يوم لن يمر كما غيره من الأيام، وسيبقى على مر التاريخ عنوانا للطبقة العاملة في عالمنا، ورمزا للقضبة التي علت لتكسر جبروت التوحش والتغول لقوى تعمل لسرقة شعب ووطن، لا تخجل وهي تتحدث عن "الحق" ضمن مسلسل لصوصي هو الأطول في التاريخ البشري..
يوم أول من مايو / ايار، رمز لأهم حركات التمرد على الظلم الإجتماعي والإستغلال الطبقي، مسار تخلله إنجازات تاريخية، دون أن ينهي الإنكسارات التاريخية..ما زال الصراع مستمرا في عالم الكون الحديث، حاولت قوى الإستغلال أن تسرق من عمال البشرية يومهم بأن يصفوه بيوم العمل، لخلط الأوراق بين العامل الذي يتم إستغلاله بكل السبل، وبين صاحب العمل الذي لا يتوقف في البحث عن طرق نهب جديدة..
محاولة إزالة الخط الفاصل بين قطبي المعادلة الإجتماعية لم تصل غايتها، رغم كل المحاولات التي إعتقد البعض أنها تمكنت منها، وأخفت فوارق الواقع القائم..
وفلسطين التي تتعرض لأشكال من الإستغلال المركب، إستعمار إستيطاني، إستغلال طبقي وإستغلال "فئة الفساد السياسي"، تمكنت أن تضع يدها على واقع الأمر القائم في بقايا الوطن..
عمال فلسطين، ليس كغيرهم من عمال العالم، بما يعيشونه من مشهد لا مثيل له في عالم اليوم، يذهب العامل سعيا لعمل عند محتله الوطني ومستغله لطبقي، يخرج يوميا يبحث قوت يومه، وهوعلى يقين بأنه يعمل عند القومي - الطبقي، لأنه لم يجد ما يوفر له "عملا بديلا"، فيما منحت له من كيانية، يتم حصارها بكل السبل كي لا تتطور سريعا لتصبح كيانا خاصا مستقلا..
عامل فلسطين، يتعرض لإستغلال بني جلدته، في مؤسسات يفترض بها ان تدرك أن الصراع الوطني يتسحق منها تضحية كما غيرها من فئات الشعب، وأن تعيد النظر فيما تملك من ادوات إستغلال، كي تكسب مضاعفا ليس مالا فحسب بل كسبا إجتماعيا مع الطبقة الأهم في المجتمع..أن تفكر بـ"أنسنة العلاقة الإجتماعية"..
عامل فلسطين يعلم يقينا، ان سلطة الأمر الواقع في جناحي بقايا الوطن، لا تفكر كثيرا في سن قوانين تخدم العامل وتحد من "جشع" يتنامى، عامل يرى وحدة الفساد بين مؤسسة رسمية ومؤسسة خاصة، يفكرون في تكديس مالهم على حساب جسد عمال البلد..
وفي قطاع غزة، تتضاعف حركة الإستغلال والإفقار، فما يتعرض له هناك لا يمكن لأي كان أن يتصور وجوده، فمن عدو وطني قومي، يعمل بكل السبل لكسر شوكة العامل الغزي ليحرمه من الروح الكفاحية الوطنية، ويخلق أزمة خاصة، الى "مسؤول سياسي" يعمل بكل السبل لإكمال مسار العدو القومي بتجويع العامل كما أهل القطاع..حقد سياسي مخزون بحقد طبقي برز مع نمو فئة الفساد السياسية الجديدة التي أحكمت قبضتها، بدعم من عدو وطني على واقع الحال الفلسطيني..
الأول من مايو، عيد العمال العالمي، رمزا للقبضة التي لن تنكسر، وستبقى عالية رغم كل ما أصابها من خدوش دامية، لكن القدر الإجتماعي لن يقف حتى يحقق الأمنية التاريخية، بأن ينتصر رافع القبضة ويخضع من يستغله..
يا عمال فلسطين لكم المجد، رغم خذلانكم من المدعين تمثيلكم سياسيا أو وطنيا، ولكم النصر والخزي لهم كل بصفته وإسمه..