- مراسلنا: الاحتلال يقصف منازل سكنية في بلدة المغراقة وشمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة
- مراسلنا: 8 شهداء بقصف الاحتلال فرق تأمين المساعدات في حي تل الهوا غرب مدينة غزة
بدأ السؤال يجد طريقه في النقاشات اليومية لأهل قطاع غزة، هل هناك حرب جديدة تشنها دولة الكيان، تضاف لما سبق من حروب عدوانية، خلفت من الكوارث الكثير، السؤال لم يعد حكرا على عامة أهل القطاع،، بل بات جزءا من نقاش دوائر العمل السياسي - الإعلامي، خاصة مع تنامي حركة التصعيد الكلامي، ومنذ بيان حركتي حماس والجهاد، الذي تحدث عن معادلة "قصف بقصف ودم بدم"، تلك المعادلة التي بها "عوار منطقي كبير" لكن اللغة كثيرا ما تحدد ممسار التعبير..
منطقيا، ليس من مصلحة إسرائيل القيام بحرب واسعة ضد قطاع غزة، فلا يوجد مبررات لتلك "الحرب الواسعة"، راهنا، رغم كل ما تنشره وسائل الإعلام العبري حول "نفاذ صبر" حكومة نتنياهو، نتيجة تزايد الخسائر الإقتصادية لمزارع سكان البلدات المقابلة للقطاع بفعل الطائرات الورقية الحارقة، التي باتت تمثل "صداعا" للكيان من نمط خاص في التطور الكفاحي الفلسطيني، وبلا شك جاءت تلك الطائرات لتسجل فعلا مميزا أربك حكومة تل أبيب..
لكن الخسائر الناجمة عن ذلك "السلاح الغزي" لا يستدعي فتج "جبهة غزة" العسكرية بشكل واسع، حيث يرتبط قرار الحرب بعوامل غير حرق المزارع، خاصة وأن أي معركة عسكرية واسعة لن تكون خسائر تدميرية للقطاع وحده، وستدفع إسرائيل "ثمنا" يفوق كثيرا ما دفعته سابقا، مع تطور قدرات الأجنحة العسكرية، وتحديدا كتائب القسام وسرايا القدس..
فتح "جبهة غزة"، هو قرار سياسي إسرائيلي أمريكي بإمتياز، نظرا لأن الإدارة الأمريكية بدأت حركة تنفيذ "صفقة ترامب" عمليا، ولذا وللمرة الأولى بعد حرب 2000 ضد السلطة الوطنية والزعيم الخالد أبو عمار، بعد كمب ديفيد، سيكون أي قرار بفتح جبهة غزة والقيام بحرب واسعة ليس ملكا لتل أبيب وحدها، كما كان في الحروب السابقة منذ 2008، بل سيكون "قرارا مشتركا"..
فتح جبهة غزة، سيرتبط بطريقة التعامل مع صفقة ترامب، ولذا ليس هناك ما يؤكد انها مسالة حتمية، خاصة وأن "جبهة الشمال"، لا تزال مفتوحة وربما تأخذ مسارا مفاجئا بعد محاولة "تحجيم الدور الإيراني" في سوريا، وتحديدا في المنطقة الحدودية مع هضبة الجولان والقنيطرة، ما يشير أن "جبهة الشمال" لن تكون في مأمن من الإشتعال..
الضفة لم تعد تمثل "عبئا أمنيا" على سلطات الاحتلال بفضل "العمل الأمني المشترك" بين اجهزة سلطة عباس وأجهزة أمن الاحتلال، مضافا لها حركة إرهاب عباسية شاملة ضد اي معارض لموقفه التنسيقي، بعد أن اصبح راتب الموظف مهددا في كل لحظة..
ومع ذلك، فالحرب ليست مستبعدة في لحظة ما لفرض موقف سياسي ما، مترافقة مع حركة حصار شامل على القطاع، وصلت الى تهديد وكالة الغوث "أونروا" بأنها أمام كارثة مالية في غزة، من أجل تمرير ما يجب تمريره من الصفقة الأمريكية..
الحرب إحتمال قائم، الحصار فعل قائم، لكن الغائب موقف فلسطيني موحد، او شبه موحد، حيث قيادة رام الله لا صلة لها بكل ما يدور في القطاع، بل هي جزء من أدوات الحصار وتعمل بكل السبل لتركيعه، فيما حركة حماس لا تزال فاقدة الأهلية السياسية وتتصرف دون أي تنسيق حقيقي مع قوى العمل الوطني، لكيفية مواجهة القادم سياسيا أو عسكريا، وتقف خلف معادلتها "غير الذكية" قصف بقصف ودم بدم"، دون أن تترافق معها أي رؤية سياسية وطنية موحدة..
جبهة غزة، تستوجب تشكيل موقف وطني موحد، بعيدا عن الغطرسة والتعالي، والتخلي عن عقلية "العسكرة والحمسنة" لكل ما هو في القطاع، ولتعيد النظر في شكل العلاقة السياسية داخل غزة، بما يتيح تشكيل "جبهة فعل" لمواجهة أي فعل أمريكي - إسرائيلي..
الحرب إحتمال قائم، ما يستدعي الإستعداد الوطني الجاد، وعلى قيادة حماس أن تسارع بترتيب "البيت" بما يخدم تحصينه سلاحا ضروريا لمواجهة أي خيار قادم عسكريا كان أو تسوويا..