دمج الماضي بالحاضر..
صور|| الشاب إسماعيل قاسم يبدع في ترميم مكان أثري في غزة
صور|| الشاب إسماعيل قاسم يبدع في ترميم مكان أثري في غزة
غزة: في البلدة القديمة، أبدع إسماعيل قاسم في ترميم بناء أثري ليصبح مزاراً لجميع المواطنين والسياح في مدينة غزة.
اهتم قاسم بأدق تفاصيل التصميم، التي جعلت المكان يبدو كأنه مزار يعود عمره لمئات الأعوام السابقة في فلسطين.
يقول قاسم، إن "ترميم المكان الأثري ليستقبل به الزبائن جاء من محض الصدفة، بعدما كان يقدم الفطائر في محل قديم يزيد عمره عن 30 عامًا بالبلدة القديمة، وتم إغلاقه في الانتفاضة الأولى".

وأعاد افتتاح محله القديم قبل 15 عاماً ليقدم الفطائر الفلسطينية القديمة مثل مناقيش الزعتر والدقة والبيض، وغيرها من الأصناف التي تعد من التراث الفلسطيني.
وبعد توافد الناس على مكانه القديم لتناول الفطائر التقليدية، والتمتع بجمال وتفاصيل البلدة القديمة والمسجد العمري الذي يعد من أهم المعالم في المنطقة، قرر قاسم توسيع فكرته بهدف إحياء المعالم الأثرية في مدينة غزة.
ونجح في التسويق للمكان الأثري الذي أعاد ترميمه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال تقديمه للمحتوى على الانستغرام الذي يجلب له آلاف المشاهدات من قبل المتابعين.
ويعود عُمر المكان الأثري الذي رممه قاسم، لأكثر من 80 عاماً، وحرص على إبراز الرونق القديم والتفاصيل الفلسطينية التراثية، ليصبح معلماً جديداً من معالم فلسطين.
ويشبه الزبائن والمترددين إلى البيت الأثري بأسوار القدس المحتلة التي تتمتع بجمال ورونق البناء القديم.

ونجح قاسم في جعل المكان المهجور معلماً يتردد عليه أكثر من 80% من سكان قطاع غزة بشكل مستمر، والمقصد الأول لجميع الزائرين للقطاع المحاصر.
ولفت إلى أنه وضع هدف مسبق، بجعل البلدة القديمة مكان يتردد عليه الزائرين من جميع أنحاء القطاع، وليس مكاناً تقتصر زيارته على السائحين فقط.
وذكر قاسم أنه اعتمد على تقديم الوجبات القديمة للحفاظ على الرونق الأثري في المكان، إلى جانب استخدامه للمقتنيات القديمة مثل فناجين وأطباق الفخار وغيرها من الأدوات التراثية.
ويرى أن السبب الأساسي في نجاحه يتمثل باختيار مكان قديم ودافئ يعيد للأذهان زمن الأجداد، بالتزامن مع انتشار الأماكن الحديثة الصاخبة.

ويأمل أن يصبح المكان الأثري المقصد الأول لرحلات المدارس والروضات في قطاع غزة، لتعريف الجيل الناشئ بالحضارة والتاريخ الفلسطيني.
وختم قاسم حديثه، قائلًا "أطمح بأن يعمر الشباب الفلسطيني بلدته، وليس بلاد الغرب، لكوننا أصحاب قضية، وعقول، وعلم".
وفي سياق متصل، يقول محمد العجوري وهو أحد الزائرين للمكان الأثري، إن السبب الأساسي في زيارته لهذا المكان، التمتع بالمعالم القديمة وتناول مناقيش الزعتر والدقة التقليدية التي كان يصنعها الأجداد.
وأضاف العجوري، وهو محاضر في إحدى جامعات غزة، أن أكثر ما لفت انتباهه في المكان البساطة، لكونها قريبة من القلب.
وتابع، أن"التصاميم القديمة تعطي إحساساً بالراحة النفسية، وخاصة الإضاءة الصفراء الخافتة التي تشعر الإنسان بالراحة المفقودة".
وأشار العجوري إلى أن الشعب في قطاع غزة كانوا من قبل هذا المكان يشاهدون التفاصيل القديمة في المسلسلات التاريخية، بالتزامن مع حاجة الإنسان الملحة للشعور بالتاريخ والأجداد.

ولفت إلى أنه يشرف على الرحلات التي تنظمها الجامعة للطلبة، مبيناً أن أغلب الطالبات والطلاب يطلبون زيارة المكان الأثري ضمن الرحلات الترفيهية.
