أن يخرج أحد صحفيي دولة الكيان الإسرائيلي، ويصف ما كان من "الغزازوة" يوم 6 أبريل 2018 في #جمعة_الكوشوك، بأنه درب من الجنون، فهو قد لخص بشكل مكثف ما الذي كان أثرا من هذا الحدث العظيم..
هو "جنون الإبداع الفلسطيني" في نسخته الغزية، للرد العملي "وغير المسبوق" وخارج كل الحسابات على "تحالف الشر الأسود"، الذي إعتقد أو رغب أن تعود تلك المنطقة الجغرافية بأهلها الى عهد الظلمات، ركوعا وخنوعا أو إختفاءا من خريطة سياسية ليسهل لهم تمرير مؤامرات متعددة الرؤوس...
#جمعة_الكوشوك، يوم أن أطلقها بعض شباب على مواقع التواصل الإجتماعي مباشرة بعد جمعة الأرض والعودة في 30 مارس 2018، تعامل معها البعض بداية بشكل هزلي، وحاولت بعض "أوساط فلسطينية" بلا مسميات ولا أوصاف، ان تذهب لفعل كل شيء لتبرز الفكرة وكأنها "خطر داهم" على قطاع غزة، وأن مثل هذا "الفعل الطائش" سيجلب دمارا ووبالا على القطاع قبل دولة الكيان، نقاش يبدو وكأنه نابع من "مخزون العجز الفكري وخمول النبض الكفاحي"..
ولحسن حظ تاريخ "شعب الجبارين"، أن كثيرا من شباب البحث عن "تجديد روح الثورة" في زمن سيطرة "الخانع العام" على مقدرات الفعل الرسمي، لم ينتبهوا لنقاش يبرز في كل مرحلة كفاحية مع خيار التجديد النضالي، منذ رصاصة فتح الأولى عام 1965، وحتى إطار كوشوك غزة..
وكان الذي كان، من "جمعة الغضب الكوشوكية"، عاشت اسرائيل أيام رعب وهوس لما سيكون من ذلك الفعل الجديد، كيف سيكون سلوك آلافا من رافضي الظلم والعدوان والحصار خلف ستار من "سواد"، ومن تابع كمية الأسئلة التي ناقشها ساسة الكيان واعلامييه يدرك قيمة الفعل "غير المسبوق"..
وكانت الجمعة المرتقبة، العالم أحال المؤشر السياسي - الإعلامي لمتابعة "الحدث الغزي الكبير"، فرض ذاته الحدث الأبرز في كوكبنا، ربما "فئة ضآلة" لم تغيير من سلوكها، فواصلت "فعل الكراهية"، وتجاهلت ما كان حدثا، لتغرق في التحضير لـ "جرمها القادم"..
كان "الإبداع الغزي" مثار دهشة عالمية، ناس يبحثون كيف يؤكدون المؤكد الوطني الفلسطيني، ان كل "ظلم غير مسبوق" يكون رد الغزازوة فعل غير مسبوق، وكأنهم يقولون لـ"تحالف الشر الأسود"، ولا زال في "جراب القطاع كثيرا يا حواة السواد الإنساني"..
"سواد الجو" أنجب "بياض فعل وأثر" للعدو وأذناب العدو، إنتفض أهل غزة ليرسموا لوحات من الحضور الذي لم يكن لغيرهم يوما، كسروا كل "التقاليد المعلومة عن طرق الحرية والتحرر"، وبات حق لهم أن يعيدوا بفخر لا حدود له براءة إختراع سلاح جديد، #كوشوك_غزة"، تواصلا مع إبداعات أنتجها مسار الكفاح منذ ما بعد بلفور وحتى ساعته..
وكان مشهد القائد الحمساوي يحيى السنوار، وسط أصحاب الفعل حدثا مضافا للفعل الثوري، بما قاله رسالة سياسية بالسير على نهج الشهيد الخالد ياسر عرفات، رسالة لم يسبقها اليه أي قيادي حمساوي، أن إختصر رمزية المواجهة الكبرى بالقائد الأكبر للثورة والشعب، دون إجحاف بمن كان رفيقا وشريكا، لكن "رمزية الإسم والمكانة" كانت رسالة مضافة لتبيض يوم القطاع من "سواد ترسب" طويلا..
نعم، إبيض وجه القطاع بهذا الفعل الإنتفاضي الجديد، لتسود وجوه "تحالف شر" أراد لها "ركوعا غير مسبوق"..جمعة الكوشوك، لن تقف عند إرسال سوادها لكيان وغاصب ومحتل، لكنها سترسلها لمن يعبث بمصير شعب وقضية مخوزنا بحقد وكراهية..وقادم الأيام سيكشف قيمة القول " يوم أن إبيض وجه غزة وإسود وجه الطغاة".