجات جديدة لأسواق العمل، أصبحت الجامعات مطالبة بنشر التعليم والتكنولوجيا على نطاق أوسع وإعداد اعداد أكبر من المتخصصين في مختلف أنواع التكنولوجيا المتقدمة استجابة للطور تقنيات أسواق العمل.

 ولفت إلى أن العديد من الدراسات والأبحاث والتقارير والإحصاءات، فرزت بعض التخصصات التي يحتاجها سوق العمل ويقدر على استيعابها، في ظل التطور الهائل الذي يشهده سوق العمل، والانتقال من العمل التقليدي الى العمل الحر وما يتطلبه من مهارات وقدرات اضافية، لذا باتت بعض التخصصات مهمة وملائمة لهذه الاسواق مثل، علوم الحاسوب: بكافة تخصصاتها  هندسة أنظمة الحاسوب، هندسة الميكاترونكس، هندسة الحاسوب والاتصالات، هندسة الطاقة المتجددة، الوسائط المتعددة التطبيقية، أمن المعلومات السيبراني، علم البيانات والذكاء الاصطناعي، التي تتيح للخريج التعرف على البرمجيات، والشبكات المحوسبة والامن السيبراني، والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الالعاب، والتصاميم ، وعالم الوسائط  وكل ما يرتبط بهذا المجال الذي بات مطلوبا بدرجة عالية وغير مرتبط بوظيفة تقليدية.