- مدفعية الاحتلال تقصف المناطق الجنوبية لمدينة غزة
- وصول شهيدين ومصابون إلى مستشفى العودة بالنصيرات جراء استهداف الاحتلال للمخيم الجديد وسط القطاع
منذ أن أنهى "مجلس المقاطعة" أعماله بإنتخاب "هيئة خاصة - لجنة تنفيذية"، وإعلان إنتخاب محمود عباس رئيسا لها ولـ"دولة فلسطين"، غابت كل المظاهر "الإحتفالية" بتلك المناسبة التي مهد لها "الإعلام العباسي" الخاص كل وقته، ومعه فصائل شاركته فيما ذهبوا إليه، مع إستلامها "شيكات" سياسية - مالية مسبقة لتكون ضمن تلك "الحفلة التنكرية"..
إعلام عباس فتح الباب لمن يريد التعبير عن "فرحته" بتلك "البيعة التصفيقية" لتكريس عباس رئيسا، دون اي مظهر إنتخابي حقيقي، لا له ولا لهيئته، التي يمكن إعتبارها فرضت بجبروت الهمينة والأمن سواء بسواء..
لكن، ما كان لافتا جدا هو غياب أي مظهر رسمي عربي ودولي بتلك "البيعة التصفيقية" لعباس رئيسا، ولم نقرأ عن وصول رسالة أو هاتفا يبارك له تلك "الثقة" والتجديد له منصبه..مع أنها تمثل "حدثا بروتوكوليا" لا يحتاج لأي دراسة أو بحث، ما لم يكن هناك بعضا من "الريبة السياسية" تجاه ما حدث، والتهئنة اليتيمة جاءت من الملك عبدالله، ملك الأردن خلال إتصال عباس به لشكره، بعد أن وصل الى عمان في طريقه لجولة كانت مخططة مسبقا..
ربما يخرج بعضا من "العباسيين" ويبرر، ان تلك الإشارة لا تنال من "شعبية الرئيس عربيا ودوليا"، خاصة بعد قمة الظهران، والتي وصفها صحفي من "آل البيت العباسي"، بأنها "قمة الرئيس عباس"، لكن غياب التهاني ليس فعلا بروتكوليا فحسب، بل تعبير عن إهتمام خاص، وبعضا من التقدير للمنصب والشخص، وهو ما لم يحدث أبدا..
من الممكن أن تبدأ آلة عباس الأمنية الترجي لبعض من دول إرسال برقيات لستر العورة، وذر الرماد في العيون، لا يهم بعدها ما سيكون..وبالطبع لا ضرورة لقولهم أنها ايام عطلة..فتلك ستكون "عيبة"!
بالتوازي مع غياب الترحيب والتهئنة، إنفتحت على عباس أبواب جهنم بعد خطابه في "مجلس المقاطعة" حول اليهود والمحرقة وأسبابها، في ذات أيام العطلة، من دول عالمية، الى جانب الولايات المتحدة، وإعلامها وقبلهم دولة الكيان التي "هندست" تلك الحملة "غير المسبوقة"، وهناك دول صديقة جدا لفلسطين في أوروبا أسمعت عباس كلاما أقسى بكثير مما قالته صجف وإعلام أمريكي، بل هدتته بإتخاذ مواقف تضر بالسلطة والقضية الفلسطينية..
حملة سياسية - إعلامية مكثفة ومنسقة، حاول تفاديها عبر بيانات تفسيرية أو نافية أو توضيحية، لكنها لم تف بالغرض منها، وأمام تلك الحملة أجبر عباس على إصدار بيانه باللغة الإنجليزية، كما ورده من "جهات صديقة"، ليعلنه دون زيادة فاصلة عما إستلمه نصا، وكان بيان الإعتذار المخجل لرئيس تغنت أجهزته وشركاه بما حدث من مهرجان البيعة والتصفيق..وكشفت كم هو "مستقل" فعلا قرارا وموقفا!!
بيان عباس الإعتذاري لإسرائيل واليهود، وإعادة التأكيد على انه "رجل سلام جدا"، تزامن مع أول حملة تهديد إسرائيلية له شخصيا، وهو لم يحدث منذ أن أحضر للمنصب، مع ما بالتهديد أيضا من "كشف المستور" بينه وبينهم وما فعل منذ عام 2005، الى جانب ملفات الفساد الحقيقية له وعائلته وبعض مريديه، وفتح صندوقهم الأسود بكل ما يحمل منذ العام 1995 بعد اللقاء الشهير مع أريك شارون في مزرعة الأخير بالنقب، وحيدا دون اي شاهد على اللقاء، وهي من المرات القليلة التي يحدث بها ذلك، في ظل السلطة الفلسطينية خلال حكم الخالد أبو عمار..
الحملة الدولية ضد عباس أوقفت أي ترحيب بتكريسه رئيسا، وبدلا منها وضعت "علامات سوداء" على حقيقة سلوكه، والإعتذار لن يمثل مطهرا أو مزيلا لآثار تلك التصريحات، خاصة وأن دولة الكيان عملت كل جهدها لترويج حملة إعلامية – إعلانية لإستثمار تلك التصريحات بالحد الأقصى، ليس كراهية في عباس، وعلها أكثر دول العالم تعرف حقيقة موقفه السياسي، لكنها تعمل على الإستغلال من أجل "تدفيع الثمن" السياسي لتلك التصريحات، خاصة عشية نقل السفارة، مع ما يمكن أن يرافقها من رد فعل شعبية في الضفة والقدس..
إسرائيل تتبز عباس علانية، بما قاله، ولن يترك الإعتذار أثر سوى تسجيل إهانة شخصية له، لكنها تريد منه أن يعطي أجهزته الأمنية أمرا صريحا واضحا لمنع أي "هبة غضب" في الضفة والقدس يوم نقل السفارة الأمريكية الى القدس..
إبتزاز صريح، إما أن "تدفع الثمن السياسي" أو "تدفع الثمن الشحصي"..الخيار لعباس..والجواب واضح وصريح ..الثمن سياسي ولن يكون شخصي!
غياب التهاني رسالة سياسية أن "شرعية عباس" لم تجدد حقا، لكنها أصبحت أكثر إرتعاشا، دوليا ومحليا، وأي رئيس لا يملك التأثير على جزء حيوي وهام من الشعب الفلسطيني تمثله أطراف لم تشارك في مجلسه التنكري..لن يكون مقنعا خاصة وأن قطاع غزة يعيش "هبة غضب" هو خارجها!