يبدع النشطاء الفلسطينيون في إيجاد وسائل وأدوات بدائية لمواجهة آلة القتل الإسرائيلية على الحدود الشرقية لقطاع غزة، والتي باتت وجهة الغزيين في إطار فعاليات مسيرة العودة الكبرى المستمرة، والتي بدأت في 30 مارس/أذار وستستمر حتى 15 مايو/آيار القادم، الذي يصادف إحياء الذكرى الـ70 للنكبة الفلسطينية.
ومع ازدياد حدة القمع الإسرائيلي ومواجهة المتظاهرين العزل باستخدام القوة المفرطة، بدأ الإصرار واضحاً لدى الفلسطينيين لمواصلة التظاهرات حتى تحقق أهدافها.
كمامة.. بصل.. مقلاع
أدوات المتظاهرين وإبداعاتهم في المواجهة الشعبية بدأت بطريقة عفوية جسدها الطفل محمد عياش الذي لم يتجاوز 10 أعوام من خلال “كمامة البصل” التي ابتدعها لحماية نفسه من آثار الغاز المسيل للدموع الذي يستخدمه جنود الاحتلال بكثافة لقمع التظاهرات الشعبية السلمية التي تنادي بحق العودة، وقد لاقت هذه الفكره استحسان النشطاء والمسؤوليين الفلسطينيين باعتبارها طريقة شعبية تؤكد على الإصرار على تحدي الاحتلال رغم فارق الإمكانيات بين المتظاهرين والجنود المدججين بكل أنواع السلاح.
وقد ظهر في أكثر من منطقة من مناطق المواجهات عددا من النشطاء وهم يستخدمون مقلاع ضخم، أطلق عليها الشبان “منجنيق العودة” والذي يعد الأضخم في تاريخ النضال الفلسطيني، وقد جاءت هذه الفكره مستوحاة من الانتفاضة الأولى عام 87 والتي كان المقلاع فيها، ومازال، أحد أهم أدوات النضال الشعبي والوطني الفلسطيني. وتهدف الفكرة كما يقول النشطاء لقذف الحجارة على الجنود الإسرائليين المختبئين خلف سواتر رملية وفي داخل أبراج محصنة على مسافات بعيدة ومترامية.
الكاوتشوك والمرايا العاكسة
وعلى وقع الإعدامات التي نفذها قناصة الاحتلال المنتشرين على طول الحدود من رفح جنوبا وحتى بيت حانون شمالاً، بحق الشبان الفلسطينيين، الجمعة الماضية، يمضي الشبان في ابتكار المزيد من الوسائل التي من شأنها التقليل من الإصابات وتشتيت قدرة قناصة الاحتلال على التصويب وإعاقة الرؤية إمامهم، إذ أدت المواجهات في يوم الأرض إلى استشهاد 16 شاباً وإصابة المئات بجروح مختلفة. لذا بدأ النشطاء الشباب بالاستعداد للجمعة المقبلة وذلك من خلال جمع آلاف إطارات “الكاوتشوك” لإشعالها على الحدود الشرقية لحجب الرؤية عن الجنود، في محاولة لتقليل خطر القتل و الإصابة، وقد بدأت هذه الحملة تلقى انتشاراً واسعا بين النشطاء في قطاع غزة، كما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان “جمعة الكاوتشوك”.
وإلى جانب ذلك، يسعى نشطاء مسيرة العودة لاستخدام “الليزر والمرايا” لعكس أشعة الشمس في وجه الجنود وعدم تمكينهم من رؤية الشبان ما يعني إفشال مهمة وحدة القناصة التي نشرها جيش الاحتلال على طول الحدود لقمع مسيرة العودة الكبرى. وظهر العشرات من الشبان على الحدود الشرقية بصدور عارية للتأكيد على أنهم سلميين ولا يشكلون أى خطر على جنود الاحتلال الذي لم يتوانى عن قنصهم وقتلهم.