انطلقت اليوم الجمعة 30 مارس، فعاليات مسيرة العودة الكبرى التي تشكل حدثًا فارقًا في التاريخ الفلسطيني المعاصر والمقرر أن تتواصل لحين اجتياز السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة وتحقيق العودة؛ بمشاركة أطياف الشعب الفلسطيني وفي أماكن لجوئهم كافة، وذلك بعد مرور نحو 70 عامًا على نكبة فلسطين وتهجيرهم من أرضهم.
وتوجه في وقت مبكر من صباح اليوم مئات الفلسطينيين في قطاع غزة لمخيمات العودة المنصوبة في خمس مناطق تبعد 700 متر عن السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة، عقب انتهاء الاستعدادات لاستقبال الآلاف هناك، لإقامة صلاة الجمعة هناك ومجموعة من الفعاليات.
وتوزعت كالتالي: في رفح بمنطقة "قوز أبو خصلة"، وفي خانيونس شرق بلدة خزاعة، فيما تم نصب مخيم المحافظة الوسطى شرق مخيم البريج، أما في غزة بمنطقة الكسارات نهاية شارع المنصورة شرق حي الشجاعية، وأخيرًا مخيم الشمال في منطقة أبو صفية شرق مخيم جباليا.
وتم تجهيز تلك المخيمات بغرفة وطنية للخدمات الطبية، بمشاركة وزارة الصحة والهلال الأحمر، مع توفير مياه، وأمور لوجستية، وسيمكث بعض المواطنين ليلًا ونهارًا داخل الخيام، وستكون هناك سلسلة فعاليات يومية، وفق المنظمين.
وشدَّدت اللجنة التنسيقية الدولية لمسيرة العودة الكبرى، على أن اليوم الجمعة 30 مارس "ليس سوى البداية لفعاليات المسيرة التي لن تنتهي إلا بالعودة الفعلية".
وقالت اللجنة في بيان صحفي، "لن يكون مهرجاناً جماهيرياً ينقضي مع الغروب، إنما سيتحول إلى اعتصام شعبي سلمي وقانوني مفتوح في الميادين سواء في الداخل أو الشتات ولا ينتهي إلا بالعودة الفعلية".
وأضافت، "خروجنا من أجل الإعلان عن بدء مرحلة نضالية جديدة عنوانها العودة ولا شيء سوى العودة، ولن ينتهي اعتصامنا إلا في قرانا وبلداتنا وبيوتنا وأرضنا التي هجرنا عنها قسرا عام 1948".
وطالبت اللجنة "رجال وشباب شعبنا بالاستعداد للمبيت في هذه الميادين، أما الأخوات الماجدات ندعوهن للتوافد إلى ميادين الاعتصام يومياً في أوقات النهار".
كما طالبت "كل المؤسسات المجتمعية بتوجيه أنشطتهم الثقافية والاجتماعية والرياضية إلى ميادين الاعتصام لنحول تلك الساحات الى حالة إزعاج متواصل للاحتلال وآلية للضغط على المجتمع الدولي لخلق مناخ سياسي دولي للضغط من أجل تنفيذ حقنا الضائع منذ سبعة عقود.
ودعت اللجنة المدارس والجامعات والكليات وكل المؤسسات بتنظيم رحلات إلى ميادين الاعتصام لتصبح تلك الميادين قبلة الجماهير لنكرس ثقافة العودة في عقول وقلوب أبنائنا.
وطالبت العائلات بتنظيم رحلات عائلية إلى الأماكن القريبة من السلك العازل للتمتع بجمال الطبيعة في أرضنا وديارنا التي تفصلنا عنها الأسلاك الشائكة وللاستعداد النفسي ليوم العودة والعبور المؤكد.
ووفق البيان "طالبت اللجنة البلديات بنقل الأسواق إلى ميادين الاعتصام، وبتنفيذ معارض للأعمال اليدوية لتعزيز التفاعل الاجتماعي وإبقاء جذوة الاعتصام متقدةً".
وفي لبنان سوريا، يتهيأ اللاجئون للاتجاه نحو الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة اليوم الجمعة، ضمن فعاليات المسيرة، تحضيرًا لاجتياز السياج الفاصل، وفق اللجنة الوطنية للمسيرة.
وستكون مشاركة لاجئي لبنان في منطقة "مارون الراس" على الحدود اللبنانية الفلسطينية، أما لاجئي سوريا سيكونون في مخيم "خان الشيخ" القريب من القنيطرة قرب الحدود السورية-الفلسطينية.
وفي هذا الجانب، طالبت اللجنة التنسيقية الدولية للمسيرة أهلنا في الضفة الغربية والداخل المحتلين ودول الطوق بسرعة الالتحام بالمسيرة الكبرى لنثبت للعالم أن إرادة الشعب الفلسطيني إذا نهضت فإنها قادرة على إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية بأسرها.
ودعت المهجرين في كل دول العالم للقيام بواجبهم وضرورة الاعتصام والتظاهر والتواصل مع كافة المؤسسات المدنية والحقوقية والاعلامية والتضامنية وكل أحرار العالم لدعم وإسناد مسيرة شعبنا وحقه في العودة، وطلب الحماية لمسيرة العودة الكبرى والمشاركين فيها.
وفي 15 مايو المقبل يكون مر على الفلسطينيين 70 عامًا على النكبة التي تعرضوا لها جراء احتلال أراضيهم وتهجيرهم على أيدي المهاجرين الجدد من الصهاينة اليهود بمعاونة الاحتلال البريطاني.
ومقابل التحضيرات الفلسطينية لتحقيق القرارات الدولية بالعودة، أعلن جيش الاحتلال إغلاقًا شاملاً على الضفة الغربية وقطاع غزة ابتداءً من يوم أمس الخميس ولمدة أسبوع لمحاولة تطويق "مسيرات العودة"، وسط إجراءات أمنية مشددة.
وتوزعت تهديدات قادة الاحتلال محذرةً من إقدام المواطنين العائدين لأراضيهم المحتلة من الاقتراب من السياج الفاصل، متوعدين بإطلاق الرصاص والقنابل الغازية لمنعهم.
وأمام هذه التحذيرات الإسرائيلية، أقام منظمي المسيرة سوتر ترابية لحماية المخيمات في قطاع غزة، كما أعلنت وزارة الصحة ولجان الرعاية الصحية رفع حالة الجهوزية للتعامل مع أي طارئ.
وتأتي التخوفات الإسرائيلية، للتهديد الوجودي الذي يمثله عودة اللاجئين الفلسطينيين من أماكن تواجدهم كافة للأراضي المحتلة.