- وزير الخارجية الأمريكي: جولة الشرق الأوسط ستتطرق لأمور عدة بينها التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة
- مراسلنا: طائرات الاحتلال تقصف مناطق متفرفة غرب ووسط مدينة غزة
- مراسلنا: طائرات الاحتلال تقصف قرب مفترق المطاحن جنوب دير البلح وسط قطاع غزة
أناب عباس عن نفسه رامي الحمد الله، لحضور الانعقاد الاستثنائي على مستوى القمة، لمنظمة التعاون الإسلامي، في مدينة استنبول التركية. وفي تلك الإنابة، كان عباس يعمل بمقولة الشاعر الجاهلي طَرَفَه بن العبد: إذا كنت في حاجةٍ مُرْسَلاً، فأرسل حكيماً ولا توصِه. غير أن ما قاله الحمد الله في استنبول، يجعله في واد، والحكمة في واد آخر. فقد أرسل عباس كذوباً لا حكيماً، خانته الرعونة، وقَصرت معه أفانين الخداع، وإن كان يلبي فيما قال، محاكاة عباس في تجرؤة على الكذب المفضوح، وعدم الممانعة في التكرار رُغم الافتضاح، وعلى المزاوجة في الخطاب السياسي، بين ممارسة الظلم دون أي وازع من ضمير، وتباكي الظالم نفسه، في الوقت نفسه على المظلومين أنفسهم!
في ذلك الانعقاد، تباكى الحمد الله موفد عباس، وارتسمت على محياه علامات الألم على حال غزة، وكاد أن بعلنها صريحة، بأنه يتنفس من تحت الماء.. ويغرق، ما لم يهرع المنقذون الى أنقاذ غزة هاشم وسكانها الذين يحبهم!
الحمد الله، فيما قاله في استنبول، سقط في امتحان السياسة والجدارة الذهنية. فلم يصرخ طلباً للمصالحة التي يزعم بأن الطرف الحمساوي حليف "الإخوان" هو الذي أحبطها، ولم يطلب تدخلاً تركياً لإحباط المُحبطين، وتوفير أولى شروط إخراج غزة من محنتها. كأنه التوافق الذي لا يحتاج الى حوار ومباحثات، بين عباس و"إخوان" استنبول، على أن يظل الفلسطينيون منقسمين، وألا يتزحزحوا عن مربع الخصومة، في رعاية الحكومة التركية شديدة الترحيب برموز الطرفين، وناصحتهم بأن يتعادلا في توفير أسباب وتصريحات وخزعبلات إدامة الخصومة، لكي يصعب على المحايدين معرفة الطرف الأرجح في صنع البغضاء وإطالة أمد الفتنة والمحنة!
لم تطرأ على ذهن الحمد الله، مطالبة تركيا بتلطيف أجواء "الإخوان" حيال أنواع المصالحات، لكي تصفو الأجواء لمواجهة العدوان الإسرائيلي، ولتصفير المشكلات والنزاعات في العالم الإسلامي. كان التباكي على على القدس وعلى غزة، هو موضوع عباس، الذي كلف الحمد الله بنقله الى منظمة التعاون الإسلامي، بينما أعضاء هذه المنظمة يعرفون، أن عباس وحكومته وشريحته الفاسدة المتنفذة، هم أحد أهم أسباب محنة القدس ومحنة غزة، لأنهم على الأقل، أصابوا الجماهير الفلسطينية بالإحباط وبكراهية اللغة السياسية، من خلال ما أظهروا من النكران والجفاء حيال الناس في الضفة والقدس وغزة. فلم يكن ترامب سيتجرأ على القدس، لو لم يستأنسن بواقع الخمود والإحباط الشعبي، في العالم العربي، وفي فلسطين حيثما ينبغي أن تكون بداية الفعل المضاد!
وبالطبع لم يتطرق المتباكي على غزة، الى فكرة التشكي لمحكمة الجنايات الدولية، ولم يتلق عنها تعليمات من سيده، لأن سيده يعلم أن محامي الدفاع الصهيوني سيقول للمحكمة إن الأجدر بالشاكي تصويب موقفه أولاً، لأن مرضى غزة يموتون إن لم ننقذهم في مشافينا، وكذا مرضى الضفة الفلسطينية. نحن نقتل علنا و"ندافع عن أنفسنا" واسألوا كثيرين، من مغردين الذبابة العرب، في زمن الهزيمة والهوان على شبكات التواصل الاجتماعي. أما الشاكي، فهو يقتل ليس دفاعاً عن نفسه، وإنما هجوماً على شعبه!